المتروبوليت اسكندر: البابا لاوون الرابع عشر خَبِرَ دروب الفقر

قال رئيس أساقفة صور للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر في افتتاحية صباحية لمناسبة انتخاب البابا لاوون الرابع عشر: «طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون» (متى 5: 9). في هذا الصباح المشرق بندى الرجاء وأجراس الفجر، تُبحر سفينة الكنيسة الكاثوليكية في بحر التاريخ على أجنحة الروح القدس، وقد رُفع شراعها مجددًا بقيادة راعٍ جديد اختاره الرب بيده: قداسة البابا لاوون الرابع عشر، الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، ابن شيكاغو وابن الرسالات، الذي خبر دروب الفقر وأزقة المعاناة يوم حمل إنجيل المحبة إلى مهاجري البيرو وأطفالها البسطاء".

أضاف: "في أمسية لم يعرف فيها ميدان القديس بطرس إلا صمت الصلاة وترقّب القلوب، أطلّ الحبر الأعظم بكلمة حملت عبق القيامة وندى الأمل، مستهلًّا خطابه بتحيّة المسيح القائم: «السلام عليكم جميعًا»... تلك الكلمة التي تخترق جدران الخوف، وتفتح أبواب الرجاء في زمن يحتاج فيه العالم إلى سلام لا تصنعه الأيادي وحدها، بل تولده القلوب المتصالحة مع الله ومع الإنسان".

تابع:"قداسة البابا لاوون الرابع عشر، بحكمته الهادئة ونظرته الإنسانية العميقة، دعا بالأمس إلى أن يكون الغد مختلفًا إلى بناء الجسور حيثما علت الجدران، وإلى لقاء الوجوه حيثما فرّقت الحروب الطرق. ذكّرنا أن الكنيسة ليست حصنًا مغلقًا بل بيتًا مفتوحًا، يضيء قناديله لكل تائه، ويفتح نوافذه لرياح الرحمة تُنعش من أعياه المسير. أيها الأحباء، ها نحن أمام صفحة جديدة تُكتب بماء الروح، وها هي رايات الكنيسة تخفق مجددًا فوق أسوار الرجاء. فلنحمل معًا هذه الدعوة، ولنجعل من صلواتنا جسورًا، ومن قلوبنا مذابح حبّ ترتفع منها البخور من أجل إنسانٍ مجروح، وعالمٍ عطِشٍ إلى العدالة والسلام".

ختم: "دعونا اليوم، كما طلب قداسة البابا في ختام كلمته، نرفع أنظارنا معًا إلى أمّنا العذراء مريم، ملتمسين شفاعتها، سائلين الرب أن يُبارك هذه المسيرة الجديدة، ويجعل من راعي الكنيسة الجديد صوت سلام في عالم مضطرب، وبلسمًا لجراح المظلومين والمنكسرين. يا ربّ السلام، بارك لنا هذا العهد الجديد، وأرسل روحك ليجدّد وجه الأرض! صباحكم سلام، وأيامكم أعياد رجاء".