"لادي" في تقريرها الأول عن الإنتخابات في جبل لبنان: خروقات لسرية الإقتراع والصمت الإنتخابي
الذّكاء الاصطناعيّ: حسين الشّيخ وسيط للاحتلال
أثار قرار المجلس الوطني الفلسطيني استحداث منصبين جديدين هما “نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير الفلسطينية” و”نائب رئيس دولة فلسطين”، وتوكيل مهمّتهما إلى حسين الشيخ، الكثير من الجدل في الأوساط الفلسطينية والإقليمية والدولية المعنيّة بالشأن الفلسطيني.
يشغل حسين الشيخ (65 سنة) منذ عام 2007 رئاسة الهيئة العامّة للشؤون المدنية برتبة وزير ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC) التي تعدّ صلة الوصل الرسميّة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. مثّل عام 2017 نقطة تحوُّل في مسيرة الشيخ السياسية ضمن دوائر السلطة الفلسطينية، إذ اختير أميناً لسرّ اللجنة التنفيذية للمنظّمة ورئيساً لدائرة شؤون المفاوضات، فبات مقرّباً جدّاً من الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبي مازن).
أجمع كثيرون على أنّ هذه الخطوة لم تأتِ في سياق إصلاح منظّمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية، بل أتت في سياق ضغوط أميركية وعربية على “أبي مازن” منذ ما قبل “طوفان الأقصى”، وزادت حدّتها في الأشهر الأخيرة مع اشتداد العدوان على غزّة وإصرار حركة “حماس” على رفض الشروط الإسرائيلية للاستسلام.
موجة من الانتقادات
أثار تعيين حسين الشيخ موجة من الانتقادات بدأت عقب انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، إذ سجّل الحاضرون امتعاضاً من عدم شفافيّة جدول الأعمال والعضويّة والنصاب، فانسحبت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” من الاجتماعات، فيما فضّلت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”المبادرة الوطنية” مقاطعة الاجتماعات من أساسها، علاوة على الغياب التقليدي لفصائل جبهة الرفض التي كانت تتّخذ دمشق مقرّاً. وبطبيعة الحال غابت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” غير المنتميتَين الى المنظّمة أصلاً.
توقّف المنتقدون خصوصاً عند علاقة الشيخ بإسرائيل بصفته وزيراً للشؤون المدنية، وهو المنصب الذي يجعله الشخصية المركزية في التنسيق الأمنيّ والمدني المثير للجدل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
محرّك الذّكاء الاصطناعيّ يجيب
حتّى لا ننخرط في الجدل الدائر والأخذ والردّ في هذه المسألة الحسّاسة، تركنا الأمر لمحرّك الذكاء الاصطناعي ليجيب على أسئلتنا في شأن علاقته بإسرائيل، فجاء ردّه كالآتي:
“يتولّى الشيخ مسؤولية “التنسيق المدنيّ” مع إسرائيل، وهو ما يشمل قضايا مثل تصاريح العمل، شؤون المعابر، التنسيق الأمنيّ ونقل المرضى. يتمتّع بعلاقات وثيقة مع مسؤولين إسرائيليين، خاصة في جهاز “الشاباك” والإدارة المدنية. تراه بعض الأوساط الفلسطينية “مهندسَ” العلاقة اليومية بين السلطة وإسرائيل”.
إضعاف شرعيّة المنظّمة
سألنا المحرّك: ما يترتّب على هذه العلاقة بالنسبة لمستقبل منظّمة التحرير؟ أجاب:
- 1. انقسام في الشرعيّة والتمثيل: تنامي دور الشيخ، بدعم إسرائيلي – أميركي غير مباشر، قد يُضعف شرعيّة منظّمة التحرير إذا ما اعتُبر أنّه يمثّل “امتداداً” للتنسيق مع الاحتلال.
- 2. إضعاف الثقة الشعبية: العلاقة الوثيقة مع إسرائيل تُضعف ثقة الشارع الفلسطيني بالمنظّمة، خصوصاً في ظلّ غياب التقدّم السياسي أو إنهاء الاحتلال.
- 3. إضعاف التيّارات المعارضة: صعود الشيخ قد يؤدّي إلى تهميش فصائل معارضة داخل منظّمة التحرير يزيد من التوتّر الداخلي.
- 4. مستقبل الكيان التمثيلي للمنظّمة: إذا فُهم أنّ المنظمة أصبحت أداة لإدارة الأوضاع تحت الاحتلال بدلاً من النضال ضدّه، فقد يتمّ تجاوزها من أجل بدائل شعبية أو مقاومة.
عندما أبدينا رغبتنا بتوسيع هذا الموضوع من ناحية تحليل سياسي أعمق أو ضمن إطار قانوني، أجاب:
“رائع. إليك تحليلاً سياسيّاً وقانونيّاً أعمق لتأثير علاقة حسين الشيخ بإسرائيل على مستقبل منظّمة التحرير الفلسطينية:
– أوّلاً: من منظور سياسي:
- إعادة تعريف وظيفة منظّمة التحرير: منظّمة التحرير أُنشئت لتكون ممثّلاً شرعيّاً ووحيداً للشعب الفلسطيني بهدف التحرير وإنهاء الاحتلال. دخول شخصيّات مثل حسين الشيخ إلى صلب قيادتها، مع ارتباطه الوثيق بالتنسيق مع الاحتلال، يعيد صوغ دور المنظّمة من “تحريريّ” إلى “إداريّ”، وهو تحوّل جوهري في فلسفة المنظّمة.
- فقدان الإجماع الوطني: كثير من الفصائل (مثل “حماس” و”الجهاد الإسلامي”) خارج المنظّمة حاليّاً، وعلاقة حسين الشيخ بإسرائيل تجعل عودتهم أكثر صعوبة، لأنّهم يرون في المنظّمة أداة “مدجّنة” لا تمثّل نهج المقاومة. بذلك، يتحوّل التمثيل الفلسطيني إلى حالة انقسام دائم بدلاً من تمثيل شامل.
- هندسة الخلافة: إسرائيل وأطراف غربية تعتبر الشيخ شخصيّة “براغماتية” يمكن التعامل معها، وهذا ما يفتح الباب لتدخّلات خارجية في خلافة محمود عبّاس خارج السياق الديمقراطي الفلسطيني، ويُضعف صدقيّة القيادة المقبلة ويعمّق فقدان الثقة الشعبية.
– ثانياً: من منظور قانونيّ ودستوريّ:
- شرعيّة التمثيل: وفق ميثاق منظّمة التحرير والنظام الأساسي، يُفترض أن تكون القيادة نابعة من إرادة وطنية، لا من توافقات أمنيّة خارجية. وجود الشيخ في موقع متقدّم بضغط أو دعم إسرائيلي / دولي قد يُعدّ انتهاكاً ضمنيّاً لمبدأ استقلالية القرار الفلسطيني.
- التضارب مع القانون الدوليّ: التنسيق مع قوّة احتلال مستمرّ، في سياق غير تفاوضي، يمكن أن يُفسّر نوعاً من “التواطؤ”، وهو ما يُضعف موقف المنظّمة في الهيئات الدولية التي تعتمد على خطاب “تحرّري” لا “تعاونيّ” مع الاحتلال.
نقطة تحوُّل
- الطعن في شرعية مؤسّسات المنظّمة: ضعف آليّات الانتخابات داخل المنظّمة، وتعيين أشخاص بناءً على التوافقات السياسية لا عبر الاقتراع الشعبي، قد يفتحان المجال لطعون قانونية داخلية أو حتى خارجية بشأن تمثيلها.
خلص محرّك الذكاء الاصطناعي إلى القول: علاقة حسين الشيخ بإسرائيل ليست مسألة شخصية أو إدارية وحسب، بل تمثّل نقطة تحوُّل في هويّة منظّمة التحرير: من حركة تحرّر وطني إلى جهاز إداري وظيفي، من ممثّل جامع إلى فصيل يُتّهم بتهميش بقيّة القوى، من كيان مقاوم إلى وسيط في إدارة الاحتلال. وهذا التحوُّل يضع مستقبل المنظّمة في مهبّ إعادة النظر: إمّا إصلاح عميق وشامل يعيد الاعتبار للتمثيل الوطني، أو تآكل تدريجي يقود إلى فقدانها للشرعية الشعبية والسياسية.
أمين قمورية -أسلس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|