من المواجهة المحدودة إلى شبح الحرب الكبرى... الشرق الأوسط في عين العاصفة
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا متصاعدًا نتيجة الصراع القائم بين إسرائيل وإيران، وهو صراع معقّد يتجاوز الحدود الجغرافية ليشمل أبعادًا عسكرية وأمنية وسياسية وأيديولوجية. لطالما تبادلت الدولتان الاتهامات والتهديدات، لكن في السنوات الأخيرة تحوّلت هذه التوترات إلى مواجهات غير مباشرة عبر ساحات متعددة، مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، قبل أن تتجه نحو صدام أكثر علانية وخطورة.
تتمحور المواجهة حول البرنامج النووي الإيراني والدور الإقليمي المتنامي لطهران، في مقابل إصرار إسرائيل على منع ما تسميه "الخطر الإيراني" الذي يهدد أمنها القومي. ومع تصاعد الضربات الجوية والهجمات السيبرانية والتهديدات المتبادلة، بات شبح الحرب الشاملة بين الطرفين حاضرًا، ما يثير قلقًا دوليًا من انفجار إقليمي قد يجرّ قوى كبرى إلى صراع مفتوح في المنطقة.
كارثة كبيرة!
وفي حديث لـ VDLnews، أكد العميد المتقاعد هشام جابر أن "الأداء العسكري لا يمكن تقييمه من خلال اللحظة الحاضرة فقط، ولا من طرف واحد. أما بالنسبة إلى الأداء العسكري الإسرائيلي، فكما نعلم، يمكن القول إنه ألحق ضررًا كبيرًا بالبنية التحتية الإيرانية. صحيح أنه استطاع استهداف قادة ومسؤولين وخبراء نوويين، ولكن لا يمكننا الجزم بشيء في الوقت الراهن".
وأضاف: "سننتظر اليوم الرابع لنقيّم حجم الضرر الذي ستلحقه الضربات الإيرانية بالكيان الإسرائيلي، إذ إن إسرائيل تتكتم كثيرًا على خسائرها ولا تعلن عنها. وإذا تبيّن أن الضرر متعادل إلى حدّ ما، يمكن القول إن هناك توازنًا حتى الآن".
وتابع: "فعالية الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية لم تكن قاضية، بل ألحقت ضررًا كبيرًا، لكنه ضرر قابل للإصلاح. وإن استمرت الضربات، فقد يؤدي ذلك إلى كارثة بيئية في حال تسرّبت إشعاعات نووية، خصوصًا في منطقة الخليل".
مواجهة محدودة ولكن!؟
وأشار جابر إلى أن "القبة الحديدية ليست منظومة دفاع متكاملة، ورغم أن إسرائيل مدعومة من الغرب وحلف شمال الأطلسي (كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، فإن الصواريخ الإيرانية تمكنت من الوصول وإحداث دمار، وهو ما كان مذهلًا وغير متوقّع".
وأردف: "نحن الآن أمام مواجهة محدودة، لكن إذا توسّعت، فلا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل. حتى الآن، لا يبدو أنها ستتطور إلى حرب إقليمية، إذ تشير المعلومات إلى أن حزب الله لن يتدخل في الوقت الراهن، وكذلك الحشد الشعبي في العراق، وهناك تنسيق مع إيران لتحديد التوقيت المناسب لأي تدخل محتمل".
الشرط الوحيد لوقف الحرب
ولفت جابر إلى أن "هناك إمكانية حقيقية لوقف إطلاق النار، وأن الرئيس الروسي يبدي اهتمامًا بالتوسط بين إسرائيل وإيران، بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل وقف التصعيد".
وقال: "إيران مستمرة ولديها صبر استراتيجي طويل. وإذا استمرت المواجهة لأيام أو حتى أسابيع، فإن إسرائيل ستتأثر اقتصاديًا ومعنويًا، بينما تُظهر إيران قدرة أكبر على الصمود. كما أن إيران طُلب منها أو عُرض عليها سلاح دفاع جوي متطور، وهو ما تفتقر إليه حاليًا".
وختم: "الشرط الوحيد لوقف إطلاق النار، في تقديري، هو أن تشعر إيران بأنها ردّت على إسرائيل بشكل كاف واستعادت هيبتها. من دون ذلك، لن تقبل بالتوقف".
ميلاد حايك - صوت كل لبنان
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|