"ما نفع الامتحانات إذا كانت الدولة ساقطة في كل المواد؟"
كتب سمير خداج في القناة الثالثة والعشرون:
في تصريح لرئيس الحكومة نواف سلام، عبّر فيه عن فخره بإجراء الامتحانات الرسمية واعتبرها دليلاً على أن لبنان يستعيد عافيته ويعود إلى انتظامه الطبيعي. لكن، وبكل احترام للرغبة الرسمية في بث التفاؤل، لا يمكننا أن نكتفي بطلاء الواقع بلون وردي لمجرد أن الامتحانات جرت بسلام.
لبنان لا يستعيد عافيته يا دولة الرئيس بإجراء استحقاق تربوي أو بلدي فحسب، بل حين تعود الحقوق إلى أصحابها، وأولها أموال المودعين التي نهبت على مدى سنوات وما زال المواطنون يلاحقون ظلها في المصارف دون جدوى ولا انتظام فعلي في دولة تستبيح أموال شعبها وتكتفي بالشعارات.
لبنان لا يشفى من أزماته حين يقدّم طلابه امتحانات رسمية، بل حين يُحصر السلاح بيد الدولة وحدها، فتستقيم العدالة ويشعر اللبنانيون بأنهم في كنف نظام يحميهم، لا في دولة تتقاسمها القوى والمصالح والمربعات الأمنية.
لبنان لا يستقيم حاله ما لم يسُد منطق الدولة والمؤسسات، من الدوائر العقارية التي أصبحت سوقاً للسمسرة، إلى المرافئ والمطار التي تُدار بطرق تخالف كل قواعد الشفافية والنزاهة. لا دولة حين يكون الفساد متغلغلاً في معظم المرافق، من المدراء إلى أصغر الموظفين.
لبنان لا يتعافى ما دامت "الواسطة" هي المعيار الأول للتوظيف والتعليم والعلاج والعدالة، ولا يتعافى ما لم يصبح معيار الكفاءة هو البوصلة الوحيدة لأي منصب وأي دور.
نعم، الامتحانات مهمة، والتعليم أساسي، لكن لن يكون لنجاح أبنائنا طعم ولا أفق، ما لم نبنِ لهم دولة يحكمها القانون، تحترم حقوقهم، وتكافئهم على اجتهادهم لا على محسوبياتهم.
فما نفع الامتحانات إذا كانت الدولة ساقطة في كل المواد؟
سقطت في النزاهة، في العدالة، في الكفاءة، وفي حماية شعبها. نجاح التلامذة مهم، لكن الأهم أن تنجح الدولة أخيرًا في امتحان الكرامة والسيادة والمحاسبة… وإلا فكل علاماتنا بلا قيمة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|