استراحة المحارب
هذه ليست حال الدولة في لبنان لأنّها حتى الآن لم تمتلك قرار الحرب والسلم وما زالت في طور الخروج من الإستراحة القصرية التي وضعها فيها حزب الله الذي ما زال ضائعًا بين واقعٍ جديدٍ من جهة وعقيدةٍ يلتزم بها من جهة ثانية وما زالت تفرض عليه التحضير لمعركة جديدة، فاستراحة المحارب بالنسبة له هي استمرار للمعركة بوجهٍ آخر بحيث يواصل التدريب والتجهيز والتعبئة من اجل إطلاق النار مجددًا.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يتعب المتقاتلون من الحروب فتفرض عليهم الظروف أن يوقفوا حروبهم ولو لحين فأصبحت فترة التوقّف تلك تُعرف باستراحة المحارب، حتّى أنّه في خضمّ المعركة تصلح هذه العبارة عندما يأخذ المقاتل قسطًا من الراحة ما بين جولة وجولة من القتال.
في لبنان، يبدو أنّ استراحة المقاتل لمن امتهن القتال ليست محسومةً باعتبار أنّه حتى الآن لم يقرّر هؤلاء أن يوقفوا الحروب بقناعةٍ ذاتيةٍ، بل إن الظروف هي التي فرضت عليهم استراحةً قسريةً لا تخلو من استعداد لاندلاع معركة أخرى على الرَّغم من علمهم أنّ نتائج المعركة الجديدة ستكون أسوأ من المعركة السابقة.
ليست استراحة المحارب في مفهوم الأوطان التي تعيش حياةً طبيعيةً استعدادًا لمعركةٍ جديدةٍ لأنه يُفترض أنّ دولًا تسود في هذه الأوطان وتمتلك القرار والسيادة، وبالتالي يكون همّها الأساسي حفظ الاستقرار والأمن والهدوء وتأمين الازدهار والتطوّر على أن تكون على استعداد للدفاع عن أرضها وحدودها في حال تعرّضت لأي تهديد.
هذه ليست حال لبنان وليست حال الدولة فيه لأنّها حتى الآن لم تمتلك قرار الحرب والسلم وما زالت في طوْر الخروج من الاستراحة القصرية التي وضعها فيها حزب الله الذي ما زال ضائعًا بين واقعٍ جديدٍ من جهة وعقيدةٍ يلتزم بها من جهة ثانية وما زالت تفرض عليه التحضير لمعركة جديدة، فاستراحة المحارب بالنسبة له هي استمرار للمعركة بوجهٍ آخر بحيث يواصل التدريب والتجهيز والتعبئة من اجل إطلاق النار مجدّدًا لتحقيق ما يصبو إليه من أهداف لا يؤمن إلّا بتحقيقها بواسطة القوة عسكريةً كانت أم أمنيةً أم غير ذلك.
يحتاج لبنان لأن يلغي حزب الله حتّى استراحة المحارب إذا صحّ التعبير التي هو فيها وأن يستبدلَها بالتخلّي نهائيًا عن كل ما هو في قاموس الحرب والقتال ليصل مع جميع اللبنانيين إلى استراحة مستدامة تضع البلد على مسار السلام الداخلي على الأقل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|