انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات الأميركية-الإيرانية في روما
إقبال نسائي على المخترة وشبابي على البلدية
لم تكسر الانتخابات البلدية والاختيارية الجارية الرتابة السياسية وصورة الدولة الفوضوية فقط، بل الصور النمطية التي ترتبط بذهن كلّ لبناني عند الحديث عن العمل في الشأن العام. فلم تعد كلمة مختار ترتبط بصورة رجل متقدم في السن، أشيب الرأس بشوارب مفتولة يستقبل المواطنين بابتسامة. لا بل صار للنساء حضور فاعل أيضاً سواء عبر الترشح أو من خلال الاقتراع لهنّ لا سيما على صعيد المخترة.
في جولة على اللّوحات الدعائية التي تُرفع في كلّ المناطق والتي تتزين بصور لمرشحين ومرشحات سواء للمجلس البلدي أو الاختياري، يمكن الوصول إلى ملاحظتين: الأولى، إقبال نسائي واضح على العمل في الشأن العام لا سيما بالنسبة إلى المخترة، والثانية كثافة مشاركة الشباب عبر الترشح لخوض النزال، بعد سنوات من انتظار هذا الاستحقاق وبعد أزمة خانقة أثرت على عمل البلديات لفترة طويلة وحاصرت المختار بفقدان الطوابع لفترة أيضاً.
في الجنوب الذي ينتظر الجولة الأخيرة للانتخابات البلدية والاختيارية غداً، يبرز الإقبال النسائي على الترشح لمنصب مختار. ففي طنبوريت مثلًا، تقول المرشحة رولا موسى لـ "نداء الوطن"، إنّ المرأة حاضرة في هذا المجتمع وهي جزء منه وبالتالي فإنّ ترشحها ليس غريباً.
وتشدد موسى على أنّ المرأة في لبنان اليوم قوية وقد أثبتت جدارتها ووجودها في مختلف المجالات، وتشير إلى أنّ ترشحها يعني أنّ صوتها بات مسموعاً، وبدلاً من القول إنّ وراء كل رجل عظيم امرأة، لماذا لا تكون المرأة العظيمة في الواجهة؟ لافتةً إلى أنّ ذلك لا ينتقص من دور الرجل لكنّ للمرأة حضورها أيضاً.
وبالنسبة إلى موسى فإنّ وجود امرأة في هذا المنصب من شأنه أن يُسهل على المواطنين العمل، لافتةً إلى أنّ المرأة التي تُصغي إلى مشاكل الجميع ستكون قادرة حتماً على الإنجاز والخدمة العامة.
وفي حالة موسى فإنّ التضامن العائلي واضح، حيث تدير ابنتها حملتها الانتخابية مركزة في شعاراتها على أنّ المرشحة امرأة. فمن شعار "الرجال جربناهم خلونا نجرب مرا" مروراً بشعار "اللي بتفهمك بتخدمك" وصولاً إلى "لمرة... امرأة"، تحاول باميلا سعد الترويج لحملة والدتها ودعمها في هذا الاستحقاق. لذلك، سواء ربحت رولا موسى في هذا الاستحقاق أم لا، فهي قدمت لابنتها صورة المرأة القوية فيما قدمت الإبنة صورة المساندة.
أمّا على صعيد الشباب فتظهر الحماسة، ويبدو أنّ الترشح يأتي بعد سلسلة خيبات في السنوات السابقة أدت إلى ما أدت إليه من أزمات وانعكاسات سلبية على حياتهم وأثرت بشكل واضح على مستقبلهم وأرغمت كثراً منهم على المغادرة.
وفي صيدا، تتصدر صور لشباب ناجحين في مجال أعمالهم على اللّوحات الإعلانية، وكان من بينهم الطبيب تيسير الزعتري الذي يترشح لعضوية المجلس البلدي ضمن لائحة "نبض البلد".
ويقول الطبيب الزعتري لـ "نداء الوطن": ترشّحت بسبب الوضع السيّئ الذي وصلت إليه صيدا في مختلف المجالات. من خلال "نبض البلد"، ومنذ عام 2018، بدأنا دراسة مشاكل الناس والمدينة، وكنّا نعمل على وضع حلول وتقديمها إلى البلدية، لكن للأسف لم نتلقَّ أي رد. من هنا، قررنا خوض الانتخابات.
لا يبدو أنّ عمر الشباب يُشكل عائقاً بالنسبة إلى المرشح ولا يؤثر على ثقة الناس بنشاطه وترشحه. وفي هذا السياق يختم الزعتري بالقول: "إنّ أكثر ما شجّعني هو تفاعل الناس الكبير".
المصدر: نداء الوطن
الكاتب: إيفانا الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|