الصحافة

إسرائيل تستدير مجدّداً باتّجاه لبنان..!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فور تسلّمه مهامّه، الثلاثاء، على رأس قيادة “اليونيفيل”، خلفاً للجنرال الإسباني Aroldo Lazaro، شارك أمس الجنرال الإيطالي Diodato Abagnara في أوّل اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في الناقورة، بعد انقطاع طويل عن عقد هذه الاجتماعات منذ آذار الماضي. ثمّة تسليم من قبل جميع المعنيّين بعمل لجنة المراقبة الخماسية بأنّ عدم عقد “لقاءات الناقورة” هو مسألة شكليّة ما دام تطبيق “السيغنال” شغّالاً بين ممثّليها على مدار الساعة، مع “ترجمة فوريّة” على الأرض وتنسيق تامّ.

منذ تعيينه، نهاية نيسان الماضي، على رأس اللجنة المكلّفة مراقبة آليّة تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، خلفاً للجنرال الأميركي Jasper Jeffers، تسنّى للجنرال الأميركي Michael Leeney الاطّلاع عن كثب على تفاصيل الخارطة الجنوبية ربطاً بـ”وظيفة” لجنة الإشراف (Mechanism)، وتوثيق جهود الجيش في تطبيق المطلوب منه بقرار سياسي وفق بنود اتّفاق وقف إطلاق النار الموقّع عليه من قبل لبنان، وتوثيق أيضاً الانتهاكات الإسرائيلية اليوميّة للاتّفاق.

إسرائيل تفصل بين إيران و”الحزب”

عمليّاً، يأتي اجتماع الناقورة الذي يضمّ ضبّاطاً ممثّلين عن لبنان وإسرائيل والولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا و”اليونيفيل” في ظلّ المعطيات الآتية:

– انتقال قيادة “اليونيفيل” من إسبانيا إلى إيطاليا، في ظلّ هواجس حقيقية من مصير عمل قوّات “اليونيفيل” في لبنان الذي يستعدّ لخوض المعركة الأصعب في الأمم المتحدة، في آب المقبل، للتجديد لها عاماً إضافيّاً، من دون تعديل في الصلاحيّات أو خفض ميزانيّتها.

– الإعلان الأميركي، بوساطة قطريّة، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يوم الثلاثاء. وكانت تحوّلت أنظار السلطة في لبنان ودول العالم، طوال المواجهة العسكرية على مدى نحو أسبوع، إلى الجنوب خوفاً من أيّ أعمال أمنيّة من جانب “الحزب” أو منظّمات فلسطينية قد تجرّ لبنان إلى مستنقع الحرب. لكن، وفق المعلومات، أبلغ “الحزب” الرئاسات الثلاث بعد استيضاحات منها بأنّ قيادة المقاومة ليست في وارد الانخراط بأيّ عمل عسكري لنصرة إيران، وتمّ الاكتفاء ببيانات الدعم الصادرة عن “الحزب” وأمينه العامّ الشيخ نعيم قاسم.

– بدء العدوّ الإسرائيلي تركيز اعتداءاته خارج نطاق قطاع جنوب الليطاني بنقلها إلى شماله، وفي الوقت نفسه التركيز على قطع منابع تمويل “الحزب”، وآخر النماذج اغتيال الصرّاف هيثم عبدالله بكري في النبطية بتهمة “تحويل أموال لأنشطة الحزب”، كما ادّعى العدوّ. في هذا الإطار تقرّ مصادر مطّلعة بأنّ الإسرائيلي قد يَفصل تماماً بين مشهد المواجهة مع إيران ومقتضيات الهدنة، وحربه ضدّ “الحزب”، التي سيكثّف فيها ضرباته ويحاول إضعاف “الحزب” ودفعه إلى مزيد من التنازلات، والقيام بما يعتقد بأنّ السلطة في لبنان والـ”ميكانيزم” وواشنطن نفسها غير قادرين على فعله بالسرعة المطلوبة.

– تأكيد متابعين أنّ إحدى أهمّ الخلاصات، التي أعقبت نهاية الحرب القصيرة بين تل أبيب وطهران، هي الهدوء الذي سيطر على قطاع جنوب الليطاني. كان هناك ارتياح رسمي لبناني إلى أنّه “إذا كانت هناك صعوبة مطلقة في إدخال رصاصة واحدة إلى قطاع جنوب الليطاني، فلن يكون بالإمكان فتح حرب إسناد لإيران من جنوب لبنان”، إضافة إلى تسليم مرجعيّات رئاسية بأنّ “الحزب” كان يدرك التداعيات الخطيرة لتدخّل كهذا عليه وعلى بيئته، أوّلاً.

– الإبلاغ الإسرائيلي المتكرّر لواشنطن بأنّ إسرائيل ليست في وارد الانسحاب راهناً من النقاط الحدودية الخمس المحتلّة، أو وقف استهداف مقاتلي “الحزب” أينما وجدوا، وليست في وارد السماح بعودة هادئة للجنوبيّين إلى قراهم وإعادة إعمار بيوتهم حتّى من أموالهم الخاصة، أو السماح بانتشار البيوت الجاهزة، التي تكفّل العدوّ بنسف معظمها في رسالة واضحة بقطع أيّ شريان قد يؤدّي إلى عودة الحياة إلى الشريط الحدودي المنكوب.

– تهديد الجيش اللبناني في 6 حزيران، للمرّة الأولى منذ تطبيق قرار وقف إطلاق النار، بتجميد التعاون مع لجنة المراقبة الدولية لوقف الأعمال العدائية “بسبب إمعان العدوّ في خرق الاتّفاق ورفضه التجاوب مع لجنة المراقبة”، كما قال في أحد بياناته.

اجتماعات النّاقورة

في الوقائع، شكّل اجتماع “لجنة المراقبة” مع الجانب الإسرائيلي في الناقورة في 11 آذار الماضي، الذي أفضى إلى إطلاق العدوّ سراح أربعة أسرى لبنانيّين، خاتمة اجتماعات لجنة الإشراف الخماسية، وعاودت اجتماعاتها أمس في الناقورة في ظلّ إعادة تركيز إسرائيل أنظارها على لبنان. وذاك بعد أيّام قليلة من مواجهة مع إيران كادت تشعل المنطقة برمّتها، وبعد مسار بدأ يبرز بشكل أوضح في الأسابيع الماضية، من خلال عمليّات التفتيش المتكرّرة التي يُنفّذها الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية، “لايف” على مرأى من الإعلام، بالتنسيق مع الـ”ميكانيزم”، التي تتلقّى معطيات من الجانب الإسرائيلي عن وجود أهداف مشبوهة، ثمّ تبلّغ الجيش بها.

خلال هذه الفترة شكّلت الضربة الإسرائيلية لثمانية أبنية، دفعة واحدة، في الضاحية في الخامس من الجاري الهجوم الأقسى بعد إعلان وقف إطلاق النار، الذي سبقته وتلته تسريبات إسرائيلية عن عدم قيام الجيش بالمطلوب منه في التفتيش وكشف وجود مخازن أسلحة، مع العلم أنّ الجيش كاد أن يقدّم شهداء خلال قيامه بالاستطلاع في أحد المواقع الذي تعرّض فيه لهجوم من جانب العدوّ الإسرائيلي، فاضطرّ إلى الانسحاب.

وفق المعلومات، لم يفضِ الضغط الرئاسي حتّى الآن على إسرائيل، من خلال الجانب الاميركي، إلى دفعها إلى الانسحاب الذي سيُسهّل الضغط على “الحزب” لتسليم كامل ترسانته العسكرية. وهي نقطة أساسية يتمسّك بها لبنان الرسميّ لإقناع المجتمع الدولي بأنّ المطلوب من إسرائيل هو مفتاح تسليم “الحزب” لسلاحه.

ملاك عقيل - اساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا