مكتب وزير الدفاع: الجيش سيعمل على ملاحقة مطلقي النار وتوقيفهم
النافعة في معركة الإصلاح: هل تنجح ثلاثية عون– الحجار– عبدالله في كسر الحلقة الفاسدة؟
منذ أن تمّ انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، شهد اللبنانيون تحوّلاً في الخطاب الرسمي: وعود بالشفافية، وإصرار على الإصلاح، ونيّة صريحة لوضع حدّ للفساد المستشري. قالها بوضوح في خطاب القسم: "لن أساير ولن أُغطّي"، واضعًا معيار الكفاءة والنزاهة فوق كل اعتبار، في بلدٍ أنهكته الزبائنية الطائفية والمحسوبيات السياسية. لكنّ الجميع يُدرك أن الرئيس عون لا يحمل عصاً سحرية، وأنّ تركة العهد السابق ثقيلة، مليئة بالارتكابات التي أوصلت الدولة إلى حافة التفكك والانهيار.
فما زرعه العهد السابق من فوضى، واستباحة للمؤسسات، وسوء إدارة ممنهج، لا تزال نتائجه الكارثية تتجلّى كل يوم. لقد شهدنا في تلك المرحلة انهيارا متسارعا للمؤسسات من الداخل، بفعل التدخلات السياسية، وتكريس المحسوبيات، وغياب المحاسبة، حتى تحوّلت الإدارات العامة إلى مسارح للرشوة ومراتع للفساد. وإن هيئة إدارة السير، لاسيما مصلحة تسجيل السيارات (النافعة)، كانت النموذج الأوضح: فساد مستشرٍ، رشى معلنة، شبكات محمية، وابتزاز للمواطن في كل معاملة.
إلى جانب ذلك، جاءت ملاحقات قضائية شعبوية استعراضية، قادتها قاضية مرتبطة بخط سياسي معروف، استُخدمت قراراتها كسلاح سياسي، لا كأداة عدالة. وقد أدّت هذه القرارات إلى إقفال مؤسسات الدولة الأساسية فقط في جبل لبنان، حيث الوجود المسيحي الأكبر، في استهداف واضح لما تبقّى من حضور مسيحي في الإدارة، تحت شعارات براقة ولكن مدمّرة. كانت النتيجة شللاً عاماً، لا تحقيق عدالة، ولا تطهير فساد، بل مجرد فوضى منهجية قضت على ما تبقّى من هيكل الدولة.
ورغم هذا الخراب، بقيت مؤسّسة قوى الأمن الداخلي صامدة في وجه الانهيار. وبرغم الأزمة المالية الخانقة، التي أرهقت العسكريين والضباط وأضعفت رواتبهم الشهرية. ظلّت هذه المؤسسة وفية للدولة، متمسّكة بالقانون، ورافضة أن تتحوّل إلى أداة في يد أي جهة سياسية. ولعلّ هذا الثبات لم يكن ممكناً لولا وجود قيادة جديدة برئاسة اللواء رائد عبدالله، تُعيد ترميم ما هُدّم، وتُثبت أن قوى الأمن ليست تابعة لعهد، بل لمبدأ الدولة بحدّ ذاتها.
اليوم، من بوابة رئاسة هيئة إدارة السير، يُعاد اختبار هذه الإرادة. فهذه الإدارة، التي تُدار حالياً بالتكليف من قبل محافظ بيروت، تنتظر تعيين رئيس جديد يعيد إليها شيئاً من المهنية والفعالية. وكالعادة، ظهرت الضغوط السياسية والطائفية، ومحاولات فرض أسماء من قبل نواب وجهات متنفّذة. لكن حتى الآن، أصرّ الرئيس جوزاف عون ووزير الداخلية العميد أحمد الحجار ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله على عدم الخضوع لأي تسوية، واضعين الكفاءة والسيرة النظيفة كشرط أساس لأي تعيين.
في هذا السياق، تمّ تكليف العميد نزيه قبرصلي (دورة 1995) برئاسة مصلحة تسجيل السيارات. وهو ضابط مشهود له بالنزاهة والشفافية، بحسب شهادة وزير الداخلية نفسه، وله سجل نظيف وخبرة متراكمة في الإدارة. وإذا تقرّر تعيين رئيس جديد لإدارة هيئة السير من الطائفة الأرثوذكسية، فهناك عدد من الضباط الأعلى رتبة من العميد قبرصلي، يمكن النظر في أسمائهم وسيرهم الذاتية، أبرزهم:
• العميد الياس يونس (دورة الحربية 1994 – الترتيب 16)
• العميد ربيع مجاعص (دورة الحقوقيين – الترتيب 21)
• العميد ايلي البيطار (ضابط إداري – الترتيب 36)
روجيه ابو فاضل -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|