زيارة جعجع لبعبدا ممتازة... وستليها زيارات أخرى مستقبلا
تركت زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع إلى قصر بعبدا واجتماعه مع رئيس الجمهورية جوزف عون للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، أكثر من انطباع على المستوى السياسي الداخلي، وخصوصا أنها أتت مثقلةً بالرسائل في أكثر من اتجاه، لا سيما بالنسبة للتوقيت الذي جاءت فيه. ووفق توصيف مصدر قواتي رفيع لـ "الديار"، فإن الاجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس "القوات"، قد كان "أكثر من جيد، ورمى إلى التأكيد من قبل الطرفين على العلاقة الممتازة وليس فقط الجيدة، وذلك في لحظةٍ تتعرّض فيها هذه العلاقة إلى أكثر من استهداف أو مقاربة لا تلامس الواقع الفعلي، علما أن طابع المصارحة والتعبير عن الهواجس كان الطبق الرئيسي في المحادثات بين الرجلين، في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، وسط التأكيد المشترك على حماية لبنان واعتماد سياسة النأي بالنفس".
ويؤكد المصدر القواتي، أنه "من المعروف عن رئيس حزب القوّات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع، أنّه من المدرسة العمليّة لا الفولكلوريّة، بمعنى أنّ استقبالاته أو لقاءاته أو زياراته أو اتصالاته، تكون دائما ذات أهداف تنفيذيّة، فهو لا يزور مثلا بكركي أو بعبدا أو السراي الحكومي من أجل الصورة أو رفعًا للعتب، بل انطلاقا من حاجةٍ إلى حوارٍ عميقٍ في قضايا ونقاط ومسائل تتطلّب لقاءً مباشرا يتجاوز حدود التواصل الهاتفي أو عبر الوسطاء، بحيث أن الإجتماع لن يكون إلاّ الأول في سلسلة زيارات ولقاءات تمّ الإتفاق عليها في المرحلة المسقبلية".
ورداً على سؤال حول مسار العلاقة بين قصر بعبدا ومعراب، يقول المصدر القواتي الرفيع، إن "التواصل بين الدكتور جعجع ورئيس الجمهورية جوزيف عون مستمرّا وبوتيرة شبه يوميّة، سواء عبر الهاتف أو من خلال الوسطاء، والأمر نفسه ينطبق على التواصل مع رئيس الحكومة نواف سلام، ولا سيّما أنّ القوّات، عدا عن كونها شريكةً أساسيّةً في مجلس الوزراء، فإنّ وزنها الوطني والشعبي والسياسي يجعلها معنيّةً للغاية بالدفع، إلى جانب المعنيّين، نحو قيام الدولة الحقيقيّة".
إلاّ أن المصدر القواتي يكشف عن " ترقّب مشوب بالحذر لدى جهات داخلية حزبية، إلى العلاقة بين عون وجعجع، لأنّ التوجّه الأساسي للرئيسَين عون وسلام، هو احتكار الدولة وحدها للسلاح وهذا ما تدفع نحوه القوّات منذ العام 1991، وهو ما يفسّر ارتياح جعجع للمرحلة الجديدة، ويُفسّر في المقابل، قلق البعض منها، لأنّ أولويّة التوجّه الرسمي باتت بسط سيادة الدولة واحتكارها الكامل للسلاح وعملية الإصلاح والدينامية التي انطلقت مع بداية العهد على مستوى محاربة الفساد، وهو ما شدّد عليه رئيس الجمهورية أمام جعجع".
ويتابع المصدر بأنها "المرّة الأولى منذ الانقلاب على اتفاق الطائف، التي ينحصر فيها الخطاب السياسي الرسمي على أولوية إعادة دور الدولة التي تمسك وحدها بقرارَي الحرب والسلاح، كما تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده، وبناءً عليه، كان اللقاء في قصر بعبدا مناسبةً من أجل ترسيخ العلاقة الثنائية والتي تشكل امتداداً للعلاقة التي كانت قائمة عندما تولى الرئيس عون قيادة الجيش، حيث كانت القوات هي الداعمة الأساسية لخيار عون الرئاسي".
وبالتالي، يمكن القول بحسب المصدر القواتي، إن العلاقة بين رئيس الجمهورية وجعجع، لم تلحظ "أي اختلافٍ في القراءات والمقاربات لبعض الملفات الداخلية، خصوصاً على صعيد قيام الدولة الفعلية في لبنان، وهي عملية بدأت مع استلام الرئيس عون رئاسة الجمهورية ولم تكن تحصل في العهد السابق، الأمر الذي سيكون لمصلحة جميع اللبنانيين، وليس لمصلحة طرفٍ واحد أو جهات خارجية، لأن إنقاذ وإعمار لبنان يقتضي العودة إلى الصورة التي كان عليها قبل الحرب، عندما كان يتميّز بحسن العلاقات مع المحيط العربي ومع المجتمع الدولي".
فادي عيد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|