قطع اتصالات وإلغاء زيارات.. توترات تل أبيب وواشنطن تصل ذروتها

ما كان يُعتقد أنه "تحالف غير قابل للكسر" بين تل أبيب وواشنطن، يبدو اليوم أنه يعيش تصدعات غير مسبوقة؛ فمع تسارع الأحداث بلغ التوتر بين الجانبين ذروته: اتصالات مقطوعة، زيارات ملغاة، واتفاقات تُصاغ بصمت مقلق.

المؤشرات كثيرة والبداية مع خبر إلغاء وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث زيارته المقررة لتل أبيب، والذي جاء على لسان القناة 7 العبرية، تزامنًا مع قرار ثلاث شركات طيران أميركية وقف رحلاتها إلى إسرائيل. خطوة قرأها كثيرون كرسالة سياسية واضحة، جاءت بعد تقارير أفادت بأن الرئيس دونالد ترامب بصدد طرح خطة لغزة دون تنسيق كامل مع إسرائيل.

صحيفة "يسرائيل هيوم" كشفت أن ترامب يتعمد تهميش نتنياهو لإعادته إلى "المسار الصحيح". لكن الأمور تصاعدت أكثر عندما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ترامب قطع الاتصال بالكامل مع نتنياهو، بعد تسريبات حول محاولات الأخير التواصل مع نواب جمهوريين لإحباط اتفاق نووي مرتقب مع إيران.

وفي خطوة غير معتادة دبلوماسيًّا، اجتمع ترامب مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر -وهو من أقرب المقربين لنتنياهو- لمناقشة الملف النووي الإيراني والحرب في غزة، لتسارع مصادر مطلعة بالقول، لـ موقع "أكسيوس"، إن اللقاء لم يكن بروتوكوليًّا، بل محملا برسائل مباشرة، خاصة بعد أن قيل لديرمر: "ترامب لا يكره شيئًا أكثر من أن يشعر أنه يتعرض للتلاعب… ونتنياهو فعل ذلك".

وقبل هذه التوترات السياسية فقد تلقت تل أبيب صدمة بعد القرار الأمريكي حول وقف الضربات على الحوثيين وبدء مسار تفاوضي معهم لا يشمل إسرائيل، في خطوة اعتُبرت في تل أبيب تنازلاً استراتيجيًّا يُفكك أُسس التحالف التاريخي، ويترك إسرائيل بمفردها في مواجهة تهديدات الجنوب اليمني.

رغم حجم التطورات، فضّل نتنياهو وحكومته الصمت لكن في المقابل شنت المعارضة هجومًا عنيفًا، متهمةً إياه بتقويض موقف إسرائيل الإقليمي وتضييع النفوذ داخل واشنطن مما يشير إلى أن ما يجري ليس أزمة عابرة بين شخصين، بل تحول استراتيجي قد يعيد رسم ملامح العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويطرح سيناريوهات لم تكن مطروحة من قبل..