تقرير إسرائيلي: وحدة "الرضوان" تستعيد نشاطها قرب الحدود
نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحليلاً جديداً نشره تال باري، رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما المتخصص في أبحاث التحديات الأمنية في شمال إسرائيل، يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بـ"وحدة الرضوان" التابعة لحزب الله، وعن محاولات الوحدة الخاصة الحثيثة للعودة إلى جنوب نهر الليطاني وإعادة تقييم مسارها العملياتي بعد الحرب الأخيرة ووقف إطلاق النار.
ضربة قاصمة للرضوان
رأى تال باري في تحليله الذي تتبع فيه عمليات الجيش الإسرائيلي ضد وحدة الرضوان حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن الوحدة "تلقت ضربة قاصمة"، حيث ركز الجيش الإسرائيلي على استهداف قدرات وبنى تحتية للوحدة على طول خط التماس وفي الأراضي اللبنانية بشكل عام، إضافة إلى ذلك "تم بذل جهود مكثفة في عمليات اغتيال كبار قادتها (31 قائداً رفيعاً تم تصفيتهم)، وتصفية نشطاء بارزين من مختلف أقسام الوحدة، ومئات من مقاتليها".
ويقدر الباحث الإسرائيلي في التحليل الذي نشرته "معاريف"، أن "وحدة الرضوان خرجت، مؤقتاً على الأقل، من جاهزيتها لتنفيذ مهمتها المركزية المتمثلة في غزو الجليل بشكل واسع النطاق، وحتى فرصة تنفيذ خطة غزو بنطاق أضيق هي منخفضة للغاية".
عودة "الرضوان"
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه منذ وقف إطلاق النار، وثق مركز "ألما" وأكد تصفية 108 من عناصر حزب الله من المعلومات المفتوحة، منهم 13 عنصراً (حوالي 12%) كانوا من وحدة الرضوان، ويشير تال باري إلى أن هذه النسبة تعد مرتفعة مقارنة بحجم الوحدة من إجمالي القوة العسكرية لحزب الله، ويوضح التحليل أن "جميع العناصر الـ13 لوحدة الرضوان الذين تم تصفيتهم منذ وقف إطلاق النار، قُتلوا في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني".
ويشير الباحث إلى أن أول تصفية مؤكدة لعنصر من وحدة الرضوان من المصادر المفتوحة تمت في 4 مارس (أذار) 2025، وبناءً على تاريخ التصفية الأولى، يبدو أن وحدة الرضوان بدأت بالعودة جسدياً إلى المنطقة جنوب الليطاني، في موعد أقصاه ثلاثة أشهر بعد بدء وقف إطلاق النار.
ويضيف أنه "في الأشهر الأولى بعد وقف إطلاق النار، وفي ظل الضربة التي تلقتها، يبدو أن وحدة الرضوان خفضت من نشاطها، وربما ابتعدت جسدياً عن جنوب لبنان، مع التركيز على المنطقة الواقعة جنوب الليطاني"، ومع ذلك "اعتباراً من مارس (أذار) 2025، وهو تاريخ بدء تصفية عناصر الرضوان، يشكل عناصر الرضوان الذين تم تصفيتهم 26.5% من إجمالي 49 من عناصر حزب الله الذين تم تصفيتهم جنوب الليطاني".
إعادة بناء القدرات
يشير التحليل إلى عملية إعادة تأهيل وبناء قوة تقوم بها الوحدة، حيث بدأ عناصر وحدة الرضوان في تنفيذ عمليات إعادة تأهيل وبناء للقوة، والتي في إطارها، يعد وجودهم المتجدد في جنوب لبنان بشكل عام وجنوب الليطاني بشكل خاص أمراً ضرورياً، ويبدو أن هذا الوجود والنشاط المتجددين قد بدأ يستقبلهما أيضاً أجهزة جمع المعلومات الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي.
ويؤكد الباحث الإسرائيلي، أن المعلومات المتوفرة تشير إلى "محاولات متكررة لوحدة الرضوان للعودة إلى العمل في جنوب لبنان، بطرق غير مرئية في معظمها"، كما يكشف التحليل عن تغيير في الخطط العملياتية لحزب الله، وذكر أنه "في إطار بناء الخطط العملياتية الحديثة لوحدة الرضوان، تركز على بناء الجاهزية لتنفيذ عمليات مسلحة محددة الأهداف ضد تواجد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان أو للتسلل إلى إسرائيل".
ويرى أن هذه العمليات قد تتضمن "محاولة تسلل في منطقة محددة إلى الأراضي الإسرائيلية عبر خلايا صغيرة، أو خطط هجوم ضد قوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة في الأراضي اللبنانية (عبوات ناسفة، إطلاق نار من مسافة، تسلل إلى موقع) وما شابه ذلك".
تحديات السيطرة ودعوة للحذر
وفقاً للتحليل، فإن الانتشار الحالي لقوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان ضروري، ويشكك في قدرة الجيش اللبناني على توفير ردع أو سيطرة حقيقية، حيث جاء في التحليل: "لا يمكن الاستنتاج من انتشار الجيش اللبناني في حوالي 80% من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني أنه يسيطر بالفعل على كل المنطقة التي ينتشر فيها، لدينا شك كبير في أن الجيش اللبناني يمكن أن يمنع نشاط وحدة الرضوان في جنوب لبنان".
وفي ختام تحليله، دعا إلى الحفاظ على القدرات الأمنية للمجتمعات الحدودية، وقال "إلى جانب استعداد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، يجب الحفاظ على قدرة المجتمعات الحدودية على الدفاع عن نفسها من خلال الحفاظ على جاهزية فرق الطوارئ كخط دفاع أخير في حال نجاح عدد قليل من المسلحين في التسلل إلى مستوطنة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|