الصحافة

7 أيار مجيد بعد 17 عاماً على 7 أيار أسود

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يطلّ شهر أيّار أو "نوّار" كما يحلو لي تسميته، يطلّ هذا العام مُثقلاً بذكريات 17 عاماً يوم قرّر "حزب الله" وعلى لسان أمينه العام السابق حسن نصرالله قتلَ سنّة بيروت ودروز الجبل بحجّة حماية ظهر المقاومة.

في 7 نوّار 2008 شَهرَ "حزب الله" سلاحه بوجه اللبنانيين علناً للمرة الأولى، وهو كان قبل هذا التاريخ يغتال من يريد بعدما اغتال الدولة والقضاء والأمن، لكن في 7 أيار قرّر نزع القناع والتباهي بقدرته على قتل من يريد في الداخل من دون أن يُحاسبَ على إجرامه المتمادي. لكن بعد 17 عاماً انتصرت الحقيقة وعدالة السماء انتقمت للذين قالوا لا للسلاح غير الشرعي.

اليوم من اغتال اغتيل، ومن نكّل بالبيروتيين نكّل به المجتمع الدوليّ، ومن ظنّ بأن "حزب الله" سيظلّ ممسكاً بالقرار السياسي والأمني في لبنان خسر كل شيء، وحده الحقّ انتصر وروح الشهيد رفيق الحريري ارتاحت في سمائها، ولكن لماذا تأخر انتصار الدولة على الدويلة 17 عاماً؟ لماذا تحقق اليوم ما لم يتحقق سابقاً وكيف صار "حزب الله" المُرعب حزباً ضعيفاً يخاف ولا يُخيف؟

الجواب ليس إسرائيل بل "حزب الله" بنفسه لأن هذا "الحزب" اعتقد حقاً بأنه "حزب" إلهي وبأن سلاحه من الله وبأنه لا يُهزم. سكرَ "حزب الله" بسردية الدين التي أوهمه بها الوليّ الفقيه، فظنّ بأن دعاء المحازبين ولطم الصدور يتفوّقان على الـ DRONE و الـ AI وأنّ قتلَ السوريين المعارضين لنظام بشار الأسد ليس جريمة بل هو طلب إلهيّ، وبأن تهريب الكبتاغون إلى الخليج العربيّ ليس حراماً بل عمل خيرٍ، وبأن اغتيال رفيق الحريري وسرب من أبطال ثورة الأرز ليس إلا خطوة نحو الجنة المنشودة.

سَكِر "حزب الله" بقوتّه الباطلة وبات خاتماً بإصبع الخامنئي الإيرني، فحصد حقد اللبنانيين بأكثريتهم الساحقة وحقد الخليجيين وحقد السوريين والعرب. خسر "حزب الله" صورته ومكانته قبل أن يخسر الحرب عسكرياً فاستسهل الغرب تدميره! من منكم يذكر طوال حرب غزة تعاطفاً عربياً، دولياً أو حتى لبنانياً مع "حزب الله"؟ عودوا إلى الصحف ونشرات الأخبار وتذكروا كيف كان الجميع يناشد "حزب الله" عدم التدخل بالحرب و "الحزب" لا يبالي ولا يسمع إلا صوت الخامنئي.

واليوم لم يعد يشعر أهالي الطريق الجديدة بحسرة انكسار الطائفة السنية على يد شيعة إيران. ولم يعد يشعر دروز الجبل وبيروت بأنهم هُزموا على يد نظام سوري اغتال قائدهم الراحل المعلّم كمال جنبلاط وساعد حليفه في لبنان على محاولة اغتيال أحد رموزهم النائب مروان حمادة وتهديد رئيس الحزب "الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط بأن يلقى مصير رفيق الحريري إذا استمر على مواقفه المعارضة للسلاح غير الشرعي. ولم يعد يشعر المسيحيون بأن وجودهم في خطر في ظل سلاح يأتمر بمن هم ليسوا لبنانيين ويخدم مصالح مشروع دينيّ خطير. 7 أيار هذا العام هو يوم النصر وهو يوم قلب الطاولة على من دمروا صورة لبنان، ننتظره لنحتفل بسقوط "حزب الله" ومن يقف خلفه ولنعيد إلى بيروت العيش الواحد مع انتخابات بلدية شاء القدر أن يكون تاريخها في الأسبوع الأول من شهر نوار علّ المناصفة فيها تمحو ما كتبه "حزب الله" على جدرانها من حقد وطائفية.

رامي نعيم-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا