تقرير لـ"Independent": مع تصعيد بوتين لهجومه الصيفي في أوكرانيا.. هل سينجح؟
ذكرت صحيفة "The Independent" البريطانية أن "ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب مؤخرا عن استيائه الشديد من وصف دونالد ترامب للغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "شجار طفلين في الحديقة". واعتبر بيسكوف أن ما صدر عن ترامب غير صحيح، فالصراع هو "مسألة وجودية" بالنسبة لروسيا. وأضاف: "إن هذه مسألة تتعلق بأمننا ومستقبلنا ومستقبل أطفالنا وبلدنا"."
وبحسب الصحيفة، "بيسكوف محق، فقد كان النصر الروسي مرتبطا سابقًا بتغيير النظام في كييف، لكن الأمر في الواقع لا يحتاج إلا إلى أوكرانيا فوضوية وغير مستقرة وعنيفة وفقيرة. ومع بدء موسم القتال الصيفي في العام الرابع من غزو بوتين الشامل لجارته، من الواضح أن روسيا حولت جهودها الرئيسية نحو زعزعة استقرار أوكرانيا بشكل دائم. من جانبها، أثبتت كييف أنها لم تعد في موقف دفاعي وأنها بعيدة كل البعد عن الهزيمة. فبعد عامين من فشل هجومها الصيفي المضاد، تزداد كييف قوةً وثقةً. لا تملك أوكرانيا القدرة على طرد روسيا من أراضيها هذا العام، لكنها تتمسك بموقفها، وربما تجد بحلول العام المقبل أنها أصبحت صاحبة اليد العليا مع بدء المساعدات الأوروبية في الوصول إليها لتحل محل الدعم العسكري الذي سحبته الولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة، "لم يُقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي دعم عسكري جديد هذا العام، وحوالي 3.85 مليار دولار لا تزال غير منفقة من المخصصات السابقة. وجددت القوات الروسية هجماتها في محيط بوكروفسك وكوستيانتينيفكا على الجبهة الشرقية، والهدف هنا هو محاولة تطويق القوات الأوكرانية وقطع طرق الإمداد إلى كراماتورسك، المقر الإداري لمقاطعة دونيتسك التي تسيطر عليها أوكرانيا، والتي استولت روسيا على معظمها وضمتها بشكل غير قانوني. وأفادت مصادر عسكرية أوكرانية على الأرض بزيادة هائلة في مدى وفعالية الطائرات من دون طيار الروسية الموجهة بالألياف الضوئية، حيث يصل مداها إلى 15 ميلاً من خلال فك خيط من الكابل البصري المتصل مباشرة بمشغل على الأرض، ونظام التوجيه يجعلها محصنة ضد معدات التشويش التي تستخدمها أوكرانيا. كما وأفادت المصادر أن قوات النخبة الروسية من الطائرات المسيّرة قد نُشرت انطلاقًا من الهجمات الروسية المضادة لطرد قوات كييف من كورسك إلى الجبهة الشرقية".
وأضافت الصحيفة، "جاءت النتيحة على شكل تقدم محدود جدًا للقوات الروسية، بتكلفة باهظة. ويقدر حلف شمال الأطلسي أن حوالي 950 روسيًا يُقتلون يوميًا. عرضت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا ولقاءات مباشرة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين، ولم تُسفر الجهود الأميركية للتوصل إلى هدنة عن أي نتائج، بينما تسعى روسيا إلى السيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية. ربما يكون بوتين قد تخلى عن فكرة تغيير النظام، لكنه يريد الاستيلاء على كل الأراضي التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني: زابوريجيا، وخيرسون، ولوغانسك، ودونيتسك، فضلاً عن التمسك بشبه
جزيرة القرم. وإذا نجح في ذلك، فقد يتمكن من إقناع الزعماء الأوروبيين بأن السلام على طول الخطوط التي حددها الكرملين هو النتيجة الأقل سوءا".
وبحسب الصحيفة، "في هذا الصيف، لا تزال أهداف بوتين الرئيسية تتمثل في القسم الأوسط من الجبهة الشرقية، لكنه يواصل أيضاً التقدم بقوة نحو الحدود الشمالية لأوكرانيا من خلال التوغلات والاستيلاء على قرى حدودية صغيرة، وهذا يسمح لموسكو بزيادة الضغط على كييف من خلال إبقاء المعركة أقرب إلى مراكز القوة في أوكرانيا من خلال وضع المدن الكبرى، والعواصم الإقليمية، مثل سومي وخاركيف، تحت التهديد المستمر بالمدفعية والصواريخ القصيرة المدى".
وتابعت الصحيفة، "كثّفت روسيا حملتها الجوية الأوسع بشكل كبير. أكثر من 400 صاروخ وطائرة من دون طيار تجوب أوكرانيا كل ليلة تقريبًا، وتخترق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية الدفاعات الجوية بأعداد أكبر بسبب نقص هذه الدفاعات، ولا سيما أنظمة باتريوت الأميركية الصنع، وهي الأكثر فعالية في إسقاط أخطر أسلحة موسكو البعيدة المدى. لكن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلن مؤخرًا عن مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 20 مليار يورو، وأعلنت ألمانيا أنها سترسل قريبًا قنابل بعيدة المدى قادرة على ضرب عمق روسيا إلى أوكرانيا. وأسهمت المملكة المتحدة بمبلغ 350 مليون جنيه إسترليني لتمويل 100 ألف طائرة من دون طيار جديدة، وسلّمت بالفعل 144 ألف طلقة مدفعية هذا العام. وقال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز إن هولندا ستقدم 400 مليون يورو، بما في ذلك 100 سفينة وأكثر من 50 طائرة من دون طيار بحرية".
وبحسب الصحيفة، "سمح هذا التحول نحو الحرب بالطائرات من دون طيار لأوكرانيا باستعادة زمام المبادرة لموازنة الكتلة الهائلة من القوة العسكرية القديمة التي وظفتها روسيا. وأدت عملية "الشبكة العنكبوتية" في أوكرانيا، والتي زعمت كييف أنها دمرت أو ألحقت الضرر بثلث القاذفات الاستراتيجية الروسية إلى جانب بعض طائرات التجسس في عملية طويلة المدى ومذهلة ضربت مطارات روسية تبعد عن بعضها البعض مسافة 5000 كيلومتر، إلى تعزيز الروح المعنوية إلى حد كبير".
وختمت الصحيفة، "ثمة دلائل على أن الولايات المتحدة لن تحاول عرقلة جهود كييف الحربية كما هددت. فلا عجب أن بوتين منزعج".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|