مستشهدًا بكلام السيستاني... عون يتحدّث عن "أمرين أساسيين"
في مؤتمر صحافي مشترك جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد، شدّد الجانبان على متانة العلاقة التاريخية بين لبنان والعراق، وعلى ضرورة تفعيل التعاون الثنائي ضمن إطار مصلحة عربية مشتركة، تجمع بين السيادة الوطنية والتكامل الإقليمي.
أكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على دعم بلاده الثابت للبنان، قائلاً: "نقف باستمرار مع الشعب اللبناني في مختلف المجالات، وندعم تماسك لبنان واستقراره ومؤسساته الرسمية".
وجدّد السوداني التزام العراق بدعم تنفيذ القرار الأممي 1701 كاملاً، لما له من دور في الحفاظ على السلم والاستقرار في لبنان والمنطقة.
بدوره، توجّه الرئيس جوزاف عون بتحية "لرئيس وزراء جمهورية العراق، الأخ العزيز محمد شياع السوداني"، واستهلّ كلمته بإضاءة على عمق العلاقة بين "بلاد ما بين النهرين وبلاد الأرز"، قائلاً: "شاء التاريخ منذ آلاف السنين أن يجمع بيننا. من حمورابي إلى مدرسة الحقوق الأولى في بيروت. نحن مهجوسون بحقوق ناسنا وانتظام حياتهم".
وقال عون: "إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين. في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة. أستلهمُه حرفياً من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني الماضي، حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل. إذ دعا النخبَ الواعية إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار، وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد، اعتماداً على مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في مواقعِ المسؤولية، ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها، وتحكيمِ سلطةِ القانون، وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة، ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات". انتهى كلامُ سماحتِه، ولا نزيدُ عليه حرفاً.
واستكمل: "أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ، فهذا ما أعلنته سابقاً واسمحوا لي بأن أكرره. نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة، نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا، وتنميتِها ومضاعفتِها، نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة، بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة، في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها. وكما قلتُ في القاهرة، أكررُ من بغداد: قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط، ثم نتوسّع. هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر. وقد آنَ الأوانُ لنا لنحيا أحراراً كِراماً في هذا العالم".
وأضاف عون: "السيد الرئيس، الأخ العزيز، إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان. واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ، من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات، حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً، ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد. يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|