أبقى "شرارة التصعيد".. اجتماع الدروز والحكومة السورية "بلا اتفاق"
قالت مصادر خاصة في محافظة السويداء السورية، لـ "إرم نيوز"، إن الاجتماع الذي حصل ليلة الأربعاء، في "أشرفية صحنايا" بين مشايخ ووجهاء من الطائفة الدرزية، ومسؤولي حكومة دمشق التي مثلها المحافظون الثلاثة (محافظو السويداء والقنيطرة وريف دمشق)، انتهى إلى "لا اتفاق".
وتوقعت المصادر تجدد الاشتباكات في مدينتي جرمانا وصحنايا، وأيضًا استمرار هجمات الفصائل المسلحة "المدعومة من السلطة" على القرى الدرزية في السويداء.
وذكر مصدر مطلع على مجريات المباحثات، التي دارت الأربعاء، لـ "إرم نيوز"، إن وفد السويداء عاد بخيبة أمل كبيرة، حتى أن بعض المشايخ قالوا فور عودتهم من الاجتماع، إن على الفصائل وأبناء الطائفة الدرزية عمومًا، الاستعداد لِما هو أسوأ.
وأرجع ذلك إلى أن "حديث ممثلي السلطة لم يكن بغرض الاتفاق، بل لفرض وجهة نظرهم ومنطقهم، دون الأخذ بمطالب ومخاوف ممثلي السويداء".
ووفقًا للمصدر، تم الاتفاق على بعض النقاط العامة، من قبيل "وقف كامل لإطلاق النار في أشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة بين وجهاء الأشرفية من جهة والسلطة من جهة أخرى، لبحث تداعيات الأحداث الأخيرة، وتنظيم آلية لانتساب شباب المدينة لاحقًا لجهاز الأمن العام".
خلافات جوهرية
ويذكر المصدر أن خلافات جوهرية ظهرت بين فريقيْ الحكومة والسويداء، خاصة بعد أن وصف ممثلو السلطة المقاتلين الدروز في صحنايا والأشرفية بأنهم "عصابات خارجة عن القانون" وقالوا إنهم اعتدوا على عناصر الأمن العام وقتلوا 35 عنصرًا في أشرفية صحنايا، وطلبوا تسليم السلاح بيد الدولة في الأشرفية وصحنايا.
ويشير المصدر إلى أن شيخ العقل يوسف جربوع ردّ بأن هذه الرواية مشكوك فيها، وأن أحداث العنف بدأت باستهداف ممنهج لجرمانا ثم أشرفية صحنايا، وبعدها السويداء.
ويرى أن هناك أزمة ثقة كبيرة بين الحكومة وبين أبناء الطائفة الدرزية، واستنكر في الوقت ذاته الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها الطائفة في بضع مناطق، داعيًا إلى وقفها بشكل فوري.
ويضيف المصدر أن المفاجأة كانت عندما طالب ممثلو السلطة (المحافظون الثلاثة) بتسليم قيادي في حركة "رجال الكرامة" إضافة إلى بعض الأشخاص إلى السلطة، لكن قائد حركة رجال الكرامة، الشيخ يحيى الحجار الذي كان موجودًا في الاجتماع، رفض فكرة تسليم أي شخص، وقال إن من يتوجب تسليمهم إلى القضاء هم من نفذوا الاعتداءات العشوائية على السكان الآمنين في بيوتهم، بعد "فبركة" تسجيل صوتي كان حجة لإثارة الحوادث الأخيرة.
وبحسب المصدر، فإنه خلال الاجتماع، وصلت أخبار عن توتر الأوضاع في محافظة السويداء، وتنفيذ هجوم على قرية (الصورة الكبيرة)، وهي القرية الدرزية المتاخمة لحدود ريف دمشق. وقد أثارت هذه الاعتداءات الجديدة غضب وفد السويداء من المشايخ والوجهاء.
في المقابل، أبدى مسؤولو الحكومة "تفاجأهم" بما يحصل، واتصلوا بقائد الفرقة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في جنوب سوريا، وطلبوا منه العمل على وقف أي هجمات تحصل في المنطقة، وفق المصدر.
هدف واحد
المصدر اعتبر أن هناك قناعة ترسخت لدى الدروز بعد الاجتماع، بأن كل ما حصل خلال الأيام الأخيرة، هو "لعبة لفرض تسليم سلاح الفصائل الدرزية للسلطات بعد أن تعذر فرضه بالمفاوضات".
وأوضح أنه من أجل ذلك، قامت مجموعات تابعة للأمن العام بمهاجمة أشرفية صحنايا ليلة أول أمس، منوهًا إلى وجود فيديوهات لأحد أفراد الأمن العام كان ينقل الاعتداء على الأشرفية مباشرة.
وأردف قائلاً: "في الصباح وصل الأمن العام بحجة فض الاشتباك وأقنعوا المقاتلين الدروز المدافعين عن بيوتهم أنهم جاؤوا لطرد المسلحين المنفلتين، ولكن الفيديوهات تظهر عناصر الأمن العام وهم يقومون بإهانة المواطنين الدروز، ليتغير بعدها الموقف وتتم السيطرة على الأشرفية وصحنايا، وتتوقف الإهانات وتبدأ المفاوضات التي سهلت السيطرة على الأشرفية وصحنايا بطريقة مباشرة".
وأشار إلى أن "حسن نية" المشايخ الدروز الذين اجتمعوا في دمشق زادت الأمر تعقيدًا، خاصة بعد أن طلب ممثلو السلطة المؤقتة تسليم مسؤول حركة رجال الكرامة في صحنايا؛ وهو مسؤول الأمن العام في المنطقة حسب الاتفاق السابق، حيث تفاجأ مشايخ السويداء بأن "حركة غدر" طالتهم وانقلبت الآية وأصبح مَن يدافع عن أهله وبيته معتديًا، حسب قوله.
ويرى المصدر أن هناك قراءة لدى من حضروا الاجتماع بأن "الوضع في الأشرفية وصحنايا سيزداد سوءًا، وستستمر التجاوزات بحق الأهالي مع الأيام بكل تأكيد"، لأن "نهج السلطة أصبح واضحًا وتخطيطها لفرض التسلط أصبح مفضوحًا".
ولفت إلى أنهم يرسلون مجموعات على أساس أنها "منفلتة" ليسهل تدخلهم على أنهم حماة للمواطنين، خاصةً وأنهم يمتلكون الضوء الأخضر من المجتمع الدولي للاستمرار بتجاوزاتهم، وفق المصدر.
كذبة إسرائيل
ويرى المصدر أن الحماية الإسرائيلية للدروز في سوريا هي "كذبة يصدقها الجميع"، على حد قوله. ويؤكد أن "إسرائيل استعرضت أمس بالطيران الحربي والمسير، وصرح مسؤولوها بأنهم ملتزمون بحماية الدروز.
واستدرك قائلاً: "لكن عمليًّا وبكل حياد ساعدت تل أبيب السلطة على بسط سيطرتها على الأشرفية وصحنايا، حيث قامت طائرة مسيرة بقصف نقطة لا قيمة لها لم تؤثر في الهجوم حتى معنويًّا" .
وتابع قائلاً إن "الدروز اليوم هم وحدهم في مواجهة التطرف والتعصب والفصائل المنفلتة، ومخطط تكرار مجازر الساحل يقترب أكثر منهم، ولن يتدخل أحد لنجدتهم.
وختم المصدر بالقول: "المطلوب تسليم سلاحهم دون شروط، وبعد تسليم السلاح سيطلب منهم تسليم كل من لا يوالي السلطة الجديدة، تمامًا على النهج ذاته الذي تم تنفيذه مع العلويين".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|