فضيحة في "سيدروس بنك": مديرة تختلس ملايين الدولارات والمصرف يردّ!
إسرائيل تهدد إيران وتقسو على لبنان… بابا أميركي للعالم

قرّرت إسرائيل أن ترفع منسوب التحدي. فبينما كانت مؤشرات الحوار بين واشنطن وطهران تتقدّم، وتلوح في الأفق ملامح صفقة إيرانية – أميركية تعيد طهران إلى قلب الاقتصاد العالمي، أطلقت تل أبيب جرس الإنذار: لا تسويات من دوننا، ولا أمن في غيابنا.
وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس لم يكتفِ بالتصعيد الكلامي، بل رسم بوضوح خريطة الأهداف المقبلة، من غزة إلى بيروت، ومن صنعاء إلى طهران. “ما فعلناه بحماس وحزب الله سنفعله بإيران”، قالها بصراحة فجّة، مؤكداً أن زمن الحروب بالوكالة انتهى، وأن إسرائيل تستعد لمرحلة المواجهة المباشرة.
ترافق ذلك مع سلسلة غارات عنيفة على منطقة النبطية في جنوب لبنان، استخدمت فيها إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات، هي نفسها التي استُخدمت سابقاً في اغتيال حسن نصر الله وهاشم صفي الدين خلال حرب 2024، في تذكير دامٍ بأن الجبهة اللبنانية هي دائماً الساحة الأسهل والأكثر هشاشة لرسائل الحرب الكبرى. 14 غارة على دفعتين، ذعر في المدارس، قتيل وجرحى، وشوارع مقطوعة… مشهد حرب مكتمل بلا إعلان رسمي. ولم تكتفِ إسرائيل بالقصف، بل لجأت أيضاً إلى الحرب النفسية عبر إلقاء منشورات على شكل عملات مزيفة في بلدة الناقورة، تحرّض على “حزب الله”.
لكن التصعيد العسكري لا يمكن فصله عن الانفجار السياسي الصامت داخل المعسكر الأميركي – الاسرائيلي. فبينما يسوّق بنيامين نتنياهو لحرب شاملة، تكشف إذاعة الجيش الاسرائيلي عن فتور خطير في العلاقة مع أقرب حلفائه. مقربون من دونالد ترامب أبلغوا الوزير الاسرائيلي رون ديرمر أن الرئيس الأميركي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو، مؤكداً أنه يرفض أن يبدو وكأنه يُدار أو يُستَغفل من أحد. محادثات ديرمر مع الجمهوريين لم تُجدِ نفعاً، وغطرسته، بحسب المسؤولين، باتت عبئاً على العلاقة.
هذا الانكشاف السياسي يزيد من ارتباك تل أبيب، التي لطالما تفاخر قادتها بأنهم أصحاب النفوذ في واشنطن، فيما تبدو الآن خارج غرف التفاهمات الكبرى. ولهذا، لا تجد سوى التصعيد وسيلة لإعادة تموضعها، وفرض نفسها على طاولة لم يُطلب منها الجلوس إليها.
التصعيد الاسرائيلي يتزامن مع تسريبات متتالية عن تقارب أميركي – إيراني، وإشارات إيجابية بشأن الملف النووي، بما في ذلك تهدئة في البحر الأحمر وإحياء الحوار غير المباشر عبر وساطات خليجية. وتقول واشنطن إن إيران قد تملك طاقة نووية مدنية، لا عسكرية، وإن المفاوضات “جيدة حتى الآن”. أما تل أبيب، فترى في كل ذلك تهديداً مضاعفاً: تسويات من دونها، وصفقات تُمنح للخصم من دون أن تتكفل بإضعافه.
وفي ذروة هذا التشابك، جاء حدث روحي – سياسي يحمل دلالات عميقة: انتخاب أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. روبرت بريفوست، الكاردينال القادم من شيكاغو، ارتقى إلى الكرسي الرسولي تحت اسم ليون الرابع عشر، في لحظة بدت وكأنها إعلان رمزي عن اكتمال الإمساك الأميركي بالسلطة الروحية أيضاً، لا السياسية فقط. الفاتيكان اليوم يتحدث بلكنة أميركية، بالتوازي مع مفاوضات تقودها واشنطن، وحروب تُدار في غيابها.
هكذا، تُغلق الدوائر: إسرائيل تقصف وتتوعد، لبنان يدفع الثمن، إيران تفاوض، أميركا تُفاوض وتُنتخب روحياً، ونتنياهو يقف على الهامش. وبين الحبر الأعظم وغبار القنابل، يبدو الشرق الأوسط كأنه يعيد رسم خرائطه بين الصليب، والصواريخ، وطاولة المفاوضات.
جولة سلام البقاعية
بينما كانت الطائرات الاسرائيلية تشنّ سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان وتحاصر النبطية بزنار من النار، كان رئيس الحكومة نواف سلام يجول في البقاع، ومن هناك، أكد أن “الانتهاكات الاسرائيلية يجب أن تتوقف بأسرع ما يمكن”، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل كل الجهود الديبلوماسية الممكنة لوقف هذه الأعمال، ومطالباً بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
وخلال تفقده معبر المصنع، شدد سلام على أن “المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها – أمنياً ولوجيستياً – يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها”.
كما رأى أن “معبر المصنع، بصفته منفذاً حيوياً للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية”، كاشفاً أن العمل جارٍ لتركيب أجهزة تفتيش متطورة (سكانرز) في أقرب وقت ممكن، لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية براً بشكل قانوني ومنظم.
وأضاف: “هذا المعبر يجب أن يتحول من نقطة ضعف إلى رمز لحيوية الدولة ومصداقية إدارتها. الإصلاح يبدأ من هنا، من استعادة الدولة الكاملة لإدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذاً للفوضى والتجاوز”.
خرائط فرنسية
في موازاة التحركات الحكومية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، الذي سلّمه نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية – السورية، وذلك بناءً على طلب لبنان، ووفاءً بالوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة إلى باريس.
وتأتي هذه الوثائق في إطار دعم باريس للبنان في عملية ترسيم حدوده البرية مع سوريا، بما يعزز موقفه التفاوضي ويكرّس سيادته على أراضيه.
عون في مصرف لبنان: استعادة الثقة ومواجهة التدخلات
في السياق الاقتصادي، زار رئيس الجمهورية مصرف لبنان، حيث عقد اجتماعاً مع الحاكم كريم سعيد ونوابه، في إطار جولة رسمية على المؤسسات المالية والنقدية.
وأكد عون خلال الاجتماع أن “مسؤوليتكم كبيرة لإعادة ثقة الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وفي حماية العملة الوطنية”، مشدداً على أن “العمل بشفافية بعيداً من التدخلات السياسية يُساهم في مسيرة النهوض الاقتصادي”.
أما الحاكم سعيد فشدد على أن “مصرف لبنان سيحافظ على استقلاليته ونزاهته، وسنعمل على حمايته من أي تدخلات، أياً تكن الجهة التي تصدر عنها، وسنعتمد على القوانين لتحقيق مصلحة لبنان”.
المرصد البلدي
قبل يومين فقط من موعد المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، تشتد المنافسة في الشمال وعكار، فيما تستمر المعارك السياسية والإنمائية بالتوازي مع تفاهمات أو انقسامات واضحة على مستوى اللوائح.
في محافظة عكار، بلغ عدد المرشحين للمجالس البلدية والاختيارية 3569 مرشحاً، وفازت 44 بلدية بالتزكية، بينما بلغ عدد المخاتير الفائزين بالتزكية 48 مختاراً.
أما في بيروت، فلا تزال المعركة محتدمة، وتشير معطيات موقع “لبنان الكبير” إلى تشكّل أربع لوائح رئيسية حتى اللحظة:
- اللائحة الأولى: بقيادة النواب بولا يعقوبيان، إبراهيم منيمنة، وملحم خلف، بالتحالف مع “الكتلة الوطنية”، وتحمل اسم “بيروت مدينتي”.
- اللائحة الثانية: يقودها النائب نبيل بدر بالتعاون مع “الجماعة الاسلامية”، ولا تزال قيد الاستكمال.
- اللائحة الثالثة: تقودها رولا العجوز، وتقول إنها مدعومة من جمعية “المقاصد”، لكن لم يُعلَن بعد رسمياً عن الجهة الداعمة.
- اللائحة الرابعة: جامعة للقوى السياسية التقليدية، وتضم: “القوات اللبنانية”، “الكتائب”، “التيار الوطني الحر”، “الطاشناق”، النائب فؤاد مخزومي، جمعية “المشاريع” (الأحباش)، إلى جانب “حزب الله” وحركة “أمل”.
في البقاع الغربي، وبعد إقفال باب الترشح، تم تسجيل 773 ترشيحاً للمقاعد البلدية البالغ عددها 402، و191 ترشيحاً عن مراكز المخاتير وعددها 83 مركزاً اختيارياً، على أن يُجرى الاستحقاق في 27 بلدة من أصل 31.
أما في قضاء الهرمل، فبلغ عدد المرشحين إلى المقاعد البلدية 225 مرشحاً في 8 بلديات يتنافسون على 114 مقعداً بلدياً، بينما بلغ عدد مرشحي الانتخابات الاختيارية 151 مرشحاً يتنافسون على 63 مقعداً، في حين فاز 16 مختاراً و14 عضواً في المجالس الاختيارية بالتزكية.
وفي قضاء زحلة، بلغ عدد المرشحين للانتخابات البلدية 977 مرشحاً، وللانتخابات الاختيارية 341 مرشحاً، ويتنافسون على عضوية 66 هيئة اختيارية.
هكذا، ينقسم المشهد اللبناني بين جبهات مشتعلة وقنابل خارقة، ومساعٍ حكومية لترسيخ القانون على الحدود وفي الادارات، وبين صندوق اقتراع قد يعيد ترتيب المشهد المحلي… وربما الوطني.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|