عربي ودولي

في كل يوم حرب... خسائر إضافية ستنعكس على مستقبل التفاوض الأميركي - الإيراني

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في كل يوم حرب يمرّ، يزداد فيه التدمير، وتفقد المفاوضات الأميركية - الإيرانية مزيداً من أرصدتها.

خسائر يومية

ففي مرحلة ما قبل المواجهة العسكرية الأخيرة، كانت المفاوضات تسير بهدوء ديبلوماسي (ظاهر على الأقل) مباشر وغير مباشر، على برنامج نووي إيراني كان لا يزال مُتكاملاً، وبخصوص برنامج صاروخي إيراني تُحسَب له حسابات التفاوض، وذلك بمعزل عن الإنهاك الشديد الذي أصاب الأذرع الإيرانية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبعد الساعات والأيام الأولى من اشتعال النار، بات التفاوض على برنامج نووي أُصيب بأضرار معيّنة، وعلى برنامج صاروخي فقد بعض قدراته. وأما اليوم، فقد صارت المفاوضات حول برنامج نووي إيراني قُصِفَ أميركيّاً أيضاً، وبشأن صواريخ إيرانية فقدت المزيد من التأثير السياسي والإقليمي لرؤوسها المتفجرة.

وانطلاقاً من هذا الواقع، ماذا يبقى لطاولة التفاوض الأميركي - الإيراني مستقبلاً؟ وما هي الخسائر التي يرتّبها كل يوم حرب على مستقبل تلك المفاوضات؟

مواضيع متعددة

أوضح الكاتب والمحلّل السياسي علي الأمين أن "المفاوضات ستُستكمَل حول الصواريخ الباليستية، وعلى شؤون مرتبطة بمستقبل إيران. فترامب (الرئيس الأميركي) لا يفكر بالجانب العسكري المباشر، ولا بالمخاطر العسكرية فقط، بل بأي إيران ستكون في المرحلة القادمة، وبشروط علاقتها بالولايات المتحدة الأميركية وبوظيفتها الإقليمية مستقبلاً، وبموضوع الأذرع".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المفاوضات ستنظر أيضاً بمستقبل العقوبات، وبمدى إمكانية رفعها عن طهران تلقائياً أو وفق شروط جديدة لها علاقة بسياسة إيران وبتركيبتها في المستقبل. وبالتالي، هناك جملة ملفات باقية تتجاوز البُعد النووي والعسكري، وهي تتعلّق بما يسمّيه ترامب "إيران العظيمة"، ومستقبل الاستثمارات فيها. فالرئيس الأميركي يفترض أن إيران ضعُفَت بعد هذه الحرب. وطالما أنها لم تُظهر قوة فعلية في مواجهة أميركا، فهو سيُكمل في نقاط أخرى، منها الى أين ستتّجه (إيران)، ومستقبل اليورانيوم والتخصيب، والى أي مدى يمكن للباقي منه أن يشكل خطراً، أو إذا ما كان سيُنقَل الى دولة ثالثة".

لبنان؟

وأكد الأمين أن "الولايات المتحدة الأميركية تطمح للتفاوض مع إيران. وطهران بدورها لا تستطيع أن تذهب نحو مزيد من العزلة، وأن تتوقع أنها ستحقّق نتائج ومكاسب على المستوى الدولي والإقليمي في تلك الحالة. فإذا عزل النظام الإيراني نفسه أكثر، فسيكون ذلك أشبه بالانتحار له، بدلاً من أن يشكل خطوة قوة وتقدُّم. وبالتالي، تجد إيران نفسها مُضطَّرَة الآن لأن تقوم بشيء يُعيد لها كرامتها بمواجهة أميركا، ويسمح بالقول إنها دولة قوية، ولكن من دون أن يجرّها ذلك الى حرب مفتوحة مع أميركا".

وعن تداعيات ما يجري على لبنان، لفت الى أنه (لبنان) "غير مؤثِّر في معادلة الحرب الجارية، و"حزب الله" غير مؤثّر فيها أيضاً. ونتمنى أن تتمكن الدولة من إعادة ترميم ما هدّمته الحرب فيها ولو بالحدّ الأدنى".

وأضاف:"المواقف العامة من الحرب لدى كل الأطراف في لبنان ليست مُغامِرَة ولا مُبالَغ فيها الآن، وذلك بدءاً من "حزب الله" وصولاً الى "القوات اللبنانية". والتحديات المطروحة على حالها، وهي أن لا يتورط لبنان بشيء، وأن ينصرف لإعادة ترميم الدولة، ولإعادة تثبيت سلطتها وسيادتها، وهو عمل يفترض انخراط الجميع فيه والدفع باتجاهه".

من دون حرب؟

ورداً على سؤال حول أنه كان من الأفضل للمنطقة عموماً، التوصُّل الى اتفاق أميركي - إيراني من دون الحرب التي بدأت في 13 الجاري، أجاب الأمين:"التوصُّل الى اتفاقيات من دون حروب وإسقاط دماء هو أفضل طبعاً. ولكن هذه هي مصالح وحسابات الدول".

وختم:"لم يَكُن هناك توقّعات كبيرة بإمكانية تغيير شيء من دون حرب، لأن طبيعة التركيبة الإيرانية وطبيعة الوضع الإسرائيلي، وطبيعة كل ما جرى منذ "طوفان الأقصى" وحتى الساعة، تصعّب احتمال حدوث تسويات من دون مواجهات عسكرية وأمنية، تُعيد ترتيب التوازنات بشكل يتناسب مع رغبة من يريد المواجهة، وتحقيق مكاسب. وبالتالي، يبدو أن الحرب كانت أمراً لا مفرّ منه، لا سيما أنه صعب على إيران أن تتنازل، لأن طبيعة النظام فيها لا تسمح بتقديم تنازلات لأميركا بالشكل الذي تريده أميركا".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا