فضيحة في "سيدروس بنك": مديرة تختلس ملايين الدولارات والمصرف يردّ!
تحوّلٌ لافت وظاهرة: الأمان هو الأولوية القصوى
في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة في لبنان، يبرز تحوّلٌ لافت في سلوك المستهلكين، يتمثل في تفضيل التعامل مع السكان المحليين أو أبناء المنطقة في قطاعات الخدمات المختلفة، على حساب العمالة الأجنبية التي كانت سائدة في فترات سابقة. هذا التفضيل بات عنصراً حاسماً في كسب ثقة الزبائن، لا سيما في المهن التي تتطلب دخول المنازل أو التعامل المباشر بشكل متكرر، مثل خدمات توصيل الطلبات.
في بعبدات، تتجسد هذه الظاهرة بوضوح في قصة الشاب طارق، الذي لم يعد يرتدي زي وظيفته السابقة، بل أصبح وجهاً مألوفاً في شوارع البلدة على دراجته النارية، مقدماً خدمة توصيل لا تعتمد فقط على السرعة، بل على الثقة المحلية أيضاً.
يعمل طارق حالياً كعامل توصيل، وهو نموذج بات ينتشر بشكل واسع بين الشباب اللبناني. يوضح طارق لـ"نداء الوطن": "الأمر لا يتعلق فقط بتوصيل طلبات المطاعم عبر التطبيقات. الناس هنا يحتاجون لتوصيل أي شيء: دواء من الصيدلية، أغراض من الدكان، مستلزمات من السوبر ماركت، أو حتى أوراق ومستندات". ويضيف: "يتصلون بي مباشرة على رقمي، وهذا يمنحني مرونة كبيرة ويجعل الخدمة شخصية أكثر".
هذه اللمسة الشخصية، مقرونة بكون طارق من أبناء البلدة، تمنحه أفضلية واضحة لدى الكثير من السكان. يشير طارق: "الناس هنا يعرفونني. عندما يتصل شخص لطلب خدمة توصيل، ويكون الشخص الذي سيحضر الطلب هو طارق ابن بعبدات، يشعرون براحة أكبر بكثير مقارنة بالتعامل مع عامل توصيل لا يعرفون من هو أو من أين جاء".
أما السيدة ليلى التي تعتمد على خدمات التوصيل بانتظام، فتقول: "في هذه الأوقات، الأمان هو الأولوية القصوى. عندما أطلب توصيل أي شيء، مجرد التفكير في فتح الباب لشخص لا أعرفه أو لا أثق به يسبب لي قلقاً كبيراً".
وتضيف ليلى: "بصراحة، أشعر بعدم الارتياح أبداً عندما يجلب الأغراض شخص غريب تماماً، خصوصاً إذا كان أجنبياً لا أعرف عنه شيئاً. مع الأسف، ارتفعت نسبة الجرائم والحوادث المتعلقة بأشخاص غير معروفين أو عمالة أجنبية غير نظامية، وهذا يزيد من مخاوفنا بشكل كبير. أشعر أنني مهددة عندما أتعامل مع شخص هويته مجهولة".
وتتابع مؤكدة سبب تفضيلها: "لهذا السبب بالذات، لا أتردد أبداً في الاتصال بطارق أو أي من شباب البلدة الذين يعملون في هذا المجال. أعرف من هم، وأثق بهم تماماً في أنهم لن يؤذوني أو يغشوني. هذا يمنحني راحة نفسية لا يمكن مقارنتها. مجرد معرفتي بأن الشخص القادم إلى بيتي هو من أهل البلد، أو شخص نعرف من هو جيداً، يزيل أي شعور بالخوف أو التردد الذي قد أشعر به مع عامل توصيل غريب".
وتضيف ليلى عاملاً آخر هاماً في تفضيلها: "بالإضافة إلى عامل الأمان المطلق الذي يوفره التعامل مع شخص معروف وموثوق، هناك شعور جيد جداً أيضاً بأنني أساعد شاباً من بلدتي ليجد عملاً ويكسب رزقه في هذه الظروف الصعبة. أشعر بأنني أساهم ولو بجزء بسيط في دعم مجتمعي الصغير وتمكين شبابه من الاعتماد على أنفسهم بدلاً من الهجرة أو البطالة".
وتختم ليلى حديثها قائلة: "هم ليسوا مجرد ساعي بريد يوصل طلباً وينصرف. هم جزء من شبكة الثقة هنا. عندما يكون عامل التوصيل شخصاً تعرفه وتثق به، تشعر أن عملية الطلب والتوصيل بأكملها تتم بأمان تام، وهو ما أصبح عملة نادرة وثمينة في هذه الأيام، وأعتقد أن هذا التوجه للبناء على الثقة المحلية سيستمر ويتعزز".
جوانا صابر
نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|