السوق القديم بقوانين جديدة.. جبيل أكثر تنظيماً وجمالاً!

لا يكون الصيف صيفاً إذا لم تتخلله زيارة إلى مدينة جبيل. وقلب هذه المدينة النابض، سوق جبيل القديم، لطالما كان شاهدًا على تاريخها العريق ووجهة مفضلة للزوار والسياح.

وفي خطوة تهدف إلى الارتقاء بتجربة الزائر وتحسين البيئة التجارية، أعلنت بلدية جبيل مؤخرًا عن مجموعة من القوانين التنظيمية الجديدة التي ستُعيد صياغة المشهد في هذا السوق التاريخي.

بعدما كانت البلدية قد أعلنت عن قوانين جديدة هدفها تنظيم الشاطئ تحت شعار "خطوط حمر ع الخط الأزرق"، ها هي تخطو اليوم خطوة نحو تنظيم السوق القديم بهدف تحقيق التوازن بين الأصالة والتاريخ، وتوفير بيئة مريحة للجميع.

وتتمحور القوانين الجديدة حول عدة أهداف أساسية تسعى البلدية لتحقيقها، بدءاً من تعزيز الاحترام وتجربة الزائر.

فأحد أبرز البنود هو منع جذب الزبائن بالإكراه أو التحرش اللفظي، ولا بدّ أن الهدف الرئيسي من هذا القانون هو ضمان أمان الزوار والسائحين أثناء تجولهم في السوق، بعيدًا عن أي ضغوط أو إزعاج.

كما يمنع القانون الجديد عرض البضائع خارج حدود المحل التجاري، سواء على الأرصفة، الممرات، أو الساحات العامة. وتحدد بشكل صارم حصر عرض الصناعات الحرفية (artisanat) والتذكارات (souvenirs) بأبواب المحال التجارية فقط، مع منع عرض أي بضائع أخرى في هذه المساحات.
كما نصت على إزالة فورية لبرادات البوظة، ماكينات القهوة، وأي عوائق عن الأرصفة، في خطوة تحترم انسيابية حركة المشاة والحفاظ على المظهر الجمالي والنظيف للسوق.

ولمعالجة مشكلة الضوضاء، خصوصًا في المساء، منعت البلدية تشغيل الموسيقى الصاخبة في الحانات (pubs)، مشترطة الالتزام بمستويات الصوت المسموح بها بعد الساعة التاسعة مساءً.

كما تشدد القوانين على الحفاظ على النظافة العامة والتخلص السليم من النفايات بشكل يومي. وتنظم المساحات المخصصة للطاولات، وتمنع التعدي على الممرات العامة، وتحدد أوقات وضع الطاولات أمام الحانات (الساعة السابعة مساءً وحتى انتهاء الدوام). وفي خطوة للحفاظ على الصحة العامة والنظام، منعت البلدية استعمال الأراكيل خارج المحال التجارية وعلى الأرصفة، باستثناء الموظفين أثناء دوامهم.

وبينما قد يواجه بعض التجار تحديات أولية في عملية التكيف، فإن الأهداف طويلة المدى لهذه القوانين تصب في مصلحة الجميع. إذ ستُعزز هذه الإجراءات من سمعة سوق جبيل كوجهة سياحية وثقافية راقية ومنظمة، مما يجذب المزيد من الزوار ويُسهم في التنمية السياحية للمدينة وللبنان بكل عام.