السويداء تحت النيران مجددًا... وإسرائيل تعلن وتُنكر في آنٍ واحد
كتب المحرر السياسي في القناة الثالثة والعشرين :
في تطوّر خطير على الساحة السورية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أنه قام باستهداف دبابات في قرية سميع الواقعة في محافظة السويداء جنوب سوريا. الإعلان، الذي جاء عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية ونقلته قناة العربية، يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول طبيعة التدخل الإسرائيلي في هذه المنطقة بالتحديد، وفي هذا التوقيت الحسّاس.
الغريب أن التصريح الرسمي المرافق للضربة يقول بالحرف: "نراقب عن كثب ما يحدث في السويداء، لكن لا نتدخل حالياً."
تصريح مزدوج المعنى: كيف يمكن أن يُعلن الجيش عن تنفيذ ضربات، وفي الوقت ذاته ينفي التدخل؟ هل المقصود هو إرسال رسالة ردع؟ أم أن هناك ما يجري على الأرض دون إعلانٍ كامل؟
قرية سميع، التي تُعتبر من القرى المعروفة بطابعها الدرزي، لم تكن في العادة بؤرة صراع مباشر. وهذا ما يطرح علامات استفهام إضافية: لماذا هذه الضربة الآن؟ وهل هناك تحرّك عسكري داخلي تم رصده من قبل إسرائيل واعتُبر تهديدًا محتملًا؟ أم أن الضربة هي جزء من سياسة الضغط والرسائل الإقليمية المعتادة؟
السويداء، التي لطالما نُظر إليها كمنطقة ذات خصوصية، تُسحب شيئًا فشيئًا إلى قلب المعادلة العسكرية الكبرى. ومع تزايد الأزمات الداخلية في سوريا، يبدو أن الساحة أصبحت مفتوحة لكل أنواع الرسائل النارية، من دون حساب فعلي للمدنيين أو للسيادة.
في وقتٍ تستمر فيه أزمات الجنوب السوري بين الفراغ الأمني والضغوط الاقتصادية والاجتماعية، يأتي هذا التطور ليضيف بُعدًا جديدًا للأزمة: البُعد الخارجي، المسلح، والغامض.
هل نحن أمام مرحلة جديدة من التصعيد؟ أم أن ما جرى هو رسالة مؤقتة ستُنسى في زحمة الأخبار؟ وحدها الأيام القادمة تحمل الجواب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|