ضرائب جديدة بانتظاركم

كلما دخل خرطوم المحطة في "ريزرفوار" سيارتك وأفرغ تنكة بنزين يسحب من زلاعيمك 100 ألف ليرة، وإن كنت تقود فاناً مخلّع الأوصال يعمل على المازوت فعليك أن تدفع 174 ألف ليرة و"إجرك فوق رقبتك" فوق سعر التنكة بعدما اختارت حكومة نواف بك أقصر الطرق وأيسرها لتمويل النفقات المُترتبة عن المنح المالية للعسكريين. لا وجع رأس ولا من يحزنون. حسناً، وماذا لو أرادت الحكومة تمويل أي زيادة على رواتب موظفي القطاع العام ماذا تفعل؟

هل تفرض بأكثرية وزرائها "فرمتين لحمة" على كيلو "دقن اللحام" و"قبعة" خبز على كل سبعة أرغفة و"قرص فلافل" على الدزينة وبيضتين على كرتونة الثلاثين بيضة و"زيح" بطيخ على الرأس وكاس عرق على "النصّية" وفخذ من كل فروج كامل ومعمولة من كل دزينة و"قرن" بوظة من كل كيلو مشكّل إنها مجرد تهيّؤات.

من الهزل إلى الجد

ما المانع في فرض ضرائب على الأراضي غير المستثمرة في بعض المناطق المصنّفة "لوكس"؟ ضريبة لن تغضب كاسترو عبدالله ولا الاتحاد العمالي العام.

وما الذي أخّر مشروع زراعة الحشيشة لأهداف طبية الذي يدر الملايين على الخزينة العامة؟

وأقترح كمواطن حريص على تعزيز مالية الدولة العودة إلى بند فرض ضريبة على "التوابيت" الواصلة من بلاد الغربة محملة بموتاكم الوارد في موازنة العام 2024 قبل إلغائه. وكي لا تعتبر هذه الضريبة جائرة، يُترك الخيار لذوي الفقيد بإحضار المغفور له في حقيبة سفر أو دفع المتوجب عليهم كضريبة نعش. ويمكن تطوير هذه الضريبة بفرض 10 بالمئة على ما يُدفع نقداً بدل أكاليل. لسنا أفضل من أميركا التي وضعت "ضريبة النعش" على شراء التوابيت أو خدمات الدفن.

ونحن اللبنانيين واللبنانيات في دولة لا يضيرنا بشيء إن نحذو حذو دائرة الضرائب في أميركا لا بل التفوق عليها، فعلى مشارف هذا الصيف يمكن فرض ضريبة على المايوهات، على أن تكون الضريبة تصاعدية فترتفع كلما صغر حجم القطعة أو القطعتين، في حين اكتفت ولايات أميركية بغرامة على من يرتدي بنطالاً يكشف عن الملابس الداخلية بحجة الحفاظ على الذوق العام. بغرامة المايوه تحافظ الحكومة على الذوق من جهة وتشارك أصحاب البلاجات سرقة المواطنات من جهة ثانية.

في الدانمرك، استحدثت الحكومة ذات يوم ضريبة على الأطعمة التي تحتوي على نسبة معينة من الدهون. فكرة جيدة إن طُبّقت في لبنان وتصب في مصلحة الرشاقة والخزينة كما تستهدف كل من "يتفَكْوَن" ويتباهى بالـ foie gras وأجود أنواع الـ "سوسيسون" أمام جيرانه المداومين على المجدرة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع.

عماد موسى -نداء الوطن