محليات

تعميم رقم سرّي للتواصل الفوري مع أي مسؤول لبناني... 00/000000...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تماماً كمدرّس مادة الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء المتشدّد جداً، هكذا بات المواطن اللبناني المُراقِب لعمل دولته، بعد عقود من وعود كاذبة، وكاذبة، وكاذبة، وكاذبة... حتى نهاية العدّ...

فمدرّس الرياضيات والفيزياء... المتشدد، يرفض وضع أي علامة ولو جزئية، على أي تمرين، إذا لم يَكُن الجواب النهائي صحيحاً، رافضاً بذلك الأخذ في الاعتبار الطريقة التي اتّبعها الطالب في العمل، والتي قد تتضمّن بعض الجوانب الصحيحة. ولكن بما أنه يكون متشدّداً جداً، وحريصاً جداً، يشطب كل شيء إذا لم يَكُن الجواب النهائي صحيحاً بالكامل.

إنجازات

وهكذا تماماً بالنسبة الى المواطن اللبناني الذي "اكتوى" بممارسات دولته اللبنانية، وسلطاتها ومؤسساتها وإداراتها.

فمنذ أسابيع وحتى الساعة، تحمل بعض الوزارات والوزراء... "يافطات" الإنجازات. ومنذ أشهر وحتى الساعة، نستمع الى أن الدولة لم تَعُد تقبل بسيادة منقوصة، ولا بازدواجية سلطة أمنية وعسكرية، ولكن...

النتائج النهائية التي تمكّننا من وضع العلامة النهائية، لا تسمح إلا بالقول إسمع تفرح جرّب تحزن، وذلك ليس فقط بالاستناد الى غياب أي نتيجة ملموسة على الصُّعُد الأمنية والسيادية، كما على مستوى إصلاح الأحوال في الإدارات والمؤسسات العامة، بل بالاستناد أيضاً الى الطريقة المُعتمَدَة في تحقيق الأهداف السيادية والإصلاحية على حدّ سواء.

الرشاوى

ففي الملفات الوطنية والسيادية، لا تزال الدولة اللبنانية تعمل بطريقة من يستجدي السماح له بأن يكون دولة، وبأن يتمكن من فرض هيبته وحده على كل ما فيه، وعلى كل من هم ضمنه. وطريقة العمل هذه سيئة جداً للدولة، وهي أبعد ما يكون عن تمكينها من الوصول الى جواب نهائي علمي صحيح للامتحان السيادي.

وأما في الملفات الإصلاحية و"الإنجازية"، فلم نسمع حتى الساعة سوى عن زيارات حصلت لدوائر معينة، مصحوبة بتصفيق وتصوير وكلام كثير، فيما لا تزال المعاملات فيها تحصل بالرشاوى وأساليب العقود الماضية، وبينما تعمل الإدارات والمؤسسات العامة كلها حتى يومنا هذا، بالفوائض القديمة نفسها التي لا تُجيد سوى الرشوة والزبائنية...، من دون أي نيّة للقيام بإعادة هيكلة، ولا حتى من أجل تحقيق تغيير في ذهنية العمل العام.

"كبسات"

وأما في المواضيع الرقابية التي تتطلب ملاحقات ومتابعات قضائية، فلا نسمع حتى الساعة سوى عن تسطير محاضر ضبط، و"كبسات"، وجولات تفتيش مصحوبة بـ "نقّ" المطالبة بسدّ النقص في المراقبين والمفتشين، ضمن دولة تعاني من تخمة وفوائض في إداراتها العامة... فيما تبقى النتيجة واحدة، وهي مزيد من الارتفاع في الأسعار، ومن الفوضى...

وانطلاقاً مما سبق، وإذا أردنا أن نكون كأساتذة الرياضيات مثلاً، أو الفيزياء، أو الكيمياء، أو علوم الحياة... ما هي العلامات التي نضعها للمسؤولين كافة في لبنان، تبعاً للنتائج النهائية لأعمالهم التي يسمّونها إنجازات؟

تحت الصفر...

هنا قد لا نحتاج الى أن نكون متشددين جداً. فالطالب في المدرسة يتعب في دراسته وامتحاناته، وهو رغم ذلك يفشل في الحصول على العلامة النهائية الكاملة، إذا كانت أجوبته الرياضية والفيزيائية... النهائية غير صحيحة، وذلك حتى ولو كانت طريقة عمله في الوصول الى الجواب النهائي صحيحة.

وأما بالنسبة الى المسؤولين اللبنانيين، فليس صعباً أبداً تقييم العلامة التي يستحقونها، والتي لا تتجاوز الصّفر بأحسن الأحوال، ونقول هذا حتى لا نطالبهم بما هو أكثر من ذلك، إذا أردنا القول إنهم يستحقون درجة المليون أو المليار تحت الصّفر، بأفضل حال. وهذا التقييم السهل له ما يدعمه في كل الأحوال، انطلاقاً من نتائج أعمالهم النهائية التي تبيّن أن طريقة عملهم غير صحيحة، ونتيجتها النهائية غير صحيحة هي الأخرى، أي ان الأمور "كاملة معهم" بما نخجل من تقييمه بدقة، احتراماً لما بقيَ من سمعة بلد إسمه لبنان.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا