تصعيد على الحدود السورية اللبنانية.. المقاتلون الأجانب وحزب الله "وجهاً لوجه"
بري يسأل: هل تلفن “الحزب” ؟
تتجه الأنظار إلى الاتصالات الرسمية التي انطلقت بقوة في نهاية الاسبوع الماضي. وأبرزها كان اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام أول أمس على أمل أن تتواصل هذه اللقاءات في الأيام المقبلة. وكل ذلك تحضيراً للقاء الذي سيتم بين الموفد الرئاسي الأميركي توماس باراك وبين المسؤولين اللبنانيين في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
وفق المعلومات الواردة حول لقاء الرئيسين بري وسلام، يتبين أنّ الأمور ما زالت تنتظر الجواب الذي سيعطيه “حزب الله” على الأفكار المطروحة بما يتصل بإنهاء ملف سلاحه من خلال تسليمه للدولة تطبيقاً للقرار 1701 ، ومن خلال ذلك توجيه رسالة إلى العالم بأن لبنان قد بدأ مسار تنفيذ هذا القرار.
خرج الذين التقوا الرئيس بري في نهاية الأسبوع المنصرم بانطباع أنه يعيش حالة انتظار للجواب الذي سيرد من “حزب الله”. لكن في الوقت نفسه، يريد بري أيضاً أن يرتب ضمانات مع الجانب الأميركي تتصل بموضوع انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في الجنوب وعدم معاودة العمليات العسكرية وبت ملف الاسرى اللبنانيين الذين ما زالوا محتجزين لدى إسرائيل. كما يريد بري مثل هذه الضمانات كي يكرر ما جرى أبان مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل والتي وفرها المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين. ويسعى بري من وراء ذلك تجاوز ما يريده “الحزب” وفق مصالح الأخير التي لا تتفق مع الأهداف النهائية لاتفاق قرار وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني الماضي.
تردد أنّ محاولات جرت تحضيراً للقاء المسؤولين مع الموفد الرئاسي الأميركي من خلال الاتصالات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي عبر المراجع الدولية لكي تكون هناك خطوة أولى من الجانب الإسرائيلي تتمثل بانسحاب القوات الإسرائيلية من موقعيّن اثنين من المواقع الخمسة التي تحتلها إسرائيل في الجنوب كي تصبح بيد لبنان الورقة التي يستطيع من خلالها الشروع بمسار نزع سلاح “حزب الله”. لكن هذه المحاولات لم تؤد إلى نتيجة بسبب رفض الدولة العربية أي تطبيق لاتفاق وقف إطلاق النار قبل شروع لبنان في وضع اليد على سلاح الحزب”.
وسبق للمسؤولين اللبنانيين أن سمعوا من الموفد الرئاسي الأميركي نصيحة في زيارته السابقة لبيروت مفادها : “ابدأوا أنتم بتنفيذ ما يتعلق بكم في القرار 1701 من خلال إعداد برنامج تسليم “حزب الله” سلاحه على كل الأراضي اللبنانية ، وعندئذ سيكون الأميركيون حاضرين لمساعدة لبنان على تنفيذ إسرائيل ما يتعلق بها بموجب القرار 1701 “.
إلى أين أفضت كل هذه التطورات حتى الآن؟
من تابع المواقف الصادرة قبل أيام من أعلى الهرم في “حزب الله”، وصولاً إلى أدنى هذا الهرم، مروراً بمواقف حلفاء “الحزب” ، يتبين له أنّ قرار “الحزب” والذي لا رجعة عنه هو الاحتفاظ بسلاحه ، وبالتالي لا إنهاء لعمل المقاومة، ما يعني أنّ الجواب الذي ينتظره بري من “الحزب” قد أعلن على الملأ.
ويمكن إيراد نماذج لهذا القرار التي توالت سريعًا في ال 48 ساعة الماضية:
-يقول الأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم السبت الماضي: “يقولون لنا مثلًا: لماذا لا يُطبّق الاتفاق في الداخل؟ لا، بل يقولون لنا سلّموا السلاح! يا جماعة، هل هناك أحد عنده عقل ويُفكر بشكل صحيح”؟
-أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين أن “المقاومة مستمرة في أداء واجباتها، وقد تمكنت من منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ومنعتها من احتلال لبنان وجنوب لبنان وصولاً إلى الليطاني”.
-طالب رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل التابع لـ”حزب الله” النائب حسين الحاج حسن الدولة اللبنانية “بالقيام بدورها مع اللجنة الخماسية لوقف الخروقات الإسرائيلية، وعودة الأسرى، والبدء بإعادة الإعمار، أما القضايا الوطنية اللبنانية فنحن نُعالجها كلبنانيين في ما بيننا”.
-بدوره أكد عضو كتلة “الحزب” النائب رائد برو على “أهمية التمسك بأوراق قوة لبنان وعدم التفريط بها،” مشيراً إلى أنّ “الإدارة الأميركية، التي تسعى لحماية الكيان الصهيوني، تعمل على إخضاع لبنان من خلال أجندات تخدم إسرائيل”، داعيًا الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى “التنبه لهذه الطروحات التي تمس بالمصلحة الوطنية والمكتسبات التي حققها لبنان بفضل تضحيات أبنائه”.
وأخيرًا ، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنّ “أهل الجنوب ليسوا هديةً لأحد، والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان”.
بدا أنّ هذه المواقف التي صدرت عن “حزب الله” قد أتت تحضيرًا لرفض مهمة الموفد توماس باراك ضمن الإطار الذي أحاط بهذه المهمة. فماذا سيكون الموقف الرسمي من هذه المواقف بعدما شرع المسؤولون بهمة عالية لإعداد خطة عمل لإنهاء ملف سلاح “الحزب”؟
انتظار بري الرد من “الحزب” الذي اتخذ قراره المشار إليه آنفاً مضيعة للوقت. ويشبه حال الرئيس بري حالياً كمن يسأل معاونيه: هل تلفن “الحزب”؟
قطعاً، لن ترن سماعة الهاتف في مقر الرئاسة الثانية كي تحمل المكالمة صوتاً من نعيم قاسم أو رئيس كتلة “الحزب” في البرلمان محمد رعد ليقول لبري: “لا تتعب قلبك دولة الرئيس . لقد قررنا التمسك بسلاحنا”.
أحمد عياش -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|