كيف تناول الإعلام الإسرائيلي الهجمات على إيران؟
تفاوتت تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لضربة إسرائيل ضد إيران بين التهليل للعملية والتشكيك في تداعياتها.
جاءت الضربة التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة على أهداف إيرانية، لتشعل ليس فقط جبهات التوتر الإقليمي، بل أيضًا ساحات الإعلام الإسرائيلي الذي انقسم في طريقة تغطيته للحدث بين البُعد التقني والعسكري، والتحليل السياسي والاستراتيجي، وسط إدراك عميق بأن ما حدث ليس مجرد عملية عسكرية، بل نقطة تحوّل قد تُعيد رسم خارطة الاشتباك في المنطقة.
هآرتس: شكوك وتساؤلات في قلب لحظة التصعيد
جريدة هآرتس، المعروفة بميولها النقدية للمؤسسة الأمنية والسياسية، اختارت زاوية تحليلية حذرة. ففي افتتاحيتها، لم تشارك في سردية "النصر التكتيكي"، بل طرحت تساؤلات حول جدوى الضربة، وأبعادها المستقبلية.
وتساءل محللو الصحيفة عمّا إذا كانت هذه العملية تمهّد لحرب أوسع قد تعجز إسرائيل عن احتوائها، أم أنها مجرّد خطوة تكتيكية لردع إيران عن التقدم في مشروعها النووي.
كما ربطت الصحيفة الضربة بالتوترات الداخلية في إسرائيل، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يخوض معركته الأكبر في الخارج بينما تتآكل شرعيته في الداخل".
أما صحيفة يديعوت أحرونوت، الأوسع انتشارًا، فتبنّت في تغطيتها لهجة تميل إلى التركيز على الجوانب العملياتية. فقد نشرت تفاصيل موسعة عن طبيعة الضربات، وأنواع الذخائر المستخدمة، وتقديرات الجيش حول الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية الإيرانية.
لكنها لم تُغفل أيضًا الإشارة إلى التحديات المقبلة. وتضمنت تغطيتها تحليلات عن إمكانية فتح جبهات في الشمال مع حزب الله، أو في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، مشيرة إلى "استنفار أمني هو الأكبر منذ حرب 1973".
جيروزاليم بوست: نجاح استخباراتي.. وتذكير بخطورة الحسابات الخاطئة
في تغطيتها، ركّزت صحيفة جيروزاليم بوست الناطقة بالإنكليزية على "دقة التنسيق الاستخباراتي"، ووصفت العملية بأنها "أكثر تعقيدًا من اغتيال فخري زاده"، مؤكدة أن الهجوم تم بعد أشهر من الرصد والتنفيذ التدريجي.
لكنها حذّرت أيضًا من أن "إسرائيل قد تكون فتحت بابًا لا يمكن إغلاقه بسهولة"، وذكّرت بمدى هشاشة الجبهة الداخلية، خاصة في ظل تراجع جاهزية قوات الاحتياط، والأزمة المرتبطة بالخدمة العسكرية الإلزامية لليهود الحريديم.
تايمز أوف إسرائيل: رواية متعددة الأصوات
اعتمد موقع تايمز أوف إسرائيل على مقاربة أقرب إلى تغطية إخبارية شاملة. فقد نقل تصريحات من مصادر إسرائيلية وأميركية، وأبرز ما نقلته كان تأكيدًا بأن "الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالضربة، لكنها لم تشارك فعليًا".
كما أشار إلى أن العملية "قد تحمل تأثيرًا انتخابيًا داخليًا"، في ظل محاولات نتنياهو استعادة الزخم السياسي في وجه احتجاجات متصاعدة تتعلق بملف الرهائن في غزة، واتهامات من المعارضة بتوريط البلاد في مواجهات مفتوحة لأغراض سياسية.
على اختلاف توجهاتها، اتفقت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية على توصيف الحدث كـ"لحظة مفصلية"، لكنها اختلفت في قراءة الثمن الذي قد تدفعه الدولة العبرية. فبينما هلّلت بعض الصحف للإنجاز الأمني، لم تُخفِ أخرى قلقها من تداعيات الضربة، سواء على الجبهة الإيرانية أو في الداخل الإسرائيلي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|