مؤتمر لـ"اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات" في نقابة الصحافة
"الخطوط الحمراء" تُنذر بنسف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران
رأى خبراء استراتيجيون ومختصون في العلاقات الدولية، أن الجولات المقبلة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، تتطلب أن تكون المباحثات مباشرة في ظل "خطوط حمراء" يضعها الطرفان تهدد بنسف المفاوضات.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجولات القادمة قد تكون "مهددة" في ظل ما هو منتظر من الخوض في مصطلحات "الخطوط الحمراء" التي ستكون متبادلة بين الجانبين والتي سيكون الغرض منها أن يعلي كل طرف حجم المكاسب التي يستهدفها على حساب الآخر؛ وهو ما يمكن أن يتحول إلى ضغوط تمارس سواء من جانب إسرائيل تجاه واشنطن أو من خلال "الحرس الثوري" الإيراني على جانب التفاوض الإصلاحي؛ ما يهدد جميع الجولات السابقة وما تم إحرازه.
ويأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في سلطنة عمان بـ"المشجعة" ، وأنها اتسمت بالطابع المباشر وغير المباشر، واستمرت لأكثر من 3 ساعات.
في حين أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن المواقف الإيرانية الأمريكية "أصبحت أقرب إلى حد ما"، بعد جولة المفاوضات الأخيرة التي كانت أكثر جدية وصراحة من الجولات الثلاث السابقة" وفق تعبيره، مبينا أنه أصبح لدى الجانبين فهم أفضل لمواقف بعضهما، وقد تم مناقشة العديد من القضايا الخلافية، وأصبحت المواقف أقرب إلى حد ما، ويمكن تقييم المفاوضات على أنها في تقدم".
ويقول الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، إن ترامب يدرك أن إيران لن تتنازل عن برنامجها النووي ولكن من الممكن الذهاب إلى مسافة وسط تتعلق بالإبقاء عليه مع نزع أدواته العسكرية التي تمنع وتحظر إمكانية الوصول إلى إنتاج قنبلة نووية، وهو ما يعتمد في المقام الأول على منع امتلاك طهران أدوات تجعلها قادرة على التخصيب بالقدر الذي يجعلها قادرة على إنتاج قنبلة نووية أو أسلحة محملة برؤوس نووية، وفي الوقت نفسه، أن يكون هناك أوجه مختلفة للمراقبة تكون من خلالها واشنطن في قلب متابعة المنشآت الإيرانية.
وأضاف رمالي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأمور المتعلقة باليورانيوم المخصب وأن يكون البرنامج النووي لأغراض سلمية فقط هي نقاط تتراوح مناقشتها في المراحل الأخيرة مع الانتقال بين الجانبين على التفاوض حول نقاط لها قدر كبير بجوانب تخص مكاسب اقتصادية واستراتيجية تحققها الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، والحزم الاقتصادية التي تتمسك بها طهران فيما يتعلق بالعقوبات وفك الأرصدة المجمدة والتصرف في الوقود الإيراني تجاريا.
وأوضح رمالي أن الجولة الرابعة كانت على نحو كبير للتهدئة والتأكيد على التمسك بنجاح المباحثات في ظل ما أحيط من ضغوط مستمرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ترامب ومحاولة الذهاب إلى ضرب مشهد التفاوض الذي كلما تحرك من جولة إلى أخرى تجاوز عقبات ودخل إلى مراحل أكثر استقرارا.
ولكن وقف رمالي عن ما هو منتظر في المرحلة المقبلة من الخوض في مصطلحات "الخطوط الحمراء" التي ستكون متبادلة بين الجانبين والغرض منها هو أن يعلي كل طرف بالمكاسب التي يستهدفها أمام الآخر، وهو ما يمكن أن يتحول إلى ضغوط تمارس سواء من جانب إسرائيل تجاه واشنطن أو من خلال "الحرس الثوري" الإيراني على جانب التفاوض "الإصلاحي"؛ مما يهدد جميع الجولات السابقة وما تم إحرازه.
من جانبه، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، نبية واصف، أن الوصول إلى جولة رابعة أمر إيجابي ولكن الجولات المقبلة ستكون فاصلة ومازال الخطر بتهديد الوصول إلى اتفاق أمرا قائما، مدللا على ذلك، بما جرى من تأجيل الجولة الأخيرة ، في ظل تمسك ترامب فجأة بتطبيق كل شروطه المعلنة التي أطلقها قبل المباحثات والتي تم حلحلة جوانب منها في الجولتين الأولى والثانية في مقابل أن إيران تعود لفتح نقاط يكون تم النقاش فيها والوصول إلى توافق حولها قبل ذلك.
ويرى واصف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجولات المقبلة تتطلب أن تكون المباحثات مباشرة في غرفة واحدة وجها لوجه بوجود الوسيط العماني ودون تبادل العروض ما بين الغرف المنفصلة بالشكل الذي يجري حاليا، مشيرا إلى أن ذلك سيقصر الكثير من المسافات والوقت، والتعامل بتفاوض مباشر بعد الوصول إلى هذه الدرجة من مراحل المباحثات، قد يقود إلى اتفاق بوتيرة أسرع.
وأشار إلى أن المباحثات المباشرة ستتعامل بشكل إيجابي مع نقاط مازالت عالقة، في وقت تذهب فيه طهران تارة بين تسليم اليورانيوم المخصب كاملا لدولة محايدة وتارة أخرى أن تبقي جزءا منه وتارة تريد اتفاقا مشابها لاتفاق 2015 ، في حين أن ترامب هو الآخر يستخدم العقوبات في التلويح بين مقدار ما يتم رفعه وما يمكن أن يفرض مجددا.
وبين واصف أن المرحلة الفنية مازالت قائمة بتفاصيلها الدقيقة وستصل بالمفاوضات إلى تأجيلات أخرى طالما هي ضمن إطار المباحثات غير المباشرة ، في حين أن الجلسات المباشرة سيكون لها انعكاسات سواء في حوافز جديدة متبادلة من الممكن أن تطرح، أو تقريب لوجهات نظر في بعض البنود التفصيلية العالقة.
وختم قائلا إن النقاشات الفنية الدقيقة لا تتحمل هذا الجانب من الضغط السياسي أو المراوغة، ومن المفترض أن تكون هناك خطوط عريضة تفاوضية بين الجانبين موضوعة في الجولتين الأولى والثانية قبل الذهاب الى هذه الجولات الحاسمة حتى لا يتولد أي صدام في هذه المرحلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|