بعد زيارة الشرع لإسطنبول.. اتفاق سوري تركي على حسم ملف "قسد" خلال أيام

قالت مصادر سورية مطلعة، إن الجانبين السوري والتركي اتفقا على حسم ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا أمس، ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأكدت المصادر، أن حسم ملف قوات "قسد" يحظى بتأييد الجانب الأمريكي الذي منح الضوء الأخضر للمضي بتنفيذ القرار، والمرجح أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة، في حال لم تبادر هذه القوات لحل نفسها والاندماج في إطار الجيش السوري.

ضغوط تركية

وأوضحت المصادر، أن أجندة القمة السورية التركية شملت بالإضافة إلى الاتفاق على حسم "قوات قسد" بحث ملفات عدة مرتبطة بعلاقات التعاون بين البلدين على مختلف المستويات العسكرية والاقتصادية.

وعكست تصريحات أردوغان يوم الخميس الماضي، موقفًا حازمًا بشأن ملف قوات سوريا الديمقراطية، حيث دعا الحكومة السورية للالتزام بتنفيذ الاتفاق مع "قسد"، مع تلويح بمتابعة دقيقة من تركيا للموضوع.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي في ظل الضغوط المتزايدة على "قسد" لتسليم أسلحتها واندماجها في الجيش السوري قبل انتهاء المهلة المحددة (27 مايو/ أيار 2025)، مما يتماشى مع موقف تركيا التاريخي الرافض لأي شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي.

سجون "داعش"

وفي خطوة تشير إلى تأييد أمريكي لفرض الحكومة السورية سيطرتها على كامل التراب السوري، قام وفد حكومي برفقة ممثلين عن قوات التحالف الدولي بزيارة إلى مراكز اعتقال وسجون عناصر "داعش" التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في دير الزور أمس 24 مايو/ أيار 2025.

وتهدف الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لنقل ملف الإشراف على هذه السجون من "قسد" ذات الغالبية الكردية إلى الحكومة السورية، الأمر الذي يعكس تنسيقًا مسبقًا بين دمشق والتحالف الدولي لإدارة ملف "داعش".

أخبار ذات علاقة

من "حميميم" إلى القامشلي.. تحالف روسي كردي جديد يشعل المواجهة مع دمشق

تحالف كردي روسي

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الأنباء التي تحدثت عن تأسيس تحالف جديد بين القوات الروسية وقوات "قسد"، ما سمح للأولى بتنفيذ عمليات نقل معدات عسكرية وعناصر من قواتها في قاعدة "حميميم" إلى مطار القامشلي، في إطار اتفاق غير معلن مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وتعد مدينة القامشلي ضمن المحافظات التي تسيطر عليها قوات "قسد" ذات الغالبية الكردية، التي تشمل كذلك مدن الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق التي يطالب الأكراد بإقامة حكم ذاتي فيها في إطار سوريا الجديدة.

وقامت القوات الروسية بنشر رادارات متطورة وشبكة دفاع جوي في مطار القامشلي، الذي شهد خلال الأيام القليلة الماضية حركة هبوط وإقلاع كثيفة لطائرات الشحن العسكرية الروسية، التي تتولى مهمة نقل المعدات والقوات الروسية من محافظة اللاذقية إلى القامشلي.

وتسعى القوات الكردية من خلال تحالفها مع الروس ومنحهم قاعدة عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها، إلى تعزيز موقفها في مواجهة السلطات السورية التي تطالبهم بحل أنفسهم والاندماج في قوات وزارة الدفاع قبل تاريخ 27 مايو/ أيار الجاري.

تحصين المواقع

وفي خطوة عكست مخاوفها من تعرضها لهجوم من قبل الجيش السوري، بدأت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ببناء التحصينات وزراعة الألغام في بعض مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، وذلك بهدف تعزيز دفاعاتها ضد أي هجوم محتمل من قبل قوات الجيش السوري أو القوات المدعومة من تركيا.

وجاءت تحركات قوات "قسد" بعد الحديث عن بدء وزارة الدفاع السورية بالتنسيق مع تركيا وضع خطتها للتعامل مع الفصائل المسلحة التي لم تصوّب أوضاعها خلال فترة المهلة التي حددتها الوزارة.