الصحافة

دولة لبيك "حزب الله"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كثف "حزب الله" أمس إطلالاته الإعلامية والتي سيجري التأكيد على مضمونها في كلمة عاشوراء اليوم. وبذل "الحزب" كل جهد للقول إنّه متمسّك بسلاحه ضاربًا بالحائط كل محاولات ثلاثي بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، الذي أحاط موضوع الردّ الرسمي على ورقة المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك بسرية مطلقة. واتّكل الثلاثي على أن موقف "الحزب" لم يصدر بعد، لكن الأخير خذله ولم يراع له خاطرًا، و"لم يترك سترًا مغطّى" كما يقال.

تفاديًا لهذه الفضيحة المتمادية، أكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء أمس أنّ "ما يتم تداوله من كلام أو رسائل منسوبة له أو نقلًا عن زوّاره عبر بعض وسائل الإعلام هو عار من الصحة جملة وتفصيلًا"، مؤكدًا أن "اللقاءات حتى الآن مستمرّة ولم يستجد أي موقف نهائي".

لم يبق سوى يوم واحد يفصلنا عن وصول برّاك إلى بيروت كي يتسلّم الردّ الرسمي على مقترحاته التي أودعها عند المسؤولين في 19 حزيران الماضي. وستحدث أعجوبة لو أن ردّ الرؤساء الثلاثة المنتظر يأتي على طرف نقيض ما قاله "الحزب" بالأمس . ومن باب الفائدة، عرض ما ورد على لسان الأمين العام الشيخ نعيم قاسم. فهو قال :"إنّ الإسرائيلي والأميركي لن يحققا أهدافهما مهما كان الضغط. ولدينا قرار بالمواجهة، فنحن نرمّم أنفسنا، ونتعافى وجاهزون للمواجهة".

أما الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي فذهب في الوضوح إلى القول أن "سلاح المقاومة ليس مسألة فئوية، بل جزء من السلاح الوطني اللبناني الذي أثبت جدواه في وجه الاحتلال والخطر"، مضيفًا "نحن متمسّكون بسلاحنا وقوّتنا، سلاح الجيش والمقاومة، والدولة بكل مكوّناتها، ولا شيء يمكن أن يحمينا سوى وحدتنا الوطنية".

وشكا قماطي أيضًا من أن "الولايات المتحدة لم تقدّم للبنان شيئًا، بل فرضت عليه العقوبات والتهديدات وسلسلة من "الممنوعات".

بدت شكوى قماطي وكأنّها أتت ردًّا على المقابلة التي أجرتها الـ "نيويورك تايمز" الخميس الماضي مع الموفد براك. فقد قال الأخير للصحيفة إن نزع سلاح "حزب الله" سيتطلّب "جزرة وعصي". وأوضح أنّه "لإعطاء هؤلاء الشيعة حصّة في العملية، تسعى الولايات المتحدة للحصول على مساعدة مالية من المملكة العربية السعودية وقطر تركز على إعادة الإعمار في أجزاء من جنوب لبنان التي تضرّرت خلال الحرب". وخلص الى القول: "إذا كان الشيعة في لبنان يحصلون على شيء من هذا، فسوف يتعاونون معه".

هل من أسرار وراء موقف "الحزب" المتشدّد كما عبّرت عنه شكوى قماطي، وأسرار وراء عبارة "جزرة وعصي" كما قال برّاك؟

ربما هناك شيء من قبيل الأسرار استنادًا إلى تاريخ حافل بالسباق إلى الجوائز على حساب القضايا الوطنية.

يؤكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال حواره الأخير مع الإعلاميين: "قناعتي لا إمكانية للحزب لاستخدام السلاح. وهو يريد مكاسب".

في انتظار جلاء غموض أسرار البيع والشراء في القضايا الوطنية، ظهر جليًا أن الموقف الرسمي في المقرّات الثلاثة يعاني من عقدة "الدجاجة وحبّة القمح" التي رواها جعجع في اللقاء والتي تتضمّن التفاصيل الآتية: "عانى شاب من عقدة تخيّله أنّه حبّة قمح تريد أن تأكلها الدجاجة ما عطّل حياة الشاب وجعله خائفًا من الخروج من المنزل. خضع الشاب لعلاج بدا أنّه نجح في استعادة رشده. وعندما طلب منه أن يخرج من المنزل رفض مجدّدًا. وكانت حجّته هذه المرّة أنّه مقتنع بأنّه ليس حبّة قمح. لكن المطلوب هو إقناع الدجاجة بأنّه ليس حبّة قمح"!

تصرّفت المقرّات الرسمية الثلاثة طوال أخطر مرحلة مرّت على لبنان ولا تزال أنّها تعتقد أنّ "حزب الله" ما زال كما كان أيام أمينه العام السابق حسن نصرالله الذي كان يعرف كيف يجعل الجمهور يقف مرارًا ليهتف: "لبيك نصرالله".

هل يصل توم برّاك غدًا إلى قناعة بأنّ المطلوب إحالة المسؤولين الى علاج نفسي تمهيدًا لعلاج مشكلة "الحزب"؟

يتمنّى اللبنانيون أن يبرأ المسؤولون غدًا ويقرّروا اتّخاذ القرار لا للهتاف لـ"الحزب".

أحمد عياش - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا