انطلاقا من السويداء.. جنبلاط يتصدى لمحاولات اسرائيل تفتيت المنطقة
هل يفعلها حزب الله؟
لا يحمل التصعيد الاسرائيلي جنوبا الا رسالة واحدة وهي الذهاب بعيدا في حربها ضد حزب الله، ولو كلفها الامر توغلا بريا للسيطرة على كامل منطقة جنوب الليطاني واقامة المنطقة العازلة التي تنادي بها. ولكن في المقابل ثمة اشارات يرسلها حزب الله تعكس استعداده للرد على اسرائيل والدخول مباشرة على خط المواجهة.
وتشير التصريحات الأخيرة لكبار مسؤولي حزب الله، إلى منحى تصعيدي واضح في الخطاب، يرفض أي تسوية تعتبر "إملاءات" أميركية-إسرائيلية ويُحمل الدولة اللبنانية مسؤولية التصدي للعدوان. ولكن هل تأتي هذه التهديدات في اطار الاستعداد الفعلي لاستئناف الحرب على نطاق واسع أم أنها تندرج في إطار حرب الردع والضغط.
تشير المعطيات الى أن الحزب يرفض منطق الضمانات الدولية ويؤكد أن التجربة أثبتت عدم جدواها، وبالتالي فان استعادة هيبة الحزب في الداخل وفي الاقليم هو في الذهاب نحو المواجهة، والا فإن طريق الاستسلام لشروط العدو ستكون محتمة. كما ان "شرعنة" المقاومة بوجه اسرائيل تأتي بحسب قيادات الحزب نتيجة فشل الحكومة بتلبية وعودها وعلى رأسها اعادة الاعمار، وبالتالي فإن التقاعس عن تحصين السيادة والتنازل عن عناصر القوة يخدم هدفين: تحميل الدولة المسؤولية السياسية والأخلاقية عن أي عدوان، وتبرير استمرار الحزب في احتكار قرار الحرب والسلام بذريعة أن الدولة عاجزة عن القيام بهذا الدور.
هذان العنصران لا يشكلان دعوة صريحة للحرب فحسب، بل هما تأكيد على عقيدة المقاومة كخيار استراتيجي وحيد في نظر الحزب، ورفض لأي
محاولة لنزع سلاحه تحت أي مسمى كان، سواء كان اتفاقاً أو إستراتيجية دفاعية قبل تحرير الأرض وإنهاء العدوان.
وعلى الرغم من تأكيد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق على لبنان ستواجه بالرد، وأن ذلك سيدمر الأمن الإسرائيلي خلال ساعة واحدة، الا أن مصادر مقربة من الثنائي تضع كلام قاسم في اطار الردع لا التهديد بدخول الحرب، فالحزب برأي المصادر حريص على التماسك الداخلي ويلتقط اشارت أي حرب قد يفتعلها البعض في الداخل، ولكنه في الوقت نفسه لن يبقى مكتوف اليدين في حال قررت اسرائيل توسيع حربها عليه، فهو سيقلب الطاولة على الجميع بمن فيهم الداخل. وتلفت المصادر الى أن إمكانية استئناف حزب الله لحرب واسعة النطاق ضد إسرائيل هي إمكانية مشروطة وليست فورية أو مطلقة، والسيناريو الأكثر ترجيحاً في المدى المنظور برأيها هو استمرار حرب الاستنزاف المحدودة على طول الحدود. في المقابل تقرأ مصادر معارضة أن الحزب سيستخدم هذه العمليات كأداة ضغط لتحقيق أهدافه وهي تأكيد وجوده وكسر شروط التسوية الأميركية، والرد على العدوان الإسرائيلي دون الدخول في مواجهة مكلفة قد تدمر لبنان.
كما أن استئناف الحرب الشاملة سيكون رهناً بشرطين رئيسيين: أولا - أن تقوم إسرائيل بشن عملية برية واسعة أو حرب شاملة على لبنان، عندها سيعتبر حزب الله أن خطه الأحمر قد انتهك، وسيوظف كامل قدراته الصاروخية للرد على هذه الخطوة. وثانيا- أن يصل مسار التفاوض إلى طريق مسدود مع فرض شروط "إملاء" على لبنان، وإذا شعر الحزب أن التسوية السياسية المقبولة دولياً تهدد وجوده وكيانه العسكري بشكل جوهري، فقد يرى في التصعيد العسكري المحدود خياراً لقلب الطاولة وإفشال هذه التسوية.
ليبانون فايلز - علاء الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|