إسرائيل وإيران.. جيشان بمقارنات صادمة وأسلحة فتاكة
هي حرب لا بداية لها ولا نهاية، كل ما يمكن أن توصف به بأنها نزال بمعارك مستمرة، تخفُت وتيرتها تارة وتشتعل أخرى، طرفاها عدوان أزليان، بجيشين فيهما الكثير من القدرات الظاهرة، وما خفي أعظم، في العمق لهذا الأسبوع، نغوص في تفاصيل الترسانة الإسرائيلية والإيرانية، في مقارنة شاملة بين الجيشين، من صواريخ فتاكة وأنظمة دفاع جوي وعتاد بشري وتكنولوجي، وقدرات نووية.
يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة 15 عالميا من حيث القوة العسكرية، ويأتي الجيش الإيراني مباشرة بعده في المرتبة الـ16، وفقا لتصنيف غلوبال فاير باور “Global Firepower” لعام 2025، فماذا عن القدرات العسكرية بالأرقام؟
التعداد البشري والقوة الجوية
يبلغ قوام الجيش الإسرائيلي 635 ألف جندي، أكثر من 170 ألفا منهم في الخدمة حاليا، بينما يقبع 465 جنديا في قوات الاحتياط، بميزانية دفاع إسرائيلية تبلغ 30 مليار دولار سنويا، بينما في إيران فيبلغ تعداد الجيش 960 ألف جندي، أكثر من 600 ألف منهم في الخدمة، بميزانية دفاعية تُقدر بحوالي 15.5 مليار دولار سنويا.
مفارقة مهمة في هذا الصدد تقول أرقامها إن عدد القادرين على الخدمة العسكرية في إيران 41 مليون فرد، بينما لا يتجاوز هذا العدد في إسرائيل 3.1 مليون فرد، لكن ماذا عن حروب الجو ؟
تمتلك إسرائيل حوالي 612 طائرة حربية، تشمل 241 مقاتلة، و12 طائرة شحن عسكري، و23 طائرة مهام خاصة، لكنها تتفوق على إيران في نوعية هذه الطائرات، فتمتلك الأكثر تطورا منها عالميا، مثل F-35I وF-16 وF-15، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل "القبة الحديدية" و"ديفيدس سلينغ" و"آرو".
على مستوى العدد فإن إيران ليست بعيدة، وتتألف القوات الجوية الإيرانية من حوالي 551 طائرة حربية، تشمل 186 مقاتلة، و23 طائرة هجومية و10 طائرات مهام خاصة، لكن ما يعيبها هو نقص التكنولوجيا الحديثة بسبب العقوبات الدولية، مما يجعل أسطولها الجوي يعتمد بشكل كبير على طائرات قديمة مثل F-14 - وMiG-29 ، مع 319 مطارا صالحا للاستخدام، في مقابل 42 مطارا لدى إسرائيل.
القوة البحرية.. إيران تتفوق عددا وتتأخر تكنولوجيا
ليس لدى البلدين أي حاملات للطائرات، لكن التفوق بالعدد يميل لإيران، حيث يضم الأسطول البحري الإيراني 400 قطعة بحرية، منها 19 غواصة، و21 سفينة دورية، و7 فرقاطات، و3 طرادات، ويشمل الأسطول زوارق هجومية سريعة وغواصات تقليدية مثل "غدير" و"فاتح"، لكن عمر العديد من هذه المقاتلات يتجاوز الخمسين عاما، ومع هذا فإن الأسطول البحري الإيراني صُنف عام 2019 على أنه رابع أقوى أسطول في العالم.
في إسرائيل أسطول بحري صغير نسبيا يضم 67 قطعة بحرية، منها 5 غواصات، و 7 طرادات، و6 غواصات ألمانية من نوع "دولفين" قادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، وعلى النقيض من إيران لا تمتلك إسرائيل أي فرقاطة، كما أنها ورغم تفوقها التكنولوجي، فإنها تفتقر لبعض الميزات والتكتيكات التي تملكها البحرية الإيرانية، كامتلاك طهران قوة بحرية خاصة لنزع الألغام في المياه، بينما ليس لدى إسرائيل قوة مشابهة.
على مستوى الترسانة الصاروخية، فإنه ووفق تقرير سابق لموقع Missile Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، فإن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعا في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بعدد يترواح بين 3000 و 5000 آلاف صاروخ، فيما يرجح مختصون بأن العدد قد يكون أضعاف هذا وربما أكثر، نذكر أبرز وأخطر هذه الصواريخ، كصاروخ "فتاح 2" الأسرع من الصوت، وصواريخ "قيام" و"قدر"، بمدى 2000 كم، ونخبة من الصواريخ متوسطة المدى أمثال صواريخ "سجيل" و"خرمشهر".
بينما تمتلك إسرائيل صواريخ دقيقة بعيدة المدى، ويُعتقد بأن بعضها برؤوس نووية، أمثال صواريخ "أريحا"، إلى جانب نظام دفاع صاروخي، كالقبة الحديدية قصيرة المدى، ومقلاع داود متوسط المدى، وحيتس ومنظومة ثاد الأمريكية، وجميعها تعمل ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
اكتساح استخباراتي إسرائيلي
منذ عمليات اغتيال قادة حماس التي أعقبها اغتيال حسن نصر الله في لبنان، أثبتت إسرائيل بأنها حولت جهاز استخباراتها "الموساد" إلى مؤسسة بحجم دولة.
وفي وقت بدت فيه إيران مخترقة أمنيا، تظهر الفوارق الاستخباراتية بين البلدين، من خلال الاهتمام الذي أولته إسرائيل للموساد، حيث تُقدر ميزانيته بحوالي 2.75 مليار دولار أمريكي سنويا، مما يجعله من بين أكبر أجهزة الاستخبارات في العالم، وخلف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مباشرة، بعدما أقر الكنيست عام 2023 زيادة بنسبة 37% في الميزانية الخاصة بالجهاز.
تفوقت إسرائيل أمنيا ليس فقط بسبب الاختراقات الالكترونية، إنما بسبب شبكة تدعى "السيانيم"، التي أسسها مدير الموساد سابقا "يائير عاميت"، ولقد حولت إسرائيل لكيان عابر للقارات، وفي شرح مبسط، تعمل هذه الشركة على مبدأ توظيف المجتمع اليهودي في العالم وتحويله لشبكة دعم استخباراتي، كلا من منصبه، بمعنى أن يوفر كل شخص يهودي ضمن هذه الشبكة الدعم لعملاء الموساد بما تتيح له إمكانياته، فيقدم على سبيل المثال تاجر السيارات عربات لهؤلاء العملاء على قدر استطاعته، ويوفر من يعمل بالعقارات مثلا، أماكن رصد وتجسس مناسبة للعملاء، والخ، ما يجعل يهود هذه الشبكة وسيلة تسهل عمليات جمع المعلومات والتجسس.
بالنسبة للسلاح النووي فإن إيران لا تملك سلاحا نوويا معلنا، ولكنها تخزن أكثر من 400 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، ما يجعلها قادرة على الوصول إلى نسبة التخصيب العسكري خلال أشهر، أما إسرائيل التي لا تعلن امتلاكها رسميا سلاحا نوويا، فتؤكد التسريبات بأنها تمتلك ما بين 80 إلى 200 رأس نووي، قادرة على ضربها من البر والبحر والجو.
هي حرب لا تنتهي، وإن انتهت فإنها تتوقف بشكل آني. إيران وإسرائيل، جيشان بقدرات هائلة، فمن يمتلك نفسا أطول في حرب الاستنزاف هذه، وهل تحسم التكنولوجيا الإسرائيلية معركة النار؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|