تفهم اميركي لموقف لبنان ولكن.. موازين القوى تفرض تسليم السلاح أوّلا!

استقبل رئيس الجمهورية جوزيف عون، في قصر بعبدا أمس، في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي قدّم له خلفه، الجنرال مايكل ليني، الرئيس الجديد للجنة.

وشدّد عون على ضرورة تفعيل عمل لجنة المراقبة، ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، والانسحاب من التلال الخمس التي تحتلّها وإعادة الأسرى اللبنانيين. كما أكد أن الجيش اللبناني يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، ولا سيّما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عملية مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة.

يريد لبنان الرسمي تأمين الارضية المثالية للحوار الذي يعتزم اطلاقه مع حزب الله حول سلاحه. من هنا، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، نرى المسؤولين، في بعبدا وعين التينة والسراي، يستعجلون الانسحاب الاسرائيلي وتحرير الاسرى اللبنانيين في إسرائيل. لكن مع إدراكهم ان هذه العوامل اساسية وتساعد الرئيس عون في مهمته الحوارية مع حزب الله، الا ان رعاة اتفاق وقف النار وعلى رأسهم الاميركيون، يبلغون السلطات ان لا بد من المباشرة بتنفيذ بند جمع السلاح غير الشرعي، الموجود على كامل الأراضي اللبنانية لا جنوب الليطاني فقط، وحصره بيد الشرعية، في اقرب فرصة، تطبيقا لاتفاق وقف النار. فالقضية لا تحتمل تأجيلا ولا يجب ربطها بالانسحاب الاسرائيلي، كما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري او حزب الله. ويقول الأميركيون، وفق المصادر، ان هذا الانسحاب قد يحصل غدا او قد يتأخر، لكن بغض النظر عن موعده، يجب على لبنان ان يباشر عملية جمع سلاح الحزب فورا، عبر حوار مع الحزب او بأي طريقة تراها الدولة مناسبة.

الأميركيون يعرفون ايضا، تتابع المصادر، ان هذا الامر قد لا يكون عادلا، اذ كما يطلب من لبنان الالتزام بالاتفاق، يجب ايضا الضغط على تل ابيب لفعل الامر نفسه. لكن، موازين القوى العسكرية وانتصار إسرائيل في الحرب الأخيرة، يسمحان لها بفرض شروطها على الطاولة والارض. واذ تشير الى ان الوسطاء حذروا لبنان من ان إسرائيل قد تصعد من غاراتها لتدمير ترسانة الحزب ان لم تتصرف الحكومة اللبنانية سريعا على هذا الخط، تسأل المصادر عما اذا كانت هذه الرسائل ستبدل في مقاربة لبنان الرسمي لقضية السلاح، وفي توقيت الحوار المفترض...