داخل الغرفة المُغلَقَة... ترامب لمسؤولين خليجيين: تحضّروا لزمن ما بعد إسرائيل؟
وسط أجواء جيوسياسية وأمنية وعسكرية مختلفة جذرياً عن تلك التي كانت سائدة في الشرق الأوسط خلال زيارته السابقة في عام 2017، يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات وقطر.
الصراعات الوجودية
ففي 2025، لن تكون زيارة الرئيس الأميركي الخليجية مجرد حركة لتعزيز الاستثمارات وتوقيع اتفاقيات تؤسّس لتجديد الشراكة الاستراتيجية، ولا للتعاون الأمني ومناقشة ملفات إقليمية، حصراً، بل محطة قد تعيد خلط أوراق العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات والعقود القادمة، على ضوء عالم ما بعد الصراعات الوجودية التي عصفت بالدول كافة، خلال السنوات الأخيرة.
مراتب الى الوراء...
وانطلاقاً مما سبق، يرى مراقبون أن منتدى الأعمال الأميركي - السعودي، وتطوير التعاون والاستثمار التكنولوجي وشراكات المال والأعمال... الأميركية - السعودية، والأميركية - الخليجية، قد تؤسس لعصر ما بعد إسرائيل في أميركا، وفي فكر السياسة الأميركية مستقبلاً، وذلك لصالح علاقات وسياسات أميركية - شرق أوسطية مبنية على قواعد مختلفة عن الماضي، وهو ما قد يعني تراجع مرتبة إسرائيل الى الدرجة 2 أو ربما 3 و4، وما دون ذلك بكثير ربما، في "أجندة" الرؤى الأميركية للشرق الأوسط، مع مرور الوقت.
ما نقوله هنا ليس مربوطاً بمساعي وقف إطلاق النار الآنية في قطاع غزة، ولا بفرص نجاح أو فشل الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية، اليوم أو غداً أو بعد غد، بل بعالم يوجّه نفسه نحو واقع جديد، بقواعد جديدة في كل شيء، بعيداً من كل قديم.
ما بعد إسرائيل
فإعادة رسم ملامح الاقتصاد الأميركي ليُصبح أكثر انسجاماً مع التطورات الحديثة، تحتاج الى الاستثمارات الخليجية الضخمة في التكنولوجيا الأميركية، والى توسيع نطاق وصول دول الخليج كمراكز تكنولوجية رائدة، الى أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة.
كما أن الذكاء الاصطناعي والاستثمارات التكنولوجية الضخمة، باتت هي الأداة الأساسية للنفوذ الجيوسياسي المستقبلي، وصارت هي التي ترسم وتقود التحالفات الإقليمية والدولية، وتحويلها من مكان الى آخر، أو تعميقها هنا وهناك.
وكل ما سبق ذكره، سيؤسس بحسب أكثر من مُراقِب لزمن ما بعد إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية، وفي السياسة الأميركية الخارجية، سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو على امتداد العالم.
حليف دائم... ولكن...
لم توافق مصادر واسعة الاطلاع على أن "هناك عصراً لما بعد إسرائيل في صُلب السياسة الأميركية. فهي (إسرائيل) حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية الى الأبد. ولكن الأميركيين لن يقبلوا ولا في أي يوم من الأيام، بأن يقوم الإسرائيليون بأدوار أكبر من حجمهم".
وأكدت لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا شركاء لواشنطن على حساب تل أبيب. فمكانة إسرائيل لم تتغيّر مع مرور الزمن، ومنذ وقت بعيد، وذلك رغم أن دولاً مثل إيران وتركيا والسعودية لطالما كانت شريكة للولايات المتحدة الأميركية".
وختمت:"لن تتراجع إسرائيل الى المراتب الأدنى في سُلَّم الاهتمام والفكر الأميركي، بالمقارنة مع الشركاء الآخرين لواشنطن. ولكن ضابط الإيقاع في علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل هو أن أميركا هي التي تحتلّ المرتبة الأولى، وليس العكس. فواشنطن تتّبع تلك القاعدة مع كل البلدان، وصولاً الى أكبر دول أوروبا، وروسيا، والصين، ولا أحد يمكنه أن يمارس صاحب الدور رقم 1 عليها، في علاقته بها".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|