بعد جنيف واسطنبول وموسكو... هل يزور عراقجي بيروت وبغداد وصنعاء ولماذا؟
من جنيف حيث اجتمع بوزراء خارجية فرنسا جان نويل بارو، وبريطانيا ديفيد لامي، وألمانيا يوهان فاديفول، انتقل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الى اسطنبول، حيث شارك في اجتماع لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وذلك قبل أن ينتقل الى روسيا، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسلّمه رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي، لطلب مساعدة إضافية من موسكو.
لا ضمانات...
حركة سياسية وديبلوماسية إيرانية مكثّفة سبقت الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، والإعلان عن وقف لإطلاق النار، من دون أن ينتج عنها (حركة عراقجي) أي تغيير سياسي إيراني ملموس، ولا أي ضمانة تؤكد أن الشرق الأوسط يتّجه الى مرحلة جديدة بالفعل.
ففي الواقع، لا أحد يهلّل لوقف إطلاق النار "المخروق" سوى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهو يفعل ذلك من دون أي قواعد واضحة، ما يطرح الكثير من الشكوك بالنسبة لاحتمالات المستقبل.
جولة لعراقجي؟
فالحركة التي قام بها عراقجي قبل أيام وساعات من إنهاء المواجهة، كان يجب أن تطلق العنان لمقاربات بنيوية مختلفة للصراع، ينتج عنها ما هو أبْعَد من مجرد حديث عن وقف لإطلاق نار.
فعلى سبيل المثال، هل اقتنعت إيران بأن لبنان واليمن والعراق ليسوا لها؟ وبأنها باتت مُلزَمَة بإرسال وزير خارجيتها (عراقجي) في جولة الى بيروت وبغداد وصنعاء، لإبلاغ الجميع بأحوال جديدة استجدت، وبأنه بات يتوجب عليهم التعامل مع وقائع جديدة؟
إذا كان الجواب لا، فهذا يدعو ترامب الى ضرورة تخفيف الحماسة والكلام، والى الانصراف لبذل مزيد من الجهود قبل توزيع التهاني، والحديث عن مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
الأذرع... موجودة...
أوضح مصدر مُتابِع أن "لا أحد يعلم بعد الشكل الذي سيكمل فيه النظام الإيراني الحالي حكمه، ولا ما إذا كان "مرشد الجمهورية" سيُصدر أوامره من دون أي نوع من الظهور الإعلامي والشعبي بشكل مُستدام، خلال المراحل القادمة".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الإيرانيين لا يثقون بأحد أصلاً. وهذا الشعور سيتكثف لديهم كثيراً بعد الحرب الأخيرة. وبالتالي، لا يمكن لأحد أن يضع تصوّراً تاماً لشكل الحكم الإيراني لاحقاً، ولا لموقف طهران من أطراف حليفة وصديقة لها في عدد من دول المنطقة".
وختم:"أذرع إيران لا تزال موجودة في كلّ من لبنان واليمن والعراق. وقد لا تفضل طهران التهدئة بالضرورة، ولا توجيه أذرعها في هذا الاتجاه، خصوصاً إذا شعرت بالحاجة الى استعمال تلك الورقة من جديد".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|