وزير الثقافة أعلن عودة فعالية "ليلة المتاحف" في 29 الجاري
أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، في مقر المكتبة الوطنية، في حضور مديري المتاحف، "عودة فعالية ليلة المتاحف في 29 من الجاري، بدءا من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، بعد أن حجبت عن الجمهور لسنوات".
وقال سلامة: "من دواعي سروري أن أعلن عودة الوزارة تجربة أثبتت نجاحها، إلا أن ظروفا استثنائية حجبتها عنا ولأسباب يعرفها الجميع منها الكوفيد والانهيار المالي. واليوم، تعود فعالية ليلة المتاحف إلى الحياة، ولا أخفي أمرا أن ذلك تطلب جهودا حثيثة من الوزارة ومشاركة من عدد من المؤسسات الداعمة، لا سيما مصلحة النقل المشترك، التي ستؤمن الانتقال المجاني لكل الزوار من المتاحف المدرجة للزيارة وإلى أي منها".
أضاف: "نأمل من كل المواطنين مواكبتنا، بدءا من المتحف الوطني، مرورا ببقية المتاحف، مع الإشارة إلى أن في كل متحف هناك مرشدا ثقافيا يعنى بتقديم الشروح والرد على استفسارات الزوار".
وأعلن أن "ليلة المتاحف ستكون في 29 من الشهر الجاري، من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، حتى يتمكن اكبر عدد ممكن من المواطنين، لا سيما الشباب، من زيارة أكبر عدد ممكن من المتاحف، والتنقل بينها على ان تكون نقطة الانطلاق المركزية من أمام المتحف الوطني". وقال: "إن المتاحف التي تشارك في هذه الفعالية:
بيروت: المتحف الوطني في بيروت، متحف سرسق، متحف الجامعة الأميركية في بيروت الأثري، متحف الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت، متحف المعادن – جامعة القديس يوسف، متحف ما قبل التاريخ – جامعة القديس يوسف، متحف المكتبة الشرقية، متحف بنك لبنان، المعهد الفرنسي في لبنان – معرض للفنان سيرج بلوخ، فيلا عودة – مجموعة فسيفساء خاصة، وجناح نهاد السعيد.
جونيه: متحف جامعة الروح القدس الكسليك.
جبيل: متحف آرام بيزيكيان لأيتام الإبادة الجماعية الأرمنية، متحف موقع جبيل – المديرية العامة للآثار، ذاكرة الزمن – متحف الحفريات البحرية، مؤسسة بيبي عابد، متحفMACAM، والجامعة اللبنانية الأميركية – مؤسسة لويس قرداحي.
طرابلس: متحف قلعة سان جيل – المديرية العامة للآثار".
وتمنى "أن يكون هناك المزيد من المتاحف في السنة المقبلة"، وقال: "نحن نحضر لمن سيخلفنا في الوزارة لادخال متاحف جديدة ضمن هذه الفعالية، فالوزارة تعمل حاليا على بناء عدد من المتاحف، ولست متأكدا أنها ستكون جاهزة العام المقبل".
أضاف: "في العامين المقبلين، سيكون هناك متحف اثري كبير في صور، فنحن على بعد أقل من عام، وسيتم استكماله. وفي صيدا، بعد توقف سنوات سنبدأ العمل في متحف صيدا الأثري، الذي انفق عليه ما يقارب الـ6 ملايين دولار حتى الساعة، ونحن نبحث عن هبة لاستكماله. قد يحتاج هذا المتحف إلى عامين لانتهاء العمل فيه".
وتحدث عن "مشروع إنشاء متحف أكبر في جبيل، حيث حصلت اكتشافات اثرية في غاية الاهمية في العامين الماضيين، ونريد ان نسلط الضوء عليها أكثر فأكثر"، وقال: "إذا، إن عدد المتاحف كبير هذا العام، ونتمنى أن نشهد في العامين المقبلين المزيد من المتاحف في كل المدن الأثرية في لبنان".
حوار
وردا على سؤال عن "إمكان تطبيق الشراكة بين القطاع الخاص وبعض المتاحف، إذ أثبتت نجاحها في المتحف الوطني"، أجاب سلامة: "نعم، إنها تجربة ناجحة وسنعممها، نحن لا يمكننا أن نضغط على القطاع الخاص، بل نشجعه للمساهمة. وكما تعلمون، فمالية الدولة حالها صعبة، ولا يمكن تطوير قطاع المتاحف من دون الحصول على هبات خارجية".
وأوضح أن "التوجه لإشراك القطاع الخاص وارد. كما أن التوجه لإعادة النظر في سعر بطاقات دخول المتاحف وارد أيضا، وكذلك التوجه نحو تكرار ليلة المتاحف خلال العام"، لافتا إلى أن "الوزارة تعمل على كل هذا، وهي في صدد التعاون مع متاحف عالمية، لكن من ناحية ثانية، فهي تعمل على تأهيل المكتبات العامة في مختلف المناطق اللبنانية"، وقال: "هناك حوالى 80 مكتبة لزيارة متاحف العالم افتراضيا، وتمكن الشباب اللبناني من زيارتها، وهو في قريته".
وعما إذا سببت الحرب الأخيرة أضرارا محددة في المتاحف في مناطق محددة وأيضا في المواقع الاثرية، قال: "ليس في المتاحف، ولكن هذه الحرب تزيد في تعثرنا المالي من حيث إعادة الاعمار في لبنان. وفق تقديرات البنك الدولي، فإن الكلفة تبلغ 11 مليار دولار أميركي".
وأشار إلى أن "الدمار الذي تسببته به الحرب الاخيرة على لبنان حصل في وقت صعب اقليميا"، لافتا إلى "الدمار الشامل في غزة، حيث اعادة الاعمار تبلغ كلفتها بين 70 و80 مليار دولار أميركي".
أضاف: "في ما يتعلق بالمواقع الأثرية، فالضرر الأساسي حصل في "شمع"، وهو موقع قريب من صور، ومهم نظرا إلى طابعه الديني. في الموقع مقام زرته شخصيا فور تسلمي الوزارة، وهذا الموقع يعد الأكثر تضررا. يتألف المقام من 4 قبب جميلة، وقبة واحدة فيه دمرت، وفي استطاعة المديرية العامة للآثار إعادة ترميمها".
وأشار إلى أن "هذا المقام موجود داخل القلعة، التي دمرت في شكل كامل وتتطلب ميزانية مالية عالية ووقتا لإعادة بنائها"، آسفا لأن "هذا الدمار لم يكن نتيجة قصف عن بعد، بل جاء نتيجة تخريب بفعل وجود كتيبة عسكرية معادية داخل الموقع ودمرته".
وعن إعادة ترميم مبنى المنشية، الذي تم تدميره في الحرب الأخيرة، قال: "هناك قرار بذلك، فالمبالغ التي تتطلبها مشاريع مماثلة كبيرة جدا، ولكن لن يوقفنا غياب المال، ولن توقفنا الصعوبات التي تواجهها مالية الدولة، الآن وفي السنوات المقبلة. إن بناء المتاحف يجب ألا يكون قبل اعادة بناء مساكن الناس او المستوصفات او المستشفيات، لكننا نصر على الاستمرار في العمل وإعادة بناء المتاحف الجديدة، لا سيما في بعلبك وجبيل، وقبل ذلك الانتهاء من بناء متحفي صور وصيدا اللذين أنفق عليهما حتى الساعة اكثر من 12 ملايين دولار، فيجب الانتهاء منهما في أسرع وقت لكي نبدأ بالتفكير بمتاحف أخرى. لقد سررت بذلك، إذ في داخل قلعة طرابلس متحف جيد يمكن ترقيته بقطع أخرى، ولامركزية المتاحف هي قيد التحقيق".
وعن إمكان أن تكون المتاحف دامجة أي مجهزة لذوي الحاجات الخاصة سواء أكان في الحركة أم في السمع، فقال: "أسسنا منذ 22 عاما هيئة عليا للمتاحف، ولديها مراسيم لم يتم تطبيقها. وقبل مغادرتي منصبي بعد اشهر، أتعهد تحريك هذه الهيئة، ووظيفتها الاولى أن تقول ما هو المتحف الحقيقي والمتحف المزعوم؟ ما هي الشروط الحقيقية لاعتبار المتحف متحفا حقيقيا؟ فلا يسمى كل من لديه شرفة قديمة بمتحف".
أضاف: "الآن، بفضل المعدات الالكترونية الحديثة، سنحاول الحصول على التجهيزات الضرورية البصرية والسمعية التي تساعد ذوي الصعوبات في السنوات المقبلة".
وختم: "نريد رفع المتاحف الى المستوى العالمي الذي وصلنا اليه، وأن يصبح المتحف مكانا يذهب اليه المواطن بصورة طبيعية من دون أن يقصده، فهذا ما اعتدت اليه في المدن التي عشت فيها، حيث كنت أخصص نصف يوم في الشهر لزيارة المتاحف. نريد أن يصبح دخول المتاحف أمرا عاديا، وهذا الأمر مهم بالنسبة إلى المدارس، فالمشهد الأفضل في متحف بيروت الوطني رؤية صفوف عدة من طلاب المدارس تزور المتحف".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|