الإمارات تعود إلى لبنان… لماذا يروّج “الحزب” للإجتياح؟

كسرت الإمارات العربية المتحدة صمتها اللبناني الطويل، معلنة عودة سياسية واقتصادية لافتة إلى بيروت من بوابة الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى أبوظبي. البيان المشترك بين البلدين لم يكتفِ بالإعلان عن إعادة فتح أبواب السفر أمام المواطنين الإماراتيين، بل ذهب أبعد من ذلك، عبر اتفاق على تشكيل مجلس أعمال مشترك، وتعزيز التعاون في الأداء الحكومي وتبادل الخبرات المؤسسية. إنها خطوة لا تنفصل عن مناخ أوسع يسعى إلى إعادة ترميم الحضور العربي، والخليجي تحديداً، في بلد لطالما تُرك لمصير نفوذ إيراني متصاعد تُجسّده هيمنة “حزب الله”.
في موازاة هذه العودة، وفيما تستمر الاستهدافات الاسرائيلية، يروّج إعلام “حزب الله” لتقارير عن نية إسرائيل شنّ عملية برية واسعة في لبنان، إلا أن مصادر حكومية تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن لا معطيات حقيقية تفيد بوجود خطر اجتياح وشيك. ومع ذلك، لا يُخفى أن الدولة تتحرك بجدية: اتصالات ديبلوماسية مكثفة، واجتماع مرتقب للمجلس الأعلى للدفاع، ومتابعة دقيقة لملف مطلقي الصواريخ من الجنوب.
اللافت في كل ذلك، هو النبرة التي يستخدمها العهد الجديد الذي يبدي جرأة غير معهودة في مقاربة ملف “حماس”، فبعد تحقيقات أجرتها مديرية المخابرات بإشراف القضاء المختص، تتجه الدولة إلى طلب رسمي من الحركة لتسليم المطلوبين المتورطين في إطلاق الصواريخ وتخزينها، وهي سابقة في سجل العلاقة الملتبسة بين الدولة اللبنانية والتنظيمات المسلحة على أراضيها.
٤ قتلى في الجنوب
ميدانياً، قُتل ٣ أشخاص في غارة شنتها طائرة مسيَّرة إسرائيلية على سيارة بين بلدتي ميس الجبل وبليدا. وفي وقت لاحق تعرضت ميس الجبل لغارة ثانية أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
وأفاد الجيش الاسرائيلي بمقتل عنصرين من جماعة “حزب الله” في هجومين منفصلين. وأوضح في بيان أنه هاجم وقضى على أحد عناصر “قوة الرضوان” التابعة للحزب في منطقة ميس الجبل، ثم قتل عنصراً آخر من قال إنه “عمل في المنطقة، وجمع معلومات استخبارية” لصالح الجماعة في البلدة نفسها، في هجوم ثانٍ في وقت لاحق.
وحلق الطيران المسيّر فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية على علو منخفض، فيما شهدت الهرمل تحليقاً للطيران الحربي.
اجتياح اسرائيلي؟
إلى ذلك، وبعد انتشار تقارير في وسائل إعلام قريبة من “حزب الله”، تفيد بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الادارة الأميركية نيّته توسيع العمليات العسكرية في لبنان لتشمل حملة برية شاملة، بحجّة أن الضربات الجوية لم تكن كافية للقضاء على “حزب الله” وأن الأخير أعاد بناء قدراته، أفادت مصادر حكومية موقع “لبنان الكبير” بأن لا مؤشرات لدى الحكومة حول هذا الأمر.
وأكدت المصادر أن الحكومة والعهد الجديد يجريان اتصالات مكثفة، ويبذلان كل الجهود الممكنة لمنع أي اعتداء على لبنان، ولضمان انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها.
التطورات السورية
في سوريا، وبينما تتابع الجهات الحكومية إجراءات تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الصَّوْرة بريف السويداء جنوب البلاد، وتأمين محيطها من المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، ذكرت شخصيات دينية درزية ونشطاء في المجتمع الأهلي أن التوتر مستمر، في ضاحيتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، وإن بوتيرة أخف من اليومين السابقين، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوقف إطلاق النار.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا، آدم عبد المولى، الخميس، إنه يشعر بالقلق البالغ إزاء تصاعد العنف في ريف العاصمة السورية دمشق، وأدان سقوط ضحايا مدنيين. ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، واتخاذ تدابير لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
اسرائيل على الخط
وسط هذه الأجواء، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، المجتمع الدولي الى توفير الحماية للدروز في سوريا وذلك بعد يومين من اشتباكات طائفية في ريف دمشق خلفت عدداً كبيراً من القتلى. وقال ساعر في بيان: “أدعو المجتمع الدولي للقيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا وخصوصاً الدروز من النظام وعصابات الإرهاب التابعة له”. وطالب المجتمع الدولي بعدم “غض الطرف عن الأحداث الصعبة التي تحدث هناك مؤخراً”.
ووجه وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيراً الى الرئيس السوري أحمد الشرع “إن لم يتوقف الاعتداء على دروز سوريا سنرد بقوة كبيرة”، مؤكداً الالتزام بالدفاع عن الدروز ومراقبة الوضع.
وأشار الجيش الاسرائيلي الى أن قواته تنتشر في جنوب سوريا ومستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة والقرى الدرزية.
المرصد البلدي
تستمر الاتصالات في بيروت بين العائلات والمرجعيات السياسية لتشكيل لائحة توافقية تشمل مختلف الأطياف، بهدف ضمان المناصفة الإسلامية -المسيحية وتشكيل مجلس بلدي متجانس ومتعاون. ويبدو أن هناك توافقاً كبيراً بدأت ترتسم ملامحه بين مختلف القوى السياسية في العاصمة، ما يُمهّد لتشكيل لائحة ائتلافية بمواجهة لائحة التغييريين، ولائحة نبيل بدر و”الجماعة الاسلامية”.
أما في جبل لبنان، وقبل أيام من بدء الانتخابات، فيتواصل إعلان اللوائح في مختلف الأقضية، وسط جهوزية تامة من وزارة الداخلية، من دون تسجيل أي حوادث أمنية تُذكر، على الرغم من التنافس الذي يجمع بين العوامل العائلية والسياسية.
وإلى الشمال، حيث أُقفل باب الترشيح للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار. ففي قضاء طرابلس، بلغ عدد المرشحين 359 للبلدية و210 للاختيارية، ويتنافس 188 مرشحاً على 24 مقعداً في طرابلس، و69 مرشحاً على 21 مقعداً في الميناء.
وفي البداوي 38، و43 في القلمون، و21 في وادي النحلة. وسُجلت نسب الذكور: 88% في طرابلس، 83% في الميناء، وتراوحت بين 90% و100% في بقية البلدات. وفاز بالتزكية 3 أعضاء بلديين في القلمون وعضوان اختياريان في وادي النحلة.
أما في عكار، فبلغ عدد المرشحين 2561 للبلدية و729 للمخترة. فازت 30 بلدية و40 مختاراً بالتزكية، أبرزها في بلدات بربارة، ديرجنين، القرقف، التليل، أكروم، رماح وبرج العرب.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|