كيف تُقرش القوات فوزها البلدي؟
ينشغل حزب القوات اللبنانية هذه الايام بالارقام والاصوات التجييرية للوائح الاستحقاق البلدي الذي تخوضه معراب في مختلف الدوائر الانتخابية في لبنان، سعياً منها الى تسجيل رقم قياسي لعدد الناخبين المسيحيين المؤيدين لخط معراب.
في دوائر جبل لبنان والشمال وصولاً الى عكار نجح حزب القوات باقصاء التيار الوطني الحر عن عدد من المجالس البلدية لاسيما في مناطق أساسية متحالفاً مع قوى مستقلة، في حين فضّل التيار في بعض القرى الذهاب نحو الاستحقاق الاختياري. يريد حزب القوات الامساك بالمجالس البلدية بعد أن لمس أهميتها على الاستحقاقات الاخرى وأبرزها الاستحقاق النيابي، وهو ما استفاد منه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في السنوات السابقة عندما سيطر على عدد كبير من المجالس البلدية لاسيما في الجديدة وجونية، فيما انكفأ حزب القوات لاسباب عدة أبرزها التمدد العوني في تلك الفترة نتيجة الظروف التي صبّت لصالح التيار وخطه السياسي.
في انتخابات 2025 البلدية يبدو أن الدفة المسيحية مالت الى حد كبير نحو خيارات القوات اللبنانية، فلمس الرأي العام اللبناني وحدة موقف قواتي حازم في الانتخابات حيث شددت معراب على ضرورة الالتزام والا استرجاع بطاقة المحازب ومعاقبته، وهو ما ظهر جليا في عدد من البلدات في جبل لبنان والشمال. كما حرص حزب القوات على التصويت بلوكات للوائح تعتبر حليفة أو انتخاب اسم المختار المدعوم من القوات حصرا في القرى التي يتواجد فيها أكثر من مختار مدعوم من قوى سياسية أخرى. في هذه العملية الحسابية يرى حزب القوات اللبنانية أن الوقت قد حان للبدء بفرز الاصوات المسيحية وتقريشها استعدادا لاستحقاق الـ 2026 النيابي حيث تُعتبر المجالس البلدية مفتاحا انتخابيا مهما يساعد على تجيير الاصوات الى اللوائح المدعومة من حزب القوات اللبنانية. وبعد الاستحقاق البلدي في القرى يتطلع حزب القوات الى معركة رئاسة الاتحادات البلدية في المناطق المسيحية، وفي هذا الاطار تسعى معراب الى سحب بعض رئاسات الاتحاد من يد التيار الوطني الحر. وتشير أوساط مطلعة الى أن حزب القوات بات لديه القدرة التجييرية الكبيرة لتجيير أصوات المسيحيين ويُسجل خطرا على التيار الوطني الحر لاسيما رئيسه النائب جبران باسيل الذي قد يعيد حساباته ويتراجع عن الدخول في المنافسة النيابية المقبلة، اذ يدرس الرجل أرقامه وتحالفاته قبل اتخاذ اي قرار بهذا الشأن.
في حزب القوات ثمة من يدفع باتجاه المواجهة الشاملة في الاستحقاقات المقبلة ضد التيار الوطني الحر، حيث يعمل هؤلاء على خوض اي استحقاق انتخابي مرتبط بالثقل الشعبي أو النقابي للحزب، ويؤكد هؤلاء أن المرحلة المقبلة هي مرحلة القوات اللبنانية الساعية الى تثبيت وجودها أكثر على حساب الاحزاب السياسية المسيحية او القوى الاخرى المستقلة لتواكب صورة العهد الجديد والنمط التغييري في المنطقة والقريب أكثر من خطاب حزب القوات.
ولكن في المقابل، ثمة مقاربة أخرى مخالفة لمقاربة القوات وهي تلك التي تتحدث عن القوة الناعمة التي كان يمثلها النائب السابق وليد جنبلاط والتي كان لها التأثير الاكبر على الساحة السياسية وظل يتحكم بخارطة التحالفات بكتلة لا تتجاوز السبعة نواب فيما يراكم حزب القوات عدد نوابه عند كل استحقاق ولكنه يبقى بعيدا عن غرفة قيادة العمليات السياسية على الساحة الداخلية، أما السبب فمردّه بحسب المطلعين الى البرودة القواتية مع الشريك الآخر على الساحة السياسية وتحديدا الشارع السني أو الخلافات الجوهرية مع المكوّن الشيعي وهو ما استفاد منه التيار الوطني الحر وتمكّن من احداث خرق كبير في المعادلة السياسية.
علاء خوري -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|