تركيا تتريث في دعم جيش الشرع... وتنسيقٌ خلف الكواليس مع تل أبيب
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنّ الجيش الإسرائيلي ضاعف وجوده العسكري في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة مع سوريا، في إطار تعزيز احتياطاته الأمنية على الجبهة الشمالية، بالتوازي مع ما وصفته الصحيفة بـ"محادثات تنسيقية" تجري مع تركيا بشأن الوضع العسكري في الداخل السوري.
وذكرت الصحيفة، اليوم الإثنين، أنّ "إسرائيل أجرت محادثات مع ممثلين من تركيا لتنسيق النشاط العسكري في سوريا"، في خطوة نادرة تعكس قلق تل أبيب من تحوّلات ميدانية على الساحة السورية، واحتمالات بروز تهديدات جديدة عند حدودها الشمالية.
وبحسب المصدر ذاته، فإنّ الجيش الإسرائيلي يعتقد أنّ تركيا مهتمة بدعم تشكيل جيش دائم يتبع للرئيس السوري أحمد الشرع، لا سيما بعد تدمير عدد من مخازن الأسلحة الكبرى التابعة للنظام السوري السابق في عمليات نُسبت إلى إسرائيل خلال السنوات الماضية. إلا أنّ الصحيفة أشارت إلى وجود تردّد تركي حيال التكلفة المالية لهذه المبادرة، ما يؤخر ترجمتها على الأرض.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إنّ "نظام الشرع لا يزال يواجه صعوبات في بسط سلطته المركزية، ولا يسيطر فعلياً على مساحات واسعة من الأراضي السورية، من ضمنها الساحل الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية، والمناطق الشمالية التي تتقاسم السيطرة عليها تركيا والقوات الكردية، فضلاً عن المناطق البدوية في الجنوب الشرقي". وأضاف الضابط أن "الحدود مع إسرائيل ليست من أولويات النظام السوري حالياً".
وتأتي هذه التطورات في ظل مشروع هندسي ضخم ينفذه الجيش الإسرائيلي لتعزيز حدوده مع سوريا. وحتى اليوم، تم الانتهاء من نحو 20% من مشروع العزل الذي يمتد على طول 90 كيلومتراً بين الجولان والأراضي السورية، ويتضمن حفر خنادق عميقة، وإنشاء سدود دفاعية، وتكثيف المراقبة الإلكترونية.
وقال أحد الضباط الإسرائيليين للصحيفة: "نعتمد في هذه المنطقة تكتيكات مشابهة لتلك المستخدمة في الضفة الغربية، من نقاط تفتيش مفاجئة، ودوريات متحركة، وتوغلات محدودة". وأردف قائلاً: "لكن في حال تلقّينا إنذاراً أو معلومات استخبارية عن نشاط عدائي، فإننا نتحرك فوراً وبلا تردد".
تأتي هذه التحركات الإسرائيلية في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً، خصوصاً مع تصاعد الغارات الإسرائيلية في العمق السوري، واستهداف مواقع مرتبطة بإيران وحزب الله. وكانت إسرائيل قد كثفت في الأشهر الماضية ضرباتها الجوية ضد مطارات عسكرية ومراكز استخبارات سورية وإيرانية، متذرعة بمنع "التموضع الإيراني" قرب حدودها.
من جهتها، تواصل تركيا تعزيز وجودها شمال سوريا، حيث تسيطر على مناطق واسعة من ريف حلب والحسكة عبر فصائل متحالفة معها، في ظل تصاعد التنافس الإقليمي على مستقبل النفوذ في سوريا ما بعد الحرب.
وتربط تركيا علاقات معقدة بإسرائيل، شهدت توتراً على خلفية الملف الفلسطيني، لكنها لم تصل إلى قطيعة أمنية كاملة، حيث أُبقي على قنوات الاتصال الاستخباري والتنسيق غير المعلن، لا سيما في ما يخص الملف السوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|