صفقة سرية على الطريق: السلاح مقابل البقاء
خلافا لخطابات الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله عن دور الامم المتحدة والدبلوماسية بوجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان قبل الحرب الاخيرة، خرج مسؤولون من الحزب بخطابات مستغربة تؤكد أن الحزب بدأ فعليا مساراً جديداً في مقاربته لملف السلاح والصراع مع اسرائيل، حيث بادر نائبه حسن عز الدين في كلمة الى الطلب من الخارجية اللبنانية تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان، وهو الامر الذي يناقض تماما خطابات الحزب التي كانت تقول عن الشكاوى ضد اسرائيل "ورقة بلوها واشربوا ميتها".. في إشارة الى عدم اعتراف الحزب بالهيئات الاممية.
كان ذلك قبل الحرب الاخيرة وتصفية القيادات الاساسية لحزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، والتطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة وآخرها الحرب الاسرائيلية الاميركية ضد ايران والتي ستُعرف نتائجها عندما يبدأ "الجد" في المفاوضات بين واشنطن وطهران. أما في لبنان اليوم فتشير مصادر وزارية وأُخرى قريبة من الخط الرئاسي الى أن حزب الله على عكس ما يتحدث عبر الاعلام، يُبدي مرونة كبيرة بمسألة تسليم السلاح، الذي أصبح عبئا عليه بعد الانتكاسات الكبيرة التي تعرض لها، لافتة الى أن الجلسات التي تعقد بين قيادات الحزب وموفدين رئاسيين وعسكريين قطعت شوطا كبيرا على خط السلاح والنقاط التي من المفترض تسليمها، وهذا ما يسعى اليه الرئيس نبيه بري ويعمل عليه بالاتفاق مع الرئاسة الاولى. ورغم كل الضجيج الاعلامي الذي يخرج من الاطراف المعنية بالاتفاق وتحديدا حزب الله، الا أن خفايا المباحثات تكشف أن القرار بتسليم السلاح الثقيل سلم به الحزب لصالح الدولة وبقبة باط إيرانية، حيث تشير المعطيات الى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران تسير بشكل جيد وأن طهران أبدت مرونة كبيرة، لاسيما بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة عليها. وبدا واضحا أن تضييق الخناق على حزب الله على المستوى المالي بدأ يأخذ مفعوله مع خسارة الحزب للكثير من مصادر التمويل من خلال التهريب عبر المرافق العامة لاسيما المطار. من هنا فإن الاتفاق الكبير الذي يحفظ حزب الله هو التسليم بقرار الدولة وفق الطرح الذي قدمه المبعوث الاميركي الى لبنان توم براك والذي سيجيب عنه لبنان في الايام المقبلة، مع امكانية طرح بعض التعديلات والتي يتحفظ الجانب اللبناني عليها.
ومع تقدم المفاوضات على مستوى المنطقة لابرام الاتفاقات الابراهيمية، تتقاطع المعطيات الداخلية اللبنانية حول جدول زمني يبدأ بالاتفاق الصيفي مع حزب الله لوضع جدول زمني لتسليم السلاح، يتزامن ذلك مع مؤتمر مالي لاعادة الاعمار ومن ثم الحديث الرسمي للدخول في نادي التطبيع والذي سيربط التوقيع اللبناني بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، فاسرائيل تُبقي هذه الورقة بيدها للضغط على لبنان من أجل التطبيع كشرط للانسحاب. وهنا تشترط الدولة اللبنانية على الموفد الاميركي الخروج الاسرائيلي من النقاط المحتلة وتحديد مسألة مزارع شبعا ومن بعدها يبدأ الحديث الرسمي عن التطبيع.
علاء خوري - ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|