الصحافة

فزّاعة “داعش” ذريعة جديدة للتمسّك بالسلاح!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الجيش اللبناني في آخر يوم من معركة “فجر الجرود” كان في المرحلة الأخيرة للقضاء على “داعش”، لكن أتى من يطلب منه ومن السلطات العليا وقف القتال، وهناك من نقل عناصر التنظيم بالباصات المكيّفة إلى حدود العراق، كلّ ذلك يثبت أن التهويل من عودة “داعش” هو فقط لتبرير وجود السلاح.

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

في توقيتٍ لافتٍ، ومع ارتفاع وتيرة الضغط الدولي والأميركي على لبنان لنزع سلاح “حزب الله”، عاد التهويل والحديث عن عودة تنظيم “داعش” إلى لبنان، وإثارة الخوف من شبح هذا التنظيم الإرهابي، بالتزامن مع ضخّ كميةٍ من الأخبار المُضخّمة عن دخول عناصر أجنبيةٍ عبر الحدود السورية إلى لبنان بغية تنفيذ عمليات أمنية لاحقة.

وقد أكد مصدر أمني لـ”هنا لبنان” أن “الأجهزة الأمنية في حالة يقظةٍ دائمةٍ وتأهبٍ مستمرٍّ لمنع دخول أي عناصر إرهابية ولمواجهة أيّ نشاط لـ”داعش” أو غيره من شأنه أن يزعزع الأمن في لبنان”، جازمًا ألّا “بيئة حاضنة لـ”داعش” والإرهابيين أو السماح لهم بالتسلّل إلى الأراضي اللبنانية”.

ودعا المصدر الأمني إلى “توخّي الدقّة في نقل رواياتٍ مضلّلةٍ لأنّها تخلق حالةً من الذعر في هذه المرحلة الحسّاسة”، مؤكّدًا أنّ “الأمن ممسوك ولا خوف عليه وهناك تضخيم كبير للأمور”.

لا يترك “حزب الله” ذريعةً إلّا ويستخدمها من أجل الاحتفاظ بسلاحه، فبعد أن أعيته الحيلة عن إقناع اللبنانيين بدور هذا السلاح في مواجهة إسرائيل، خصوصًا بعد انسحابه من منطقة جنوب الليطاني التي لطالما شكّلت دائمًا مسرحًا لعملياته ونشاطاته العسكرية، لجأ إلى تخويفهم من الخطر الآتي من الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا وخلق الوهم في عقول أبناء البلدات الحدودية بأنّه وحده القادر على صدّ أي تدخل سوري في لبنان، بدليل الترويج في الأيام الماضية لانسحاب الجيش اللبناني من نقاط المراقبة وحصول تعزيزات سورية باتجاه لبنان، الأمر الذي نفته قيادة الجيش اللبناني في بيانٍ واضحٍ وصريحٍ، هذا ما أكده مصدر مطّلع لـ”هنا لبنان”، مشيرًا إلى أنّ الحزب “لا ينفكّ عبر أدواته وبعض الإعلام الذي يدور في فلكه عن الترويج لعمليات القبض على خلايا أمنية تابعة لتنظيم “داعش” في الضاحية والجنوب وجبل لبنان وآخرها مزاعم القبض على “مجموعةٍ إرهابيةٍ” متعدّدة الجنسيات في منطقة المتن. وبلغ به الأمر الترويج بأن هذه المجموعة تمتلك أجهزةً ومُسيّرات وتخطّط للقيام بأعمال إرهابية في لبنان وتحوز على خرائط لكنائس ودور عبادة، وكأنّ من يقف وراء هذه المعلومات المضلّلة يحاول تخويف اللبنانيين وخصوصًا المسيحيين من استهداف المقرّات الدينية كما حصل في كنيسة مار الياس في دمشق، وكأنّه يريد القول إنّ سلاح الحزب يشكّل ضمانةً لحمايتهم من هذه التهديدات”.

لا يمكن لـ”داعش” أو أي منظمة إرهابية أن تنمو وتتكاثر وتعمل في لبنان إلّا ضمن بيئةٍ حاضنةٍ لها، والبيئة اللبنانية بكل طوائفها ومذاهبها هي ضدّ فكر “داعش” أو أي تنظيم إرهابي وهي بيئة غير مواتية له. هذا ما يراه الخبير العسكري العميد المتقاعد سعيد القزح، الذي ذكّر بأيام المطالبة بالخروج السوري من لبنان وقال: “حينها كانت تواجهنا “جهابذة” محور الممانعة وتحاول إخافتنا من مذابح ستقع بين السنّة والشيعة. دائمًا ما تُستعمل حجج الإرهاب والاقتتال الطائفي والحرب الأهلية لمنع قيام دولة في لبنان ولمنع وحدة السلاح في يد الشرعية اللبنانية أو قيام سلطة وحيدة تطبيقًا للدستور واتفاق الطائف”.

واعتبر القزح أنّ “المستفيد من التهويل بعودة “داعش” هو من يريد التمسّك بسلاحه وعدم تسليمه وإبقاء سيطرته الأمنية والعسكرية على الشعب اللبناني بعد خسارته المعركة بوجه العدو الإسرائيلي وبعدما تبيّن أن توازن الرعب أو الردع كان “كذبةً” كبيرةً يتمسك بها “الممانعون” من أجل الاحتفاظ بالسلاح بحجة خلق توازن يمنع إسرائيل”. وقال: “عندما لم يتمكّن هؤلاء من التصدي للخطر الإسرائيلي وأصبحت حجتهم باطلة، لجأوا إلى التهويل من عودة “داعش” والفصائل السورية أو الأجنبية التي يُقال إنها منتشرة على الحدود”.

يجزم القزح في حديثه لـ”هنا لبنان”، بأنّ هذه الفصائل لا تشكّل أيّ خطر على لبنان ولا على سوريا حتى، “لأنه تمّ تقليم أظافرها والتخلّص من المتشددين فيها قبل سقوط نظام الأسد وقبل دخول الرئيس أحمد الشرع إلى دمشق، لأن الأخير عمد إلى التخلص من كل القيادات الأصولية في تلك الفصائل الأجنبية وخاصة “الإيغور”، أمّا تكبير الأخبار والتهويل من شبح “داعش” فهو فقط للتمسّك بالسلاح ولتخويف المواطنين والإيحاء بأنه إذا لم يكن هناك قوة مسلّحة موجودة تدافع عن الحدود يمكن أن يتمّ غزونا من “داعش” أو من فصائل أخرى”.

وعن عودة التحذير من خطر الخلايا الأمنية النائمة وضرورة مواجهتها، يُشير المصدر الأمني إلى أنّه “ربما تكون هناك خلايا نائمة لـ”داعش” لكن الكشف عنها وإحباط مخططاتها لم يتوقّف على الإطلاق منذ تسلّل تلك الجماعات إلى لبنان لا بل منذ نشأة هذا التنظيم”، وهو ما يؤكد عليه أيضًا العميد المتقاعد القزح قائلًا: “ربّما هناك خلية نائمة أو شخص يعتنق أفكار “داعش”، لكنّ الأفكار المتطرّفة موجودة أينما كان وأقصد بها الإرهابية لا الدينية أي استعمال العنف لفرض الشريعة، والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية يقومان بواجباتهما، ومنذ ولادة تنظيم “داعش” أثناء الحرب السورية لم يقم بقتال النظام السوري، بل كان القتال بينه وبين “جبهة النصرة” التي تحوّلت لاحقًا إلى جبهة تحرير الشام التي كان يترأسها أحمد الشرع”.

لقد “خُلِقت “داعش” من أجل إضعاف المعارضة السورية وإعطاء صورة جميلة عن النظام السوري أنه هو من يكافح الإرهاب، ونذكّر أن الجيش اللبناني في آخر يوم من معركة فجر الجرود كان في المرحلة الأخيرة للقضاء على “داعش”، أتى من يطلب منه ومن السلطات العليا وقف القتال وهناك من نقل عناصر التنظيم بالباصات المكيّفة إلى حدود العراق، كلّ ذلك يثبت أن التهويل من عودة “داعش” هو فقط لتبرير وجود السلاح، لكن لا وجود لبيئة لبنانية حاضنة له ولا لأفكاره”، يختم الخبير العسكري سعيد القزح.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا