وفي حين وصف رئيس الوزراء فرص السلام التي قد تجلبها نجاحات إسرائيل في حربها القصيرة مع إيران؛ وصدَّقه مؤيدوه، لكن منتقدي الزعيم البالغ من العمر 75 عامًا رأوا شيئًا آخر؛ يتلخص برغبة نتنياهو البقاء في السلطة لسنوات أطول.
"انتهازي ربحي"
قال البروفيسور يوسي ميكلبيرغ في معهد "تشاتام هاوس" بلندن: "مهما فعل نتنياهو، فهو يحاول استغلال كل شيء لمصلحته؛ هذا رجل لا يتحمل المسؤولية مطلقًا، بل ينسب الفضل لنفسه فقط؛ كل شيء بالنسبة له انتهازي، وكل شيء ربحي".
وبحسب تقرير لصحيفة "الغارديان"، أصبحت مدة بقاء نتنياهو في السلطة سؤالًا مُلحًّا في إسرائيل، في الوقت الذي تتعافى فيه البلاد من دوامة الخوف والابتهاج التي سادت الأسابيع الماضية.
ومع انتهاء حرب إيران على ما يبدو، عاد الصراع في غزة إلى عناوين الأخبار؛ ففي اليوم التالي لإعلان الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، قُتل 7 جنود إسرائيليين في هجوم على مركبة مدرعة جنوب القطاع المدمر؛ ما أثار دعوات ملحّة داخل إسرائيل لإنهاء الأعمال العدائية هناك.
وفي حين تُعد هذه الحكومة الأكثر يمينية على الإطلاق في إسرائيل، حيث نجت من تحديات متعددة منذ غارة حركة حماس على إسرائيل في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي قتل فيها مسلحون 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا 251 آخرين رهائن، عادت الانقسامات العميقة في المجتمع الإسرائيلي وداخل الائتلاف الذي شكله نتنياهو بعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 إلى عناوين الأخبار.
استقطاب داخلي
وقالت البروفيسورة تامار هيرمان، المتخصصة في الرأي العام في معهد "إسرائيل للديمقراطية"، إن الحرب لم تُحدث تغييرًا يُذكر في السياسة الداخلية الإسرائيلية المستقطبة.
وأضافت هيرمان: "أنصار نتنياهو يدعمونه أكثر، بينما يعارضه الكثيرون كما في السابق؛ ورغم أنهم يرون أن الحرب ضد إيران ناجحة للغاية، لكنهم لا يُثنون على نتنياهو؛ صحيح أنه يحصل على بعض النقاط، ولكن ليس الكثير".
وبينما تتساءل الصحيفة عمَّ إذا كان الانتصار المفترض على إيران سيُقنع عددًا كافيًا من الناخبين بنسيان أن هجوم عام 2023، أسوأ فشل أمني لإسرائيل على الإطلاق، لم يحدث فقط في عهد نتنياهو، بل يمكن أن يُعزى جزئيًّا إلى السياسات التي اتبعها على مدى عقد أو أكثر.
مكاسب طفيفة
وقالت إن العديد من الإسرائيليين يبدون أقل اقتناعًا، وإن استطلاعات الرأي الأخيرة غير حاسمة؛ فالمكاسب الطفيفة نسبيًّا التي حققها حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو جاءت إلى حد كبير على حساب أحزاب الائتلاف الأخرى، ولا سيما اليمين المتطرف، ولن تضمن بالضرورة الفوز في أي انتخابات.
ولفتت إلى أن اشتراط وجود فترة 90 يومًا بين حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة يعني أن إجراء انتخابات مبكرة سيُشكل خطرًا كبيرًا على نتنياهو، حتى لو ارتفعت شعبيته الشخصية.
ومن جانبهم، أعرب مستشارو قادة أحزاب المعارضة الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن تفاؤلهم باستطلاعات الرأي الأخيرة، ويعتقدون أن القضايا الأخرى العديدة التي أثارت غضب الناخبين؛ مزاعم الفساد المستمرة، ومحاكمة نتنياهو الجارية في قضايا الفساد، والخلاف المرير حول إعفاء اليهود الأرثوذكس من التجنيد الإجباري، وارتفاع تكاليف المعيشة، ستبرز على السطح مع اقتراب موعد الانتخابات الجديدة.
ويشير آخرون إلى أن قاعدة نتنياهو السياسية بعيدة كل البعد عن التجانس، وأن تعليقاته حول تكلفة الصراع الأخير على عائلته أثارت غضبًا كبيرًا.
وختمت الصحيفة بأن نتنياهو يبدو مرتاحًا جدًّا الآن؛ فمع بقاء أسابيع فقط على انتهاء الدورة البرلمانية قبل عطلة صيفية تستمر 3 أشهر، فقد كسب لنفسه على الأقل بعض الوقت حتى أواخر الخريف.