"القوات"- الكورة استنكرت حادثة كفرصارون ودعت الأجهزة الأمنيّة إلى التحرّك
الحرب الأميركية – الإيرانية في بداياتها
على أثر الضربة الجوية الأميركية لثلاثة مواقع نووية إيرانية هي : نطنز، وفوردو، وأصفهان، توالت ردود الفعل الإيرانية، إذ وصف المرشد الأعلى علي خامنئي من مكانه الآمن الهجوم بأنه "جريمة"، وحذّر من أن "الكيان الصهيوني" سيدفع ثمنًا باهظًا، فيما دعا وزير الخارجية عباس عراقجي مجلس الأمن إلى التحرك ضد "التصرفات غير القانونية" وهدّد بأن العقاب "سيكون دائمًا".
أمّا المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكاري، فأعلن أن إيران مستعدة للرد بقوة على الولايات المتحدة الاميركية وكذلك إسرائيل، واصفًا الهجوم بأنه "جريمة". أما الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية فأكدت أنّ المواقع "هدفت بصورة عنيفة"، مع تأكيد عدم وجود تسرب إشعاعي، وشدّدت على مواصلة برنامجها النووي والسعي إلى العدالة القانونية دوليًا.
فهذا التحوّل النوعي والخطير في طبيعة الانخراط الأميركي في المواجهة القائمة بين إسرائيل وإيران، أدخل المنطقة في منعطف خطير، وسط تساؤلات واسعة عما إذا كانت هذه الضربة ستمهد لتوسّع رقعة الحرب، أم ستبقى محدودة ضمن حسابات الردع المتبادل.
فالضربة الأميركية لم تكن مجرد دعم لإسرائيل، بل جاءت في توقيت حساس بعد تهديدات متكررة من واشنطن لإيران بوقف الهجمات عبر وكلائها في سوريا والعراق ولبنان. وهذا الاستهداف للمنشآت نووية الثلاث يحمل رسائل متعددة: أولها تحذير صارم لطهران من تجاوز "الخطوط الحمر"، وثانيها تأكيد على قدرة الولايات المتحدة على توجيه ضربات دقيقة من دون الحاجة إلى حرب شاملة.
وعلى رغم ردود الفعل الإيرانية السريعة فإن طهران لم تخرج حتى الساعة عن إطار التهديد السياسي والدعوة للتحرك القانوني والدولي، مما يشي بأنها تزن خطواتها بعناية. فهي تدرك أن الرد المباشر على أميركا قد يفتح أبواب الحرب الواسعة، وهو خيار لا ترغب به في ظل التحديات الداخلية والاقتصادية التي تواجهها.
وعلى رغم هذا التصعيد الكبير فإن "حزب الله" أعلن أنه لن يرد على الضربة الأميركية باعتبارها "شأنًا يخص إيران"، مع تأكيده على دعم طهران وقدرتها على الدفاع عن نفسها. هذا الموقف يُقرأ بوضوح كرسالة تهدئة من الحزب، وربما من إيران نفسها، لتجنّب فتح الجبهة اللبنانية في هذه المرحلة، خاصة مع احتدام المعارك في جنوب لبنان ومخاطر انزلاق الأمور إلى حرب شاملة.
أمّا عن السيناريوهات المقبلة والمحتملة ، فإن السيناريو الأول، وهو الأكثر احتمالًا، يتمثل في رد إيراني غير مباشر: عبر هجمات سيبرانية، واستهداف مصالح أميركية في العراق أو سوريا، أو تحريك وكلائها الإقليميين مثل الحوثيين في البحر الأحمر. أما السيناريو الثاني، وهو الأخطر، فيقوم على رد مباشر قد يشعل حربًا واسعة، خصوصًا إذا شمل قواعد أميركية في الخليج أو ضربات صاروخية ضد إسرائيل.
السيناريو الثالث هو التهدئة المرحلية، وذلك عبر وسطاء دوليين، حيث تعمل واشنطن وطهران على تبريد الجبهة، في مقابل تفاهم غير معلن حول خطوط الاشتباك المقبولة لكل طرف.
في المحصلة فإن الضربة الأميركية للمواقع النووية الإيرانية كانت فعلًا استثنائيًا، لكنها لا تعني بالضرورة أن المنطقة مقبلة على حرب شاملة. كل الأطراف، رغم التصعيد الكلامي، تُظهر حتى الآن رغبة في ضبط الإيقاع، بانتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة. يبقى السؤال الكبير: هل ستكتفي إيران بالتنديد والتلويح، أم أنها تتحيّن اللحظة المناسبة للرد؟
الجواب مرهون بما إذا كانت واشنطن ستكرر فعلتها، وبمدى قدرة طهران على امتصاص الضربة من دون كسر توازن الردع.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|