"النصر أو الشهادة".. قاسم: المعركة المقبلة مختلفة

أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن لا خيار أمام الحزب سوى "النصر أو الشهادة"، مشدّدًا على أن "الاستسلام غير وارد في قاموس المقاومة".

وفي مقابلة متلفزة مع قناة "الميادين"، قال قاسم: "نحن سنواجه عندما نقرر نحن المواجهة، وإذا اعتقد الإسرائيلي، ومن خلفه الأميركي، ومن خلفه أي طرف آخر، أن المزيد من الضغوط علينا سيحقق أهدافهم، فهم مخطئون".

وأشار إلى أن "الصبر ليس إلى ما لا نهاية"، مضيفًا: "عمليًا، لا يمكننا أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، هناك حدود في النهاية، ولست في موقع تحديد آليات الرد ولا توقيته، لكننا نعرف متى وكيف نقرر".

ورأى قاسم أن المشروع الأميركي في المنطقة يعمل على "تحقيق ما لم يتمكنوا من أخذه بالحرب، من خلال الضغوط السياسية عبر إسرائيل". ولفت إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي استهدفت 9 مبانٍ، "نُفذت بإرشاد وتنسيق كامل مع الأميركيين، ولم يكن لها أي مبرر عسكري".

وتابع: "كل الدنيا واجهت هذه المجموعة الصغيرة من المقاومين، لكنها بقيت واقفة، بل إن إسرائيل، وبعد كل هذا، وجدت نفسها مضطرة لعقد اتفاق وقف إطلاق النار عبر الدولة اللبنانية".

وفي تقييمه لمجريات الحرب الجارية منذ 8 أشهر، قال قاسم: "حزب الله انتصر لأنه لم يُنه، ولأن أهداف إسرائيل لم تتحقق، ولأن المقاومة ما زالت مستمرة في فرض معادلات الردع".

وأضاف: "أثبتنا أيضًا أن الألفة الداخلية في لبنان بقيت على أفضل حال، رغم محاولات إشعال فتنة داخلية، وأن إسرائيل لم تستطع اختراق التماسك الوطني كما كانت تخطط".

وأشار إلى أن المقاومة منعت إسرائيل من التقدم ميدانيًا داخل الأراضي اللبنانية، مؤكّدًا: "الانتصار يتمثل في الاستمرارية، وفي منع العدو من إحراز أي تقدم فعلي".

وختم قاسم بالتأكيد على أن "هكذا شعب، وهكذا أمة، وهكذا مقاومة لا تُهزم"، مضيفًا: "في تشييع القائد السيد حسن نصر الله، قلت إننا أمام مرحلة جديدة، لها معطياتها وأدواتها وخططها، لكننا ثابتون. ورغم التضحيات الكبيرة، عاد الحزب ليقف مجددًا على قدميه".

ويأتي كلام قاسم في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية المترافقة مع التحركات السياسية الأميركية والفرنسية في المنطقة، وآخرها زيارة الموفد الأميركي توم براك إلى بيروت، ووسط مؤشرات متباينة حول مستقبل مفاوضات وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وقطاع غزة.