تهديد ايران بإقفال مضيق هرمز.. تعميق للأزمة أم ورقة ضغط؟
قال مسؤولان أميركيان إن الجيش الإيراني شحن ألغاما بحرية على سفن في الخليج الشهر الماضي في خطوة زادت من مخاوف واشنطن من استعداد طهران لإغلاق مضيق هرمز في أعقاب الضربات الإسرائيلية.
ويشير تحميل الألغام التي لم يتم نشرها في المضيق، إلى أن طهران ربما كانت جادة بشأن إغلاق أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وهي الخطوة التي كانت لتؤدي إلى تصعيد الصراع المتصاعد بالفعل وإعاقة التجارة العالمية بشدة.
وأشارت وكالة "رويترز" في السياق إلى أن الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، مكلّف بحماية التجارة في المنطقة، وعادة ما تبقي البحرية الأميركية أربع سفن لمكافحة الألغام (MCM) في البحرين، إلا أن هذه السفن تستبدل بنوع آخر من السفن يسمى سفن القتال الساحلي (LCS) وهي أيضا مجهزة بقدرات لمكافحة الألغام.
وأوضحت أنه تم سحب جميع السفن المضادة للألغام مؤقتا من البحرين في الأيام التي سبقت الضربات الأميركية على إيران تحسبا لهجوم انتقامي محتمل على مقر الأسطول الخامس.
يُذكر أن في الثاني والعشرين من حزيران وبعد وقت قصير من قصف الولايات المتحدة لثلاثة من المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في محاولة لشل البرنامج النووي لطهران، أيد البرلمان الإيراني إجراء لإغلاق المضيق. لكن قناة "برس تي في" الإيرانية أكدت آنذاك أن هذا القرار غير ملزم، وأن القرار النهائي بشأن الإغلاق يعود للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وقد هددت إيران على مر السنين بإغلاق المضيق، لكنها لم تُنفذ تهديدها قط، فهل تفعلها هذه المرة، خاصة مع توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ"شن هجوم على الحوثيين في اليمن بعد ان ضربنا رأس الافعى في طهران"؟
مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يقول لـ"المركزية": "استعبد أن تُغلق ايران مضيق هرمز، لأن الصين حليفها والمستورد الأساسي سيكون أول المتضررين في حين ان الولايات المتحدة الأميركية ستكون آخر المتضررين، لأن الـ30 في المئة من كميات النفط عالميًا التي تمرّ عبر المضيق لا يذهب أي منها الى الولايات المتحدة. لكن بالطبع في حال إقفاله تتضرّر واشنطن كون هذا الأمر يؤثر على مستوى الأسعار ويزيد من نسبة التضخم، لكن ستضرّر منه بشكل أساسي الصين التي لا تُرحِّب أبدًا بقرار من هذا النوع. ولو كانت هذه الورقة تضرّ الولايات المتحدة لاستعملتها ايران منذ البداية".
وعن تهديد اسرائيل باستهداف الحوثيين، يؤكد نادر ان "الحرب لم تنتهِ، نشهد فقط وقفًا لإطلاق النار، والذي قد يكون هشًا جدًا لأسباب عديدة منها عدم حصول أي تسوية مع ايران على المستوى النووي أو على مستوى سياساتها في المنطقة، كما ان الحرب في غزة ما زالت مستمرة، وكذلك في لبنان حيث خفّت وتيرتها لكن لا نستطيع القول بأنها انتهت رغم وقف إطلاق النار، وبالتالي المشكلة ما زالت قائمة".
هل تتجه المنطقة نحو السلام وشرق أوسط جديد أم الى مزيد من التصعيد، يجيب نادر: "هذا كله وقف على كيفية انتهاء المحادثات مع ايران. المنطقة تتجه الى تهدئة برأيي، وما حصل على مستوى المنطقة ليس سهلًا، لكن ما زالت هناك الكثير من الامور الأساسية التي لم تُحسَم بعد، أولها مسألة القضية الفلسطينية. اليوم يجري الحديث عن تسوية في غزة، وهذه قد تفتح الباب أمام تسوية إقليمية. وإن حصلت ستسمح بالطبع لدول عربية أساسية كي تطلق مجددًا مسيرة السلام".
ويختم: "ما زال هناك عنوانان ناقصان، أولا نتائج المحادثات مع ايران وهل ستختار الولوج في تسوية دبلوماسية أم أنها ستختار أمرًا آخر، علمًا أن أوراقها تناقصت بشكل كبير في الفترة الأخيرة وخياراتها تقلّصت، لكن اليوم من أجل أن تدخل دول عربية أساسية مجددا في عملية السلام، عليهم ايجاد مقاربة مختلفة. وهذا ما يعمل عليه الاميركيون في الوقت الحاضر".
يولا هاشم - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|