محليات

ما صحة انسحاب الجيش اللبناني من أبراج المراقبة في بعلبك-الهرمل؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، أنباءً غير مؤكدة عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة في منطقة بعلبك-الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية، وقد أثارت هذه الأنباء تساؤلات بشأن حقيقة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحدودية.

وفي هذا الإطار، أوضح مصدر أمني لـ"النهار" أن هذه المعلومات عارية تماماً من الصحة، ولا تستند إلى أساس  واقعي، فالوحدات العسكرية والأمنية المنتشرة في البقاع، خصوصاً تلك التابعة لفوجي الحدود البرية الرابع والثاني، تواصل أداء مهامها الدروية كما المعتاد دون أي تغيير في تموضعها أو طبيعة عملياتها، مشدداً على أن الوضع الأمني تحت السيطرة العملياتية الكاملة من قبل الجيش اللبناني.

وأشار المصدر إلى أن ترويج مثل هذه الشائعات يهدف إلى إثارة القلق والبلبلة بين المواطنين، والنيل من صورة الاستقرار الأمني الذي تعمل المؤسسات العسكرية على ترسيخه.

وختم بالدعوة إلى تحري الدقة في نقل المعلومات، والاعتماد فقط على المصادر الرسمية لتفادي الوقوع في فخ الشائعات التي قد تضر بالسلم الأهلي والاستقرار العام، مؤكداً أن الجيش اللبناني باقٍ في مواقعه، ملتزم بحماية الحدود وأمن اللبنانيين بكل مسؤولية وجهوزية.

لطالما عانت منطقة بعلبك الهرمل، الواقعة في شرق لبنان والمحاذية للحدود السورية، تحديات أمنية معقدة. كانت هذه المنطقة، بحكم موقعها الجغرافي وطبيعة تضاريسها، نقطة عبور رئيسية للأنشطة غير المشروعة، بدءاً من التهريب بأنواعه، وصولاً إلى تسلل المطلوبين والعناصر المسلحة. وقد ساهمت المعابر الحدودية غير الشرعية المنتشرة على طول الخط الحدودي من جهة البقاع، في تفاقم هذه الأوضاع، لتصبح المنطقة مرتعاً لانعدام الأمن والقانون، وتؤثر سلباً على حياة السكان واقتصادهم.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تحولاً ملحوظاً في المشهد الأمني بالمنطقة، وذلك بفضل الجهود الحثيثة والمكثفة التي بذلتها القوى الأمنية اللبنانية، ممثلة بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المعنية كافة في إغلاق هذه المعابر غير الشرعية إغلاقاً شبه كامل. هذه الخطوة الاستراتيجية التي طالما نادى بها الأهالي وناشطون، بدأت تؤتي ثمارها جلية على الأرض، وتنعكس إيجاباً على مختلف جوانب الحياة في بعلبك الهرمل.

إن الانعكاس الأبرز لإغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية هو الانخفاض الكبير في معدلات الجريمة المنظمة، بما في ذلك تجارة المخدرات، تهريب الأسلحة، وسرقة السيارات التي كانت تزدهر بفضل سهولة التنقل عبر هذه المعابر. 

وقد تقلصت كثيراً ظاهرة تسلل الأشخاص غير المرخص لهم، سواء كانوا مطلوبين قضائياً أو عناصر مشبوهة، ما أدى إلى تعزيز سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها وضبط الحدود ضبطاً أكثر فعالية.

ليؤكد كبير عشيرة آل جعفر الشيخ ياسين علي حمد جعفر، ان الأهالي شعروا بهذا التحسن مباشرةً. فانتشار الحواجز الأمنية وتكثيف الدوريات على طول الحدود، بالإضافة إلى مراقبة دقيقة للمناطق الوعرة، ساهم في بث الطمأنينة بين السكان. باتت الحركة الليلية أكثر أماناً، وتراجعت عمليات الخطف والابتزاز التي كانت ترتبط في كثير من الأحيان بوجود مجموعات خارجة عن القانون تستغل الحدود المفتوحة.

وشدد على أنه لم يقتصر تأثير الاستقرار الأمني على الجانب الجنائي وحسب، بل امتد ليشمل النواحي الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة. فمع تراجع حالة الفلتان الأمني، بدأت عجلة الحياة الاقتصادية تعود تدريجياً، تشجع أصحاب الأعمال على إعادة فتح محالّهم وتنشيط تجارتهم، وبدأ الاستثمار في بعض القطاعات يعود إلى الواجهة، وإن كان بوتيرة بطيئة في ظل الظروف الاقتصادية العامة في البلاد.

واضاف: "كما أن الاستقرار الأمني يساهم في تشجيع عودة المغتربين لزيارة مناطقهم، والذين كانوا في السابق يترددون بسبب المخاوف الأمنية. هذا بدوره ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية المحلية، ويدعم القطاعات السياحية التي تملك بعلبك الهرمل مقوماتها التاريخية والطبيعية الغنية".

بالرغم من الإنجازات المحققة، لا تزال هناك تحديات قائمة تتطلب يقظة مستمرة. فخلايا الجريمة المنظمة قد تحاول إيجاد طرق بديلة، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة قد تدفع البعض إلى الانخراط في أنشطة غير مشروعة. لذا، فإن الحفاظ على هذا الاستقرار يتطلب استمرار الجهود الأمنية، وتعزيز التعاون بين القوى الأمنية والمجتمع المحلي، وتوفير بدائل اقتصادية مشروعة لسكان المنطقة.

في المحصلة، يمثل الاستقرار الأمني الذي تشهده بعلبك الهرمل بعد إغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية إنجازاً هاماً يستحق الثناء. إنه دليل إلى فعالية الإجراءات الأمنية الحاسمة، ويؤكد أن سيادة القانون هي السبيل الوحيد لبناء مجتمع آمن ومزدهر. ومع استمرار هذه الجهود، تتطلع بعلبك الهرمل إلى مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً، يعيد لها مكانتها كقلب نابض للبقاع الشرقي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا