"مزارع شبعا كانت وستبقى سورية"... جنبلاط يكشف: سلمنا الجيش سلاح من المختارة
نزوح من الضاحية على وقع "السلام الهش"... سلاح الحزب يحيي ذاكرة الحرب ويعزز التغيير الديمغرافي
لم يعد الكلام عن حركة نزوح من الضاحية الجنوبية وبعض قرى الجنوب التي تمكن أهلها من العودة إلى بيوتهم غير المدمرة سراً. فأصحاب الشقق المفروشة في الجبل وضواحي بعبدا والحازمية وكسروان يؤكدون أن هناك حركة شراء واستئجار لمنازل من قبل عائلات نزحت من الضاحية الجنوبية. وبنسبة أقل ثمة من قرر أن يعرض شقته للبيع وتملك أو استئجار شقة خارج هذه البقعة الجغرافية.
السبب الأول الذي يتبادر إلى الأذهان هو الخوف المتجدد بفعل الغارات الأخيرة التي شنها الطيران الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية وأكثرها عنفا الغارة على حي الحدث – الجاموس في 27 و28 نيسان الماضي بعد الإنذارات التي وجهها المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مما أحيا ذاكرة الحرب لدى الأهالي وشعروا أن الخطر وارد في أية لحظة خصوصا أن حزب الله لا يزال يحتفظ بمخازن الأسلحة والمتفجرات بين البيوت وداخل الأحياء السكنية المكتظة بالسكان.ناهيك عن حركة تحليق المسيرات بشكل دوري في سماء الضاحية الجنوبية ومحيطها.
لكن ما يطرح أكثر من علامة استفهام أن هذه الحركة "غير الطبيعية" من النزوح شبه اليومي من الضاحية الجنوبية تحصل عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان. وازدادت وتيرتها خلال الحرب الإسرائيلية-الإيرانية – الأميركية، علما أن هذه الحرب التي استمرت 12 يوما ولم يقحم فيها الحزب لبنان وبيئته بدمارها انتهت. وهذا يعني توقف العمليات العسكرية وعودة الأمان. لكن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا، خصوصا في أماكن مثل الضاحية الجنوبية لبيروت أو جنوب لبنان، حيث تتداخل العوامل السياسية والميدانية بشكل وثيق.
المتخصص في العلاقات الدولية والشرق الأوسط والأستاذ المحاضر في إحدى جامعات كاليفورنيا الدكتور هشام بو ناصيف يعتبر أن ذاكرة الحرب هي من أبرز الأسباب التي تدفع سكان الضاحية إلى مغادرة منازلهم والنزوح نحو مناطق الجبل وكسروان وسواها. ويحدد عبر "المركزية" ثلاثة عوامل رئيسية وراء هذه الحركة التي يقول إنها "طبيعية"، أولا عنف القصف الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، وانعدام الثقة بقرار وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية وعدم الإعلان عنه رسميا. وقد يكون مجرد هدنة موقتة وقد تندلع الحرب من جديد في لحظة ما. أما السبب الثالث فهو رفض حزب الله تسليم سلاحه".
ما ليس خافيا على أحد أن إعلان وقف إطلاق النار بين "الكبار" لا يعني بالضرورة سلامًا دائمًا. وكثير من سكان الضاحية كما القرى الجنوبية التي عاد إليها أبناؤها وسكنوا في الخيم بعد تدمير بيوتهم يخشون من "جولة جديدة" قد تبدأ في أي لحظة، خصوصًا من عاشوا تجارب سابقة مع الحروب، وهم على يقين أن الحرب ستتجدد بجولات متقطعة وظروف مختلفة.
ما يمكن فهمه بعد ساعات على إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أن "السلام هش" . وفي الداخل اللبناني لا سلام ولا أمان إلا بعد تسليم حزب الله سلاحه "وهو يصرّ على عدم القيام بذلك يقول بو ناصيف لأنه يريد امتلاك كامل حصة النظام وليس "حصته" حصرياً. علما أن ما تبقى من مخزون سلاحه لا يسمح له بفتح جبهة مع إسرائيل مجدداً وبالتالي فإن إصراره على عدم تسليمه للدولة وتمسكه به لا يعني إلا شيئا واحدا خوض حرب داخلية لنيل كامل حصة النظام".
"سبب آخر يدفع حزب الله إلى عدم تسليم سلاحه هو عدم نيله الضوء الأخضر من إيران لتسليمه إلى الدولة خصوصا أن مصدره إيران. أما القول بأن إيران اليوم أضعف من أن تفرض معادلات فهو غير دقيق لأن إيران خسرت بالنقاط وطالما أن النظام موجود فهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية لم تنته بعد".
قد تكون الذاكرة الجماعية، والخوف من تكرار المأساة أقوى من أي إعلان رسمي. فهل تبادر الدولة التي وضع الشعب ثقته بها بعد طول انتظار وتلتزم بما يجب أن تقوم به أي تنفيذ القرار 1701 ونزع سلاح كافة الميلشيات بما فيها سلاح حزب الله؟
" الطابة اليوم في ملعب السلطة ومطلوب من رئيس الجمهورية والحكومة اتخاذ قرار جدي وحاسم لتنفيذ قرار سحب السلاح وتحديد مهلة زمنية قد لا تتعدى الثلاثة أشهر على أن يتولى الجيش بسط سلطته وهو حتما قادر على ذلك. لكن المرجح حتى الآن أن الدولة لن تتدخل ولن تقدم على سحب سلاح حزب الله وقرار الحسم غير وارد، وبالتالي فإن إسرائيل لن تتخذ الخطوة بدلا من الدولة لأنها لن تقدم على عملية اجتياح بري على غرار اجتياح العام 1982 وفي حال نفذت غارات جوية على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله إلا أن مهمة لمّ السلاح تقع على الجيش اللبناني".
ويخلص بو ناصيف إلى القول بأن تخاذل الدولة والإلتفاف على موضوع سحب سلاح الحزب تارة عبر طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية وأخرى بالحوار المباشر أو غير المباشر مع قيادات ونواب حزب الله سيؤدي إلى حرمانها من المساعدات وانهيار الوضع الإقتصادي أكثر وبالتالي ندخل عصر الدولة المتحللة. أما مشهدية النزوح التي على ما يبدو أنها تقتصر على العائلات المقتدرة فهي لا تتعدى مسألة الحراك الشعبي الطبيعي".
جوانا فرحات - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|