الصحافة

مهلة حتى نهاية العام... وهذا المقصود بـ"الكلام الكبير"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عمر الراسي

أخبار اليوم

تبلّغ لبنان الرسمي امس عبر السفارة الأميركية في بيروت، رداً من الإدارة الأميركية على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك، وهو منكب على دراستها. وخلاصة هذا الردّ  تكمن في وجوب التزام لبنان بمهل زمنية محددة لحصر سلاح حزب الله بيد الدولة على ألا تتعدى المهلة نهاية العام الحاليّ، وتكليف الحكومة اللبنانية بتنفيذ ذلك.

فما هي صورة مرحلة ما بعد الرد، وما الذي ينتظر لبنان، لا سيما في ضوء التهديد بحرب اهلية جديدة؟

يشرح مرجع وزاري واسع الاطلاع عبر وكالة "اخبار اليوم" ان الجانب الاميركي قال كلمته وعبر عن شعوره بأن الدولة اللبنانية المتمثلة اليوم بالرئيس جوزاف عون والحكومة برئاسة نواف سلام والوزراء والتركيبة الجديدة لم تبادر بصورة تلقائية - كما كان متوقعا-  الى تنفيذ العناوين التي وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري.

اذ يشير الى انه لا يوجد  احباط اميركي من الاداء اللبناني، يقول المرجع: الادارة العميقة الاميركية سواء أكانت ممثلة بـ"مورغان اورتاغوس" او "توم برّاك" او حتى "أموس هوكشتاين"، تعبّر على نفس الخط، فهي "تمهل ولا تهمل" والمقصود هنا ان الاميركيين يوائمون بين ما قاله الرئيس عون بأنه يحتاج الى حوار مباشر مع الحزب دون الكلام عن استراتيجية دفاعية او ما من شأنه ان يغرق الموضوع وعدم انتشاله فيما بعد، وبين مقتضيات الحوار المباشر تفاديا لما يسمى المسّ بالاستقرار الداخلي والذي ينجم عنه حكما تدخل خارجي، وبين الرغبة في نزع السلاح وحصريته بيد الدولة.

ويرى المرجع ان المهلة المعطاة للبنان ليس مفتوحة على غرار هدنة العام 1949 بل محددة بنهاية العام وتحت النار حيث تسمح لاسرائيل في كل حين ان تغتال وتدمر البنى التحتية التابعة للحزب وان تبقي طائراتها المسيرة فوق الضاحية الجنوبية واحيانا وصولا الى قصر بعبدا وبيروت، وان تنال من اي هدف على الاراضي اللبنانية كما حصل في محيط طرابلس منذ ايام. وبالتالي المقصود هو ضرورة الاستعجال وعلى لبنان ان يتدبر امره.

وردا على سؤال، يتحدث المرجع الوزاري عينه عن "انفتاح على حزب الله السياسي"، بمعنى ان الجانب الاميركي اعتبر ان الحزب لا يمكن ان يُمسّ به اذا تحول الى حزب سياسي وعندها يمكنه ان يأخذ شرعية شعبية في ايار المقبل بعدما أخذ الشرعية المناطقية في الانتخابات البلدية، مع التأكيد ان السلاح او الشق العسكري لن يكون له اي وجود. ولكن في موازاة هذا "الانفتاح" يلوّح الاميركي بالاخطار الوجودية: فاحيانا يتكلم عن "بلاد الشام" او مخاطر من الحدود الشرقية، وقطار الشرع الذي يفترض ان يكون في لبنان في احدى مقطوراته.

وهنا، يرى المرجع ان "هذا الكلام كبير" والمقصود منه الضغط على الرئيس عون، حيث يقع لبنان اليوم بين ما يسمى المهلة وعدم الاهمال وبين مطرقة الاسرائيلي اليومية او التي تكاد تكون يومية وبين اكثر من تهديد خارجي يلوّح به الاميركي ضغطا على الرئيس عون.

واستطرادا، يوضح المرجع ان التهديد الخارجي ليس وحده المقلق، بل ايضا الوضع الحكومي الهش بدليل تصاريح رئيس القوات الدكتور سمير جعجع ووزرائه الذين يدعون مجلس الوزراء الى اتخاذ القرار ويتحدثون عن وزراء "فئة ألف" ووزراء "فئة باء"، فعلى الرغم من ان هناك اتفاقا على الهدف ولكن يبدو واضحا ان الاختلاف كبير على المقاربات .

الى ذلك، يتوقف المرجع عند كلام براك عن "اتفاقات" لم تصمد، قائلا: صحيح انه تأتى توضيح فيما بعد، ولكن في مُجمل كلام الموفد الاميركي هناك اشارة واضحة بأن الاستقرار مهدد والميثاق المُعبر عنه في اتفاق الطائف الذي وضع حد للحروب الداخلية هو ايضًا توجد حوله علامة استفهام وكأن الجانب الاميركي يقول ان الطائف فشل ويدعو لبنان الى ميثاق جديد. ولكن  رئيس الحكومة يريد الابقاء على الطائف والحكومة وراءه، وهذا ما تؤكده ايضا المملكة السعودية، وخير دليل التدخل الكويتي السريع من خلال زيارة الوفد برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ومعلوم ان الكويت تدخل على الخط عندما تشعر ان ثمة خللا في العلاقة بين لبنان واحد الدول الخليجية.

ويتابع المرجع، المغزى من كل ذلك ان لبنان امام استحقاقات وقرارات صعبة، ولا مجال لانتظار الانتخابات النيابية، اذ ان المهلة نهاية العام وليس ايار، اي انه يجب احتكار السلاح قبل الشرعية السياسية والشعبية التي يبحث عنها الحزب في الاستحقاق المقبل.

كما يتوقف المرجع عند مقولة ان اي سلاح خارج منظومة حزب الله يشكل تهديدا للبنان وبالتالي ما سيكون تبريرا لبقاء سلاح الحزب، قائلا: هذه المقولة لن تصمد امام تصميم الاميركي صانع المعادلة الاقليمية الجديدة التي تحمل عنوان طريق السلام توصل الى تنفيذ الاتفاقات الابراهيمية، قائلا: صحيح ان لبنان ليس راهنا في حالة تمكنه من الدخول في مثل هذه الاتفاقات لكن يبدو ان برّاك يضعه على السكة و"يجب ان نفهم اننا يجب ان نسير على هذا الخط"، موضحا ليس مطلوبا من لبنان ان ينفذ ما يقوله الاميركي، لكن في حال لم يُنَفذ الثمن سيكون كبيرا، فقد نعود الى نظرية "مخايل الضاهر او الفوضى"، بمعنى ان الاستقرار سيكون على المحك.

وفي المحصّلة، يدعو المرجع الى استخلاص العبر من المواقف التي عبّر عنها برّاك، بمعنى انه لا بدّ من حكومة اكثر قوة وتجانسا دفاعا عن خط الدفاع الاول اي رئيس الجمهورية، فالأخير هو رأس هذه الدولة لست سنوات وبالتالي يتعامل معه الاميركيون من هذا المنطلق، بعدما كان قائدا للجيش وكان مرشحهم الاوحد منذ البدء. لذا يجب تمكينه من خلال حكومة مصممة ،جامدة ومالكة قرارها.

ويختم المرجع: بعكس كل ما يقال الرئيس نبيه بري متفهم جدا لما يحصل لانه يحضر السوق يبيع ويشتري ويأخذ المناصب، وهو ايضا يسعى الى لمّ الشيعة- الطيف الاكثر استهدافا راهنا - علما انه قام بواجباته لا سيما على صعيد التعيينات.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا