"مضافات" وكهوف و"إتاوات".. ما هي استراتيجية "داعش" للبقاء في سوريا؟
رغم الإعلان عن تحرك أرتال ضخمة من قوات "قسد"، تتألف من مئات السيارات رباعية الدفع والشاحنات العسكرية المحمّلة بمختلف أنواع العتاد والأسلحة من الرقة نحو البادية السورية"، خرجت قوات سوريا الديمقراطية، لتعلن نفيها ما تم تداوله من أنباء حول استعدادها للمشاركة في حملة عسكرية مرتقبة ضد تنظيم "داعش" في منطقة البادية السورية.
وقالت "قسد" في بيان نشرته على (فيس بوك)، إن "جميع تحركات قواتنا في الوقت الحالي تندرج ضمن الإطار المعتاد"، مؤكدة عدم وجود تحضيرات لحملة عسكرية جديدة خارج هذا السياق.
وشددت "قسد" على جهوزيتها للمشاركة في أي عمليات تهدف إلى مواجهة تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن "قواتنا مستعدة دائماً للمشاركة في أي جهد وطني سوري ودولي لمحاربة داعش".
وكانت مصادر خاصة في منطقة الجزيرة السورية نفت لـ "إرم نيوز" وجود أي تحرك حقيقي لقوات "قسد" حتى الآن، واضعة المشاهد التي تم بثها أمس في خانة "الاستعراض".
وقالت المصادر أن "داعش" يتابع أخبار الحملة ضده منذ أشهر، ويعرف تفاصيلها قبل أن تبدأ، وكشفت عن أماكن توزع عناصر وخلايا التنظيم، وأساليب التخفي والتنقل التي يتبعها، مؤكدة أن التنظيم مستمر في الحصول على التمويل بعدة طرق.
عجّت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا الحسابات المقربة من "قسد" بصور وفيديوهات للحشد الكبير و"هو يتحرك باتجاه البادية السورية، وأماكن انتشار خلايا داعش"، وفق قولها، فيما نفت مصادر عربية في المنطقة لـ "إرم نيوز" أي تحرك لقوات سوريا الديمقراطية خارج مناطق سيطرتها حتى الآن، مشيرةً إلى أن ما تم تداوله عن عبور أرتال كبيرة تابعة لـ "قسد" نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية في البادية الشامية، لتنفيذ عملية عسكرية ضد خلايا ومخابئ تنظيم "داعش" غير صحيح، مؤكدةً أن قوات "قسد" لم تعبر ولم تصل إلى أي منطقة بالبادية، وأن ما حصل أمس "مجرد استعراض" فقط.
وأضافت المصادر أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر بعد لإطلاق الحملة، وأن تصريحات قائد التحالف اللواء ليهي، لم تحدد موعدا قريبا للعملية، التي ما زالت في طور التكهنات، على حد وصفه.
لافتا إلى أن عناصر "داعش" يتابعون بدقة، منذ فترة غير قصيرة الأخبار والمعلومات المسربة عن الحملة، مرجحا أن تحد هذه التسريبات، بشكل كبير، من فعالية أي حملة مرتقبة.
أين يتخفى عناصر "داعش"؟
وفقا لمصدر سوري في محافظة دير الزور، متابع لملف "داعش"، ينتشر التنظيم في خلايا متفرقة منذ هزيمته على يد التحالف الدولي و"قسد" في عام 2019 في مناطق تمتدّ من بادية تدمر وحمص وصولًا إلى ريف دير الزور القريب من الحدود العراقية.
ويكشف المصدر بأن "داعش" ما زال يحتفظ بقوة لا يستهان بها، ويعتمد أساليب وتكتيكات تجعل من الصعب اقتفاء آثار وتحركات خلاياه.
ويوضح المصدر، أن منطقة الجزيرة، وهي الطرف الغربي من نهر الفرات التي تتبع نظريا لسلطات دمشق، تحتوي مساحات صحراوية وجافة شاسعة، ولا تضم تجمعات سكنية كبيرة، ولذلك احتفظ "داعش" بمعاقل فيها منذ هزيمته قبل 5 سنوات.
ويشير إلى أن منطقة الشدادي التي تقع على الحدود السورية العراقية، والتي تتبع لريف دير الزور، ظلت مثلا تحت سيطرة "داعش" في أشد الظروف حلكة، خاصة في فترة 2013-2014 قبل أن يحقق التنظيم، عودته الكبيرة في صيف 2014.
ويشير المصدر إلى أن "داعش" يعتمد على عدة طرق للتخفي، أولها الاختلاط بالناس، حيث يعيش بعض عناصره في التجمعات السكانية، فيما يتخفى قسم آخر في المناطق الصحراوية والكهوف.
ويلفت إلى أن "داعش" يعتمد ما يسمى بـ "المضافات"، وهذه عبارة عن "نقاط آمنة" للتنظيم، تتواجد في الصحراء، وتتوزع على الطرق بين المدن الكبيرة، ولا يعرفها إلا عناصر التنظيم فقط ، حيث يلجؤون إليها خلال التنقل.
وتمثل هذه "المضافات" شبكة للقيادة والاتصالات بالنسبة للتنظيم.
التمويل مستمر
يقول المصدر إن "داعش" وحتى بعد الإعلان عن هزيمته في عام 2019، استمر حضوره في منطقة الجزيرة، وواصل حملات التمويل، من خلال جمع الإتاوات من التجار وأصحاب الفعاليات الاقتصادية، وأيضا من العاملين في نقل النفط بين الجزيرة والشامية (ضفتي الفرات)، حيث يتحرك عناصره ليلاً أو بشكل متفرق لجمع الأموال.
ويكشف المصدر أن بعضا من عناصر "قسد" والمحسوبين عليها يعملون مع التنظيم، وهناك "اتفاق ضمني" بين الطرفين، بدفع المال للتنظيم مقابل السماح بعبور آمن لصهاريج النفط.
وبحسب المصدر: "ثمة مصلحة مشتركة" بين "قسد" و"داعش" رغم العداء الكبير بينهما، ذلك أن "قسد" تريد بقاء التنظيم بشكل أو بآخر، كضمان لاستمرار وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف، الداعمين الرئيسيين لها في مواجهة تركيا وأذرعها، وأيضا في مسعاها للفيدرالية التي تصر عليها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|