الحرب راجعة؟!
تعيش الساحة اللبنانية واحدة من أكثر مراحلها حساسيةً، في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية وتسارع التحولات الإقليمية. ووفقًا لمصادر "نداء الوطن"، فإن الورقة التي يعكف على إعدادها الرؤساء الثلاثة لصالح الموفد الأميركي توم براك، لا تزال تفتقر إلى الحد الأدنى من التوافق المطلوب لإحداث خرق فعلي في مسار التفاوض، ما يعيد مشهد المراوحة السياسية و"اللعب على الوقت".
في المقابل، يُصعّد "حزب الله" خطابه عبر نوابه، متمسكًا بشعار "السلاح زينة الرجال"، في رسالة مزدوجة تتوجه إلى الداخل اللبناني، وثانيًا إلى الخارج، وتحديدًا إلى واشنطن وحلفائها، الذين يترقبون تبلور تسوية شاملة تقودها الولايات المتحدة على شكل "سلام أميركي" (Pax Americana) يعيد صياغة النفوذ الإقليمي.
مصادر دبلوماسية فاعلة في بيروت لا تُخفي قلقها من احتمال أن تتطور الأمور ميدانيًا في الأسابيع المقبلة، وسط ترجيحات متزايدة بشأن ضربة إسرائيلية تستهدف البنية التحتية العسكرية لـ "الحزب" شمال الليطاني، مع تركيز خاص على مناطق بعلبك والهرمل. وتقرأ هذه المصادر الخطوة المحتملة ضمن محاولة لفرض توازن قوى جديد، يُضعف نفوذ "الحزب" ويقلّص الحضور الإيراني في لبنان، تمهيدًا لعودة الورقة التفاوضية ولكن بشروط أكثر صرامة.
في هذا السياق، يبدو أن لبنان يُدفع شيئًا فشيئًا إلى مفترق طرق حرج، حيث تتقاطع ضغوط الداخل مع التغيرات الكبرى في الخارج. وبينما تحاول السلطة الرسمية شراء الوقت، تتسارع ترتيبات دولية لا تملك بيروت رفاهية تجاهلها. وأي انفجار ميداني – إذا ما حصل – لن يقتصر على "حزب الله" فحسب، بل سيطال كامل البنية اللبنانية، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، في ظل هشاشة داخلية غير مسبوقة، وغياب رؤية موحدة لماهية "الدور اللبناني" في المرحلة المقبلة.
ناديا غصوب - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|