الرصاص الطائش سيتنقّل من الشمال إلى البقاع وبيروت!؟
في بلدٍ شعبه لا يعرف كيف يفرح من دون أن يؤذي نفسه، ولا كيف يمارس حقوقه دون أن يسقط له ضحايا، تحوّل امس شماله من صناديق للاقتراع في الانتخابات البلدية للتعبير عن الرأي إلى صناديق أشبه بتوابيت، فبدلاً من أن يكون يوم الأحد عرساً ديُمقراطياً، تحول إلى مسرح للفوضى والدماء، ما يشير بشكل فاضح الى عمق الخلل البنيوي سياسيّاً واجتماعيّاً، وذلك بعد عشرات الإشكالات الأمنية والادارية التي وقعت في مراكز الاقتراع.
فيما الحادثة المأساوية كانت في عكار، حين وثّق أحد الآباء أجواء إطلاق النار العشوائي إحتفاءً بالفوز خلال بث مباشر عبر حسابه على فايسبوك، فدوّى فجأة الصراخ داخل منزله – في عين الدهب في عكار، ليتبين بعدها أنّ ابنه قد أُصيب برصاصة طائشة أُطلقت في الهواء، ما لبث ان فارق الحياة، كذلك تكرر مشهد مماثل في طرابلس حيث كان الرصاص القاتل سيد الموقف بلا منازع، في ظاهرة لم تشهد المدينة وأهلها مثيلاً، والتي لم يسلم منها الاعلام حيث طال الرصاص سيارة تابعة لفريق عمل المؤسسة اللبنانية للارسال، وقد اصيبت الزميلة ندى اندروس.
ويتخوف المسؤولون السياسيون والامنيون، أن يتكرر سيناريو الرعب نفسه في إنتخابات البقاع وبيروت الاحد المقبل، لا سيما في المناطق الساخنة كبعلبك والهرمل وبعض احياء العاصمة، فتتعالى أصوات الرصاص العشوائي في سماء تلك البلدات والمناطق، عند كل مناسبة معينة فتتحول الافراح إلى مآتم محتملة، ومسببةً حالة من الرعب والقلق الدائمين لدى ساكنيها وسكان المناطق المجاورة.
وفي حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، عبّر مسؤول أمني بارز، عن قلقه من الرصاص الطائش، اذ سماه بـ"الرصاص الإرهابي" في حق جميع اللبنانيين من كل المناطق والطوائف والطبقات الاجتماعية والانتماءات السياسية، مُعلناً أن قوى الامن والجيش سوف يقومون بأكثر من واجبهم خلال انتخابات البقاع وبيروت والجنوب، لكن ذلك غير كافٍ، كَوْن المجتمع هو ايضا من يتحمل المسؤولية الاكبر.
ودعا المسؤول الامني عينه المواطنين خلال المراحل الإنتخابية المتبقية والتي تنتهي في اواخر أيار الجاري، الى التبليغ عن كل مطلق نار، لأنه يرتكب جريمةً يعاقب عليها القانون، ويتسبّب في بث الرعب والفزع، بالإضافة إلى ما يخلّفه من إصابات وأحياناً وفيات مؤسفة كما حصل امس في الشمال، فضلاً عن الأضرار المادية التي تلحق بالممتلكات العامة والخاصة، معتبراً أن من يرفعون السلاح عشوائياً ليسوا رجالاً بل هم ناقصون.
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|