مستشار بالإيد ولا 10 وزراء عالشجرة

ما معنى تعيين وزير الأشغال السابق علي حميه مستشاراً "رئاسياً" لشؤون إعادة الإعمار وممثلاً لرئيس الجمهورية في اللجان الحكومية؟

المعنى الأول: تنفيعة سياسية تحاكي رغبات "الثنائي الشيعي" بتفعيل حضوره في بعبدا من خلال الوزير الألمعي الذي سيتولى بطريقة غير مباشرة وزارة إعادة الإعمار وذلك قبل وقف مسلسل الدمار، متخطياً على الأرجح وزارة شؤون المهجرين والوزارات المعنية بمعالجة تداعيات حربي "الإسناد " و"أوَلي البأس".

المعنى الثاني: يشير التعيين إلى وجود فريقين ومحورين ونهجين على شيء من التمايز على مستوى السلطة التنفيذية؛ واحدٌ يمثله رئيس الحكومة نواف سلام ووزراؤه والآخر يمثله رئيس الجمهورية وباقة المستشارين. ومن خلال التعيين يصبح لكل وزير "رابوق" أو مراقب أو استشاري أو مندوب سامٍ "جايي من فوق".

المعنى الثالث: تكبير حجم الجسم الاستشاري من أصحاب الخبرة وحملة الشهادات والرتب الـ "بلوك نوت" بما يتناسب مع حجم لبنان الكبير.

المعنى الرابع: تحقيق التوازن الطائفي ضمن الجسم الاستشاري في القصر إلى حدّ ما.

المعنى الخامس: كل مستشار رئاسي مشروع وزير (أو نائب)، فكيف إذا كان المستشار وزيراً سابقاً وسيماً "ميدياتيك" وسبور شيك يرطن باللغة الفرنسية ويترغل بالإنكليزية ويحوز ثقة الحاج محمد رعد الغالية جداً، غير المقدّرة بثمن.

المعنى السادس: انضمام حميه إلى سرية المستشارين ترجمة لحنين رؤساء الجمهورية إلى إحياء نظام رئاسي، والمشكلة أن كل واحد من المستشارين يجد نفسه أقرب ما يكون إلى فلاديسلاف سوركوف، "الكاردينال الرمادي" للكرملين الملقّب أيضاً بـ "راسبوتين بوتين".

والمنافسة على اللقب هذا محصورة اليوم بين ميشال دو شادارفيان وأحد العمداء النجباء. لدى القصر تنين من كل شي مثل "جوز الحمام" أو عصافير الحب لا تعيش إلا أزواجاً: إثنان للعلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية. إثنان للإعلام. إثنان للشؤون العسكرية. وجميعهم على قدر أهل العزم...

المعنى السابع: مستشار بالإيد ولا عشرة وزراء أو مدراء عالشجرة. والمستشار بطبعه وفيّ لمن عيّنه. ويبقى أن نعرف من عين حميّه أو من أرسله إلى قصر بعبدا مع "كارت" توصية.

المعنى الثامن: تعيين حميه مؤشر لإمكان تعيين وفيق صفا مستشاراً رئاسياً منتدباً للتعاطي مع "اليونيفيل"، بصلاحيات واسعة.

الوزير حميه، والحقّ يُقال، قيمة إضافية على مجلس المستشارين وسنراه قريباً على الشاشة وعلى ركبته "بلوك نوت" يسجل ملاحظاته في الاجتماعات مع المنظمات والشخصيات. وقد نشهد قريباً تشكيل رابطة أو تأسيس نقابة جديدة للحفاظ على حقوق المستشارين والمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية سواء بحصص غذائية أو بتأمين سيارات فخمة تواكبهم في حلّهم وترحالهم.

عماد موسى -نداء الوطن