محليات

استعراض السلاح في بيروت.. صدام ما قبل العاصفة بين الحكومة و"حزب الله"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أكد خبراء سياسيون لبنانيون، أن "العرض المسلح" الذي قامت به عناصر محسوبة على ميليشيا حزب الله مؤخراً في قلب العاصمة بيروت، يُعد بمثابة "صدام" بين الميليشيا اللبنانية ورئيس الحكومة نواف سلام قبل "العاصفة" المتوقع أن تضرب لبنان.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه "العاصفة" ستكون عبارة عن منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ضوءا أخضر" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بفتح جبهة حرب جديدة على لبنان لاستهداف ميليشيا حزب الله وسلاحها، وذلك في حال عدم تقديم الدولة اللبنانية يوم الاثنين المقبل، للمبعوث الأمريكي توماس باراك، ردا يتضمن جدولا زمنيا "قاطعا" باليوم والساعة، مرتبطا بتحقيق نتائج أسبوعية لنزع سلاح الميليشيا مع خريطة واضحة لذلك بحيث يكون حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية الرسمية بشكل كامل قبل نهاية العام الجاري، وذلك رداً على الورقة التي قدمها "باراك" للدولة اللبنانية وتأخرت في الإجابة عنها.

وكان رئيس الوزراء اللبناني قال، إن الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة بأي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر كان، مضيفا في منشور على منصة "إكس": "اتصلت بوزيري الداخلية والعدل وطلبت منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إنفاذا للقوانين المرعية الإجراء ولتوقيف الفاعلين وإحالتهم إلى التحقيق".

وكان أشخاص ظهروا يتجولون بأسلحتهم الرشاشة على مقربة من مقر رئاسة الحكومة في العاصمة اللبنانية خلال إحياء مراسم عاشوراء، مرددين هتافات من بينها: "لبيك يا نصر الله، لبيك حزب الله".

سيادة الدولة

ويقول المحلل السياسي اللبناني بسام رخيني، إن ما خرج من رئيس الحكومة نواف سلام بضبط من قاموا بهذا الاستعراض يأتي في إطار القيام بدوره بالحفاظ على هيبة الدولة وأمنها، ولكن بالطبع لن تكون هناك ملاحقة فعلية لهذه العناصر، وسيتوقف الأمر عند هذا التكليف منه للأجهزة المعنية بضبط هؤلاء العناصر.

وأوضح رخيني في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن سلام يتحدث بنبرة سيادة الدولة ولكن هذا بعيد كل البعد عن ما يفرضه "حزب الله" على لبنان بأن يكون منفلتا ومهددا، وتنفيذ تعليمات رئيس الحكومة للجهات المختصة والأمنية لن ينتج عنها إجراءات قانونية لمن قاموا بهذا العرض المسلح، ومن الممكن أن يتم ضبطهم ثم تسوية الأمر، لأن اتخاذ إجراءات حقيقية قانونية حيالهم سيشعل مواجهات ستفجّر الوضع الداخلي ومن الممكن أن تدفع قوى سياسية أخرى ضد ميليشيا حزب الله إلى الشارع، ليجري السلاح في الساحات بين الجميع.

وأشار إلى أن من أصدر أوامره لعناصر محسوبة على ميليشيا "حزب الله" للقيام بهذا العرض المسلح يشهر الصعوبات في وجه سلام، في ظل توجه العرض إلى مبنى رئاسة الحكومة "السرايا الكبير" أي المقر الوظيفي له، في وضع يزيد الضغوط على لبنان الذي لا يوجه المجتمع الدولي أنظاره إليه سوى للسلاح غير الرسمي فيه.

سلاح حزب الله

واستكمل رخيني بالقول، من الواضح أن هناك اختلافات بين تيارات في "حزب الله" حول تسليم السلاح بهدف حماية "البيئة الحاضنة" من تكرار ما تعرضت له في الحرب الإسرائيلية الأخيرة ومستقبلها خلال الفترة القادمة في حال عدم تسليم السلاح، وأيضا الإبقاء على مستقبل سياسي للميليشيا يحافظ على المكوّن الشيعي في لبنان.

وبيّن ذلك، بأن هناك طرفا داخل التنظيم يرى أن تسليم السلاح لا مفر منه ولكن بضمانات من المجتمع الدولي وفي الصدارة الولايات المتحدة بعدم قيام إسرائيل بالهجوم على لبنان وعدم استهداف الطائفة الشيعية بأي شكل.

أما الطرف الآخر بحسب رخيني، فهو ضد تسليم السلاح، ويؤكد أن ذلك بمثابة فخّ، وأنه بمجرد إلقاء السلاح سيكون المخطط من الخارج وأيضا تيارات في الداخل في إنهاء وجود ميليشيا حزب الله ولو حتى سياسيا وتنفيذ مخطط إبادة لحاضنته.

صدام ما قبل العاصفة

وبدوره، يرى الباحث السياسي باسم معلوف، أن ما جرى من "عرض مسلح" لعناصر من ميليشيا حزب الله بقلب العاصمة، يُعد بمثابة "صدام" ما قبل العاصفة بين نواف سلام و"حزب الله" في وقت ينتظر فيه الرد على ورقة مبعوث ترامب.

وبحسب معلوف لـ"إرم نيوز"، فإن مع الرد على ورقة باراك في حال عدم تضمنها جدولا زمنيا وإجراءات تبدأ فورا بخصوص نزع سلاح ميليشيا حزب الله محددة باليوم والساعة، تنتهي بحد أقصى آخر العام الجاري، وأن يكون هناك سحب للسلاح بنتائج حقيقة أسبوعيا وخريطة واضحة، سيكون فتح الباب لما يريده نتنياهو وتبدأ العاصفة بحرب إسرائيلية على "حزب الله" في مناطق لبنان كافة، لتشمل الضاحية في العاصمة بيروت والجنوب من دون أي خطوط والبقاع، وذلك بـ"ضوء أخضر" أمريكي من ترامب.

وأكد أن العرض العسكري من ميليشيا حزب الله بالتزامن مع مناسبة دينية كان منتظرا وخرج بنوع من ممارسة الضغط على مؤسسات الدولة في ظل الاجتماع المنتظر في قصر بعبدا الذي سيضع الرد على ورقة باراك، وهو ما يوضح أن هناك مراوغات من "حزب الله"؛ لأنه يتوقع أن يحمل الرد موافقة التنظيم على حصرية السلاح في يد الدولة، ولكن الأزمة في "متى وكيف؟".

ولفت معلوف إلى أن هناك وجهين لميليشيا حزب الله، مرة تتعامل بإيجابية وأخرى على النقيض كما جرى بنزول عناصره إلى الشارع بالسلاح في استعراض للقوة، وهو تكرار لمشاهد عدة على رأسها أحداث 7 مايو/ أيار 2008، ولكن كل الظروف والمعطيات الحالية لا تقارن بما كان منذ 17 سنة من وضعية تحكم ميليشيا حزب الله وقوة إيران والممر القوي عبر الحليف في دمشق عبر نظام الأسد، وما عليه الأمر الآن.

وأردف أن ما جرى في هذا المشهد الأخير يضع تحديا أمام الأطراف الدولية حول كيفية التعامل مع المظاهر المسلحة في لبنان، في ظل تأكيد ميليشيا حزب الله عبر ما جرى على امتلاكه القوة، وأنه مازال قادرا على عرقلة مهمة مبعوث ترامب الذي سيحضر يوم الاثنين، بجانب رسالة للدولة بالقدرة على التحكم في الشارع وأن المؤسسات الرسمية لا تستطيع مواجهته.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا